السبت: 05/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

التحضير لمؤتمر دولي في ارض الوطن لنصرة قضية الأسرى

نشر بتاريخ: 23/07/2009 ( آخر تحديث: 23/07/2009 الساعة: 15:17 )
بيت لحم- معا- نظم تحالف السلام الفلسطيني في فندق شيبرد بمحافظة بيت لحم ندوة سياسية تحت عنوان "أما قلبي فحر"، ناقشت ملف الأسرى كملف سابع من قضايا الحل النهائي.

وشارك فيها كل من عيسى قراقع وزير شؤون الأسرى والمحررين ومحمد طه أمين سر حركة فتح إقليم بيت لحم وعبد الله زغاري مدير نادي الأسير الفلسطيني، بالإضافة إلى حشد كبير من ممثلي المؤسسات والفعاليات الرسمية والشعبية وذوي الأسرى في المحافظة.

وأكد إياد اشتية من تحالف السلام الفلسطيني في مداخلة له أن هذه الندوات تأتي كجزء من الوفاء للتضحيات التي يبذلها الأسرى، وكتقدير لكفاحهم وتحديهم "لآلة التعذيب الرهيبة"، في واحدة من أعظم "ملاحم الصمود الإنسانية".

وطالب بضرورة بذل المزيد من الجهود من قبل السلطة الوطنية والقوى السياسية ومؤسسات المجتمع المدني من أجل العمل على إطلاق سراح الأسرى، وتساءل إلى كم مبادرة حسن نية يحتاج الأحد عشر ألف أسير فلسطيني للإفراج عنهم؟.

كما أكد أن قضية الأسرى اليوم يجب أن تحتل سلم الأولويات الوطنية وان يعاد العمق الشعبي لهذه القضية في ظل ظروف قمعية وسحب امتيازات واستحقاقات كانت الحركة الأسيرة قد حصلت عليها بعد معارك الأمعاء الخاوية البطولية.

وشدد على ضرورة التحرك على أوسع نطاق ممكن، لتجنيد أوسع تأييد على المستوى الدولي، للضغط على سلطات الاحتلال الإسرائيلي لإغلاق هذا الملف.

من جهته أكد عيسى قراقع وزير شؤون الأسرى والمحررين على ضرورة العمل الجاد والمنهجي لإعطاء هذه القضية بعدها السياسي والتحرري والإنساني والذي يجب أن يتصدر برنامج عمل القوى السياسية وهيئات العمل الأهلي، خاصة عبر طرح قوانين الاعتقال "التعسفية"، وطبيعة المعاملة التي يتلقاها الأسرى من حيث تناقضها مع كل الاتفاقيات الدولية التي نظمت علاقة المحتل بالشعب الذي يسعى لمقاومته أمام المؤتمرات الدولية المختصة، وطرحها في كل الهيئات الحقوقية الدولية، وجعل معركة حرية الأسرى قضية يومية يتابعها العالم بشكل دائم.

وقال أن الاكتفاء بمهرجان خطابي، واعتصام لساعة في هذه المدينة أو تلك، أو برنامج تبثه الفضائيات بهذه الذكرى - رغم ضرورته - لم يعد ملائماً لقضية بهذا الحجم والدلالة ،وإن برنامجاً للعمل اليومي الخاص بهذه القضية أصبح ضرورة وطنية يجب أن تضعها كل القوى في مقدمة مهماتها.

وقال أن المهمات الوطنية الأخرى كفك الحصار، ووقف بناء جدار الضم والفصل والانقسام الفلسطيني " يجب أن لا تدفع بالحركة السياسية لتأجيل بحث مسألة تحرير الأسرى.

وأكد قراقع إن وزارة الأسرى ستبدأ بحملة إطلاق أسماء الأسرى القدامى على شوارع المدن الفلسطينية، وذلك للفت انتباه العالم لوجود أكثر من مائة أسير فلسطيني يقضون أكثر من عشرون عاما داخل سجون الاحتلال، مشيرا الى أن هذا المشروع يأتي ضمن حملة التضامن مع الأسرى وخاصة القدامى الذين يعيشون أوضاعا إنسانية قاسية، وردا على نظرية "المقاتل غير الشرعي" الذي تنتهجه حكومة إسرائيل في التعامل مع الأسرى لتجريدهم من كافة حقوقهم الإنسانية والمعيشية، موضحا ان الحملة ستبدأ خلال الأسبوع القادم بالتعاون مع وزارة الحكم المحلي والمحافظين، ومعتبرا ذلك حقا إنسانيا مشروعا للشعب الفلسطيني بتكريم أبنائه الأسرى ووفاء لهم ولنضالاتهم وصمودهم داخل السجون.

وأفصح عن بدء العمل لعقد مؤتمر دولي يعقد في فلسطين لأول مرة وذلك في التاسع والعشرين من شهر تشرين ثاني القادم يهدف الى نقل ملف الأسرى إلى المحافل الدولية وعدم إبقائه ملفاً ثنائياً بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وبمشاركة شخصيات حقوقية انسانية من جميع انحاء العالم.

بدوره شدد محمد طه امين سر حركة فتح في بيت لحم على ضرورة أن يوضع ملف الأسرى بجدية على اجندة المفاوض الفلسطيني، داعيا إلى استمرار الفعاليات الشعبية والرسمية لنصرة الاسرى ومساندتهم في قضيتهم العادلة معتبرا ان قضيتهم هي قضية كل مواطن فلسطيني ولا تقتصر على ذويهم، ومتطرقا في ذات السياق الى معاناة الاسرى والظروف الانسانية الصعبة التي يمرون بها.

من جهته أشاد عبد الله زغاري مدير نادي الاسير في بيت لحم بصمود الأسرى داخل السجون وزنازين العزل الانفرادي مطالباً الصليب الأحمر الدولي والمؤسسات الحقوقية الدولية والمحلية التدخل السريع من أجل إغلاق هذه الأقسام والسماح لذوي الأسرى المعزولين بزيارة أبنائهم ووقف هذه الممارسات اللاإنسانية التي ترفضها كافة المواثيق الدولية.

وقال الزغاري إن حكومة إسرائيل تسعى إلى التشديد على الأسرى ضمن سلوك انتقامي من خلال ما تقوم به من إجراءات وممارسات تعسفية ذات خلفيات ومبررات تهدف إلى الانتقام من الأسير الفلسطيني بشكل خاص وضرب وإضعاف الحركة الأسيرة بشكل عام.

وفي مداخلاتهم عبر الاهالي عن استيائهم الشديد جراء الصمت تجاه قضية أبنائهم، مطالبين بالوقوف على حقيقية ما يتعرض له أبناؤهم من انتهاكات واضحة ومؤكدين على ضرورة فضح الممارسات الإسرائيلية وإيقاظ الضمير تجاه هذه القضية.