الجمعة: 15/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

عباس تفقد معبر رفح: أوساط في فتح ترجح ان يرفض أبو مازن حكومة حماس

نشر بتاريخ: 19/03/2006 ( آخر تحديث: 19/03/2006 الساعة: 15:14 )
رفح- القدس- معا- تفاوتت الآراء داخل حركة فتح إزاء امكانية قبول الرئيس محمود عباس أبو مازن أو رفضه للحكومة التي كلفت حماس بتشكيلها والمقرر ان يتم عرضها عليه الليلة.

فيما رجحت بعض القيادات الفتحاوية ان يطلب الرئيس عباس الليلة من اسماعيل هنية رئيس الوزراء المكلف باعادة النظر في تشكيلة الحكومة وبرنامجها السياسي, واعطائه مهلة اضافية الى ما بعد الانتخابات الاسرائيلية, توقعت أوساط أخرى أن يعطي الرئيس موافقته, ويمنح حماس الفرصة لعرض حكومتها على التشريعي للمصادقة قبل ان تباشر هذه الحكومة عملها.

وفي حديث مع مراسلنا في القدس, قال د.عبد الله عبد الله عضو المجلس التشريعي المنتخب من حركة فتح:" إن من حق الرئيس ابو مازن لفت نظر رئيس الوزراء المكلف الى قضيتين الاولى, تتعلق ببرنامج الحكومة القادمة والمفترض ان يكون منسجماً مع كتاب التكليف, اما القضية الثانية فهي اسماء وزراء الحكومة.

واضاف عبد الله:" حتى يوم امس لم يكن في وارد حسبان الرئيس استخدام هذا الحق, وعليه أتوقع ان يعطي الرئيس موافقته لرئيس الوزراء المكلف حتى يعرض حكومته على المجلس التشريعي لنيل الثقة, وهي ستنالها بحكم أغلبية حماس فيه, لكن ليس المهم النجاح في التشريعي, بل النجاح في الآداء, وفي احراز تقدم في القضية الوطنية.

وابدى د. عبد الله استغرابه الشديد لما اسماه بـ "إصرار الاخوة في حماس" على الابتعاد عن برنامج الاجماع الوطني الفلسطيني وتجاوزهم "وثيقة الاستقلال" وقال:" صحيح أن حماس لم تكن جزءاً من المجموع الفلسطيني عام 1988 حين اعلنت وثيقة الاستقلال, او النظام الاساسي" لكنها حين قررت خوض الانتخابات فهي خاضتها على أساس البرنامج الوطني, وبالتالي عليها هي ان تقترب من هذا البرنامج.

وفيما يتعلق بدعوات حماس لتفعيل منظمة التحرير واعادة بنائها على اسس ديمقراطية كما ورد بالامس على لسان اسماعيل هنية, قال د. عبد الله:" لا يمكنهم الحديث عن الديمقراطية فمنظمة التحرير الفلسطينية منذ تأسيسها ترتكز على العمل الديمقراطي المفتوح, رغم التشتت الفلسطيني, واستطاع القادة السياسيون في تلك الحقبة خلق واقع يرتكز الى الديمقراطية والتعددية وعدم اقصاء اي طرف مهما كان حجمه الى ان نصل الى توافق فلسطيني وعندها يلتزم الجميع به".

من ناحيتها اعتبرت جهاد ابو زنيد, عضو المجلس التشريعي من حركة فتح ان من حق الرئيس ابو مازن رفض برنامج حماس وتشكيلتها الحكومية باعتباره مسؤولا عن برنامج سياسي انتخب على اساسه, وهو برنامج( م.ت.ف).

وتوقعت ابو زنيد, ان يبدي الرئيس تحفظه على برنامج حماس لكنه قد يعطيها الفرصة لكي تنجح ان استطاعت, وهو غير معني بالدخول في صراع داخلي او حرب اهلية, وتضيف:" اتوقع ان يتعامل ابو مازن, مع برنامج حماس, وتشكيلتها بمسؤولية عالية, فهو انسان مسؤول, ولا يتعامل بفئوية حزبية".

واعترفت ابو زنيد بأن حالة من السخط والغضب تسود اوساط قطاعات واسعة من فتح بسبب برنامج حماس السياسي لكنها رغم ذلك تقدر اي قرار يتخذه الرئيس ابو مازن باعطاء حماس فرصة وفي المحصلة ستستوعب فتح توجها من ابو مازن بهذا الخصوص.

وكان الرئيس محمود عباس تفقد معبر رفح اليوم, وأشار الى أن اجتماعاً سيعقد اليوم بين الجانب الفلسطيني والسفير الامريكي في تل ابيب واسرائيل بحضور المراقبين الاوروبيين وممثلين عن مصر لمناقشة جميع القضايا الخاصة بالمعابر.

وأعرب الرئيس عباس عن تفاؤله بالتوصل الى حلول دائمة لكافة القضايا المطروحة على طاولة النقاش, قائلا:" اليوم ستكون حلول دائمة لكل القضايا من البروتوكول الامني الى الاستيراد الى التصدير الى الحماية الى كل الامور التي تهمنا".

وأضاف الرئيس عباس:" كنا اليوم في زيارة للمعبر لنتابع ما يجري عليه نظراً لاهميته الحيوية للشعب الفلسطيني, فهو الشريان الحيوي الوحيد الذي يستطيع ان يمر عبره ابناء الشعب الفلسطيني ذهاباً واياباً للدولة الشقيقة مصر".

وأوضح الرئيس ان الامور تسير سيراً حسناً على المعبر رغم بعض الملاحظات التي أبداها المراقبون, والتي وجدها محقة, واعداً بالعمل على حلها.

وحذر الرئيس عباس من المساس بالمراقبين الاوروبيين العاملين في معبر رفح, قائلا:" المراقبون ضيوفنا, وهم جاؤوا لمساعدتنا, ولن نسمح لاي انسان أن يعطل عملهم, أو ان يتجرأ على المعبر لانه تجرؤُُ على السلطة والشعب الفلسطيني".

وأضاف عباس:" يجب ان لا يحصل أي خرق مهما كان صغيراً, حتى تبقى الامور طبيعية" مضيفاً: يجب علينا ان نحمي هذا المعبر وضيوفنا في عيوننا", مشيراً الى ان السلطة ستبذل كل جهدها للحفاظ على أمنهم مهما كلف ذلك من ثمن.

وفي رده على سؤال حول حكومة هنية التي سيقدمها له اليوم, رفض الرئيس الافصاح عن موقفه المتعلق بها, قائلا:" لا أريد أن احكم من خلال وسائل الاعلام", نافياً علمه بتشكيلة هذه الحكومة او برنامجها بعد, مضيفاً" اليوم سأدعوا هنية لتقديم الحكومة, التي اتفق على تشكيلها, سنراها ثم تتخذ الاجراءات القانونية المعروفة".

وفيما يتعلق باختطاف السجناء من سجن اريحا, أكد الرئيس ان ما قامت به اسرائيل من عدوان بدون وجه حق كان مخزياً وعاراً على المجتمع الدولي واسرائيل, مؤكداً أن بعض السجناء لم تكن عليهم قضايا مثل احمد سعدات الامين العام للجبهة الشعبية, واللواء فؤاد الشوبكي.

وطالب الرئيس عباس بتقديم تفسير لما جرى, مضيفاً" لا نرضى أن يبقى هؤلاء في السجن, طالبنا من الجهات المعنية واسرائيل ان يعودوا الينا ويكونوا تحت مراقبتنا".