السبت: 28/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

احمد عطون النائب عن حماس في التشريعي: لدينا برامج وخطط عمل.. وندرك الصعوبات التي سيفرضها الاسرائيليون.

نشر بتاريخ: 18/03/2006 ( آخر تحديث: 18/03/2006 الساعة: 20:49 )
القدس -معا- قال احمد عطون عضو المجلس التشريعي الفلسطيني المنتخب عن دائرة القدس ان حماس لم تفاجأ بالفوز في الانتخابات لكنها فوجئت بحصولها على المقاعد الاربعة المخصصة لدائرة القدس .

وارجع عطون هذا الفوز الى عدة عوامل ابرزها الانضباط الكبير والتوحد العالي الذي ابداه عناصرها من ابناء الحركة الاسلامية, وعملهم في اوساط الناس جميعا دون اية حواجز.

وشدد عطون على عمق العلاقة التي تربط ابناء الشعب الفلسطيني في القدس مسلمية ومسيحية, وقال" ان حماس تولي هذه العلاقة اهمية قصوى فالجميع ابناء شعب واحد, وان اختلفت العقائد والديانات".

وفي حوار خاص معه كشف عطون عن مجموعة من البرامج والخطط لدعم صمود مواطني القدس, والمؤسسات الاهلية, حيث اكملت دائرة القدس في التشريعي مسحا شاملا بأهم الاحتياجات سواء للمواطنين داخل الحدود البلدية للمدينة, او خارج هذه الحدود وقال: سنعمل ما بوسعنا لحشد اكبر دعم ممكن رغم توقعاتنا بالعراقيل الاسرائيلية الكثيرة التي ستفرض عليها.

وفيما يلي نص الحوار:

لماذا فازت حماس في القدس؟ وهل كنتم تتوقعون مثل هذا الفوز؟

لم نفاجأ بالفوز في القدس لكننا فوجئنا بحصولنا على جميع المقاعد المخصصة للدائرة, اما لماذا فزنا فهذا يعود بالدرجة الاولى الى معرفتنا بواقع المقدسيين ومشكلاتهم وتحسسنا لمعاناة الناس الذين عانوا من الاهمال وعدم الاكتراث على مدى سنوات نشوء السلطة, لهذا تحركنا وسط الجموع بما نملكه من رصيد معتمدين على نشاطنا اليومي والمؤسساتي على مدى تلك السنوات.

اما العامل الثاني للفوز, فكان عملنا ضمن كتلة واحدة موحدة وليس بصورة فردية, فزرنا في المواقع كافة, وخالطنا الناس بأطيافهم المختلفة في اكثر من 30 موقعا, لم نكن بحاجة الى واسطة تقدمنا لهؤلاء الناس فحققنا التواصل معهم باللقاءات وليس عبر الملصقات والصور .

ولكن ماذا عملتم من اجل تحقيق هدفكم في الفوز, وحصد جميع مقاعد دائرة القدس؟

كما تعلم الشارع المقدسي اسلامي بفطرته وهذا لا يلغي بحال الوجود الراسخ لابناء شعبنا المسيحين في مديتنا المقدمة حيث تواصلنا معهم, ونتواصل يوميا, ولهذا اعتمدنا في دعايتنا على حملة اطرق الباب وحشدنا لهذه الحملة جميع ابناء الحركة الاسلامية في القدس الذين تجندوا متطوعين فوفروا علينا كثيرا من الجهد والمال لدرجة ان مصاريف حملتنا الدعائية كنواب عن الدائرة بما في ذلك مرشح الحركة على القائمة الشيخ محمد ابوطير لم تتجاوز ال 220 الف شيكل, وهذا المبلغ من المال صرفه بعض المرشحين على حملته الدعائية.

وهناك سبب آخر مهم لفوزنا بجميع المقاعد وهو رغبة الناس في التغيير بعد الذي عايشوه من تجربة السلطة على مدى السنوات الماضية, وقد اثر فينا كثيرا ما قاله لنا احد المواطنين الذي جاوز السبعين من عمره, في قرية حزما عشية الانتخابات.. انتم الطلقة الاخيرة في البندقية الفلسطينية سنعطيكم اصواتنا وننتخبكم ولكن اذا خيبتم املنا وفشلتم فلن نثق باحد بعد ذلك؟.. ما قاله هذا الرجل كان حافزا لنا لان نضاعف جهدنا وسنعمل في المرحلة القادمة بناء على ما قاله هذا الرجل ولن نفشل بعون الله.

تحدثت عن العلاقة مع ابناء شعبكم من المسيحيين هل شملت لقاءاتكم ايضا مؤسسات وهيئات شعبية ودينية مسيحية في المدينة المقدسة؟

كما قلت سابقا تربطنا باخواننا المسيحيين في القدس علاقة مميزة وخاصة وهي علاقة الاخوة الوطنية التي تسبق خوضنا الانتخابات, هذه العلاقة ارست قواعدها العهدة العمرية ولهذا كان لنا لقاءات كثيرة مع اخواننا هؤلاء قبل الانتخابات وبعدها بل اكثر من ذلك, فبعد فوزنا دعونا اخوتنا النواب المسيحيين الى حفل اقيم على شرفهم في فندق " كلاردج" في ضاحية البريد حضره ايضا ممثلون من مختلف الطوائف المسيحية وعدد من القناصل الاجانب وممثلو السلك الدبوماسي كما حضرته الوزيرة هند خوري والقنصل التركي, وفي لقاء لنا مع ادارة جمعية العلاقات المسيحية الدولية طلب منا ان نكون اعضاء في هيئتها العامة وقد تشرفنا بذلك, اضافة الى ذلك كان لنا مؤخرا سلسلة لقاءات ومؤتمرات مشتركة حول الاساءة الى الرسول محمد عليه السلام.

ما هي خططكم وبرامج عملكم في القدس؟ هل لديكم خطة عمل محددة؟

بداية اشير الى ان القدس حالة لا يمكن القياس عليها, فهناك جزء من القدس خلف جدار الفصل العنصري اي في نطاق السيطرة المدنية الفلسطينية خارج الحدود البلدية, وهناك جزء من المدينة داخل الجدار يخضع للسيطرة الاسرائيلية الكاملة, ما يفرض صعوبات كثيرة على اية خطط وبرامج عمل يمكن تنفيذها, والقيام بها, وكما تعلم فان الاحتلال الاسرائيلي يحارب اي نشاط فلسطيني فيها مهما كان بل يواصل هذا الاحتلال جهوده على مدار الساعة لتهويد المدينة المقدسة, هذه امور نضعها في عين الاعتبار ونحن نقوم في هذه المهلة بعملية مسح شاملة لاحتياجات مواطنينا ومؤسساتنا العاملة سواء داخل الجدار او خارجه, اما خططنا التي تشكل برنامج عملنا مستقبلا فتضع القدس على اولوية العمل الفلسطيني بعد سنوات طويلة من الاهمال فلسطينيا وعربيا واسلاميا اما كيف سنحقق هذا البرنامج لتكون القدس على رأس اجندة العمل الوطني, فان اولى خطواتنا في المؤسسة التشريعية,وفي الحكومة هو سن القوانين والتشريعات واتخاذ القرارات التي تساهم في تدعيم صمود المواطنين واعانتهم على مواجهة سياسة هدم المنازل ومصادرة الاراضي ومكافحة البطالة والمخدرات وتطوير قطاعي التعليم والصحة من خلال تنفيذ برامج تشغيلية وانتاجية علما بان اكثر من 80 % من المواطنين المقدسيين بحاجة الى دعم مادي.

ولكن هذه البرامج تحتاج الى موارد مالية ضخمة؟ هل تملكون مثل هذه الموارد؟ وكيف ستواجهون الاجراءات الاسرائيلية المضادة؟

صحيح ان مثل هذه البرامج تحتاج الى موارد هائلة ونحن قادرون بعون الله على تجنيدها اعتمادا على قدراتنا اولا, وعلى دعم امتنا العربية والاسلامية التي لن يبخل ابناؤها باموالهم ولنا تجارب سابقة بهذا الشأن علما بأن السلطة الفلسطينية لم يكن ينقصها في السابق المال, بل الآلية التي كانت تصرف بها, يمكننا ان نوفر جانبا من هذه الموارد من خلال مشاريع تطويرية كثيرة يمكن القيام بها وعبر نشاط جماعي ومؤسساتي متناسق ومنظم يتجاوز اخطاء التجربة الماضية التي لم تول القدس الاهتمام الكافي, والا ما معنى ان تفرغ السلطة اربعة موظفين فقط لوزارة شؤون القدس, هؤلاء الاربعة مطلوب منهم متابعة احتياجات نحو 400 الف مقدسي.

هل معنى هذا انكم شكلتم لجنة لادارة شؤون القدس؟ ام انكم بصدد انشاء مؤسسة تقوم بمهام بيت الشرق كما يتهتمكم الاسرائيليون؟

القدس بتاريخها وحضارتها وعراقة انسانها اكبر من كل المؤسسات وهي ليست مجرد لجنة او وزارة ولا هي اورينت هاوس فقط ونحن ندرك حجم المصاعب التي سيضعها الاسرائيليون امامنا وبهذه المناسبة نحن لا نأخذ شرعية وجودنا منهم, فوجودهم على ارضنا بحد ذاته مخالف للشرعية الدولية وقد اوصلنا لهم موقعنا هذا في احدى المرات التي اعتقلنا خلالها اثناء زيارتنا لاحد مشافي المدينة.

في لقاء مع احد المحققين الاسرائيليين قيل لنا انكم ممنوعون من ممارسة اي نشاط حتى ولو شربتم فنجان قهوة مع اي كان فسنعتبر هذا نشاط سياسيا. بالنسبة لنا فان شعبنا هو ما نستمد منه شرعية وجودنا وحين نقرر ان نعمل فلن نطلب منهم اذنا لأن علاقتنا ستكون مباشرة مع المواطن صاحب القضية, ومع المؤسسة التي نقرر انها بحاجة لدعم حتى تستمر في تقديم خدماتها للمواطنين, نحن ندرك ان اعاقة نشاطنا هو جزء من الثمن الذي ندفعه طالما اننا نرزح تحت احتلال, وهو ثمن يدفعه ابناء شعبنا كافة, من شهداء وجرحى واسرى ومن مواطنين

ما اهمية فوزكم كحركة دينية بالنسبة للقدس؟

نحن اصحاب حق لنا جذورنا الضاربة في عمق التاريخ نحن حضارة وتاريخ نعتز بديننا, ولا يعيبنا هذا الدين في شيء, في مقابل ذلك لم نأت لنفرض معتقداتنا الدينية على احد, فديننا يقول : لا اكراه في الدين ولهذا نرى ان فوزنا في الانتخابات اعاد القدس الى مربع الصراع الحقيقي اعادها الى مربعها العربي كي تقوم بواجبها المقدس تجاه هذه المدينة مهد المسيح عليه السلام ومعراج الرسول محمد عليه الصلاة والسلام الى السماء, هكذا نرى فوز حماس في القدس وحركتنا جديرة بالقدس تاريخا ووجودا وحضارة.