الخميس: 28/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

محللون: انهاء الانقسام واعادة النظام السياسي الحل للخروج من الازمة

نشر بتاريخ: 25/07/2009 ( آخر تحديث: 26/07/2009 الساعة: 00:44 )
غزة - معا- اكد محللون اليوم السبت أن إنهاء الانقسام وإعادة النظام السياسي هو الحل للخروج من الأزمة, جاء ذلك خلال ورشة عمل نظمها تحالف السلام الفلسطيني في مدينة غزة بعنوان "الحل بالانقسام أم بإنهاء الانقسام" بالشراكة مع مؤسسة ألف بالمه السويدية ضمن مشروع السلام الداخلي (Peace at home ).

وحضر الورشة كل من الكاتب والمحلل رجب أبو سرية، والدكتور أكرم عطا لله، والمهندس المستقل علي أبو شهلا، عضو لجنة الحوار الوطني في القاهرة وعدد من الشخصيات وممثلي مؤسسات المجتمع المدني و المهتمين.

وفي كلمة له أكد المهندس علي أبو شهلا ان المصالحة هدف من اجل استمرار العملية السياسية في المنطقة, وانه لا يمكن للمجتمع الدولي أن يقوم ويدعم عملية جدية للسلام دون أن يكون حل وتوافق فلسطيني.

وقال أن "فتح ترمي إلى إيقاف سيطرة حماس على قطاع غزة والوصول الى الدولة الفلسطينية والحفاظ على موقعها في الضفة الغربية وسيطرتها على منظمة التحرير, فيما تعمل حماس على الإبقاء على سيطرتها على القطاع وإيقاف الضغط على عناصرها في الضفة الغربية".

ولا يتوقع ابو شهلا ان يكون الخامس والعشرين من الشهر القادم نهاية المطاف لانعقاد الحوار الوطني او التوصل الى حل للازمة الفلسطينية كما هو متوقع، مؤكدا ان حركتي وفتح وحماس غير جاهزتين لاجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية وبالتالي ستخضع جلسات الحوار للتأجيل والتأجيل.

واستعرض ابو شهلا تاريخ تطور ونشوء الحركات الإسلامية في القطاع منذ بداية السبعينات وحتى الان، وما شاب هذه الفترة من خلافات شديدة بين الحركات الاسلامية وخصوصا حركة حماس ومنظمة التحرير.

وانتقد ابو شهلا بشدة الحوارات الثنائية التي دارت بعد جولة الحوار الشامل التي انعقدت في القاهرة في شهر مارس الماضي، والتي شهدت الاتفاق على كثير من القضايا والتي تم التراجع عنها في الحوارات الثنائية اللاحقة.

من جانبه رأى الدكتور أكرم عطا الله المحاضر في جامعة الاقصى ان حل أزمة الانقسام يكمن في ثلاث نقاط اولها ضرورة اقدام الجامعة العربية على فرض حل على طرفي الصراع الداخلي.

وشدد عطا الله في كلمة له على ضرورة ان تتدخل الدول العربية بقوة لفرض الحل في ظل اخفاق الفلسطينيين انفسهم في التوصل الى حل رغم عشرات جولات الحوار.

ودعا الى تعرية ومعاقبة الطرف المعطل والذي لا يريد تطبيق الاتفاق، محذرا في الوقت ذاته من مغبة الاستمرار في الانقسام والحوارات.
وقال ان الحوارات الفلسطينية والانقسام دخل عقده الثالث وليس عامه الثالث كما يشاع الان، مشيرا الى ان الانقسام بدا في نهاية عقد الثمانينات.

وأكد عطا الله على أهمية التحرك والضغط الشعبي على المتحاورين، من خلال النول في مظاهرات واعتصامات على نطاق واسع على غرار ما يحدث في الدول المتقدمة في حال فشل السياسيون والحكومات على تلبية رغبات وأهداف الشعب.

وقال عطا الله ان الشعب مصدر السلطات وهو الذي يعين الحكومات والممثلين وبالتالي له الحق في إقالتهم في حال لم يلبوا أهدافه.

واستشهد بتجارب عدد من شعوب العالم التي استطاعت من خلال التظاهرات والاعتصامات بتغيير حكوماتها.

ورأى عطا الله ان خيار الانتخابات الرئاسية والتشريعية جيد ولكن قد تشوبه بعض الإشكالات كعدم ضمان مشاركة فتح بحرية في الانتخابات في قطاع غزة وكذلك مشاركة حماس في الانتخابات في الضفة الغربية.

وأكد عطا الله ان لا حركة فتح ولا حركة حماس تستطيع إقصاء الأخرى، داعيا إياهم الى تغليب المصلحة الوطنية على المصالح الحزبية الضيقة.
وقال عطا الله ان العقلية الفلسطينية هي عقلية اقصائية وليست توافقية أو تقوم على أساس تبادل الأدوار او تكميل الأدوار كما يجري في الدول الأخرى.

من جانبه اتهم الكاتب، رجب أبو سرية حركة "حماس" بتعطيل الحوار، وعدم التوصل الى اتفاق مصالحة من خلال استمرارها بالسيطرة على القطاع وعدم استعداها لإنهاء السيطرة.

وقال أبو سرية ان حركة حماس تريد من إطالة الحوار استمرار السيطرة على القطاع وعدم التنازل عن أي من مكتسباتها.

ويتوقع أبو سرية أن يتوصل الأطراف إلى حل في نهاية المطاف, مستندا الى موقف حركة فتح والرئيس محمود عباس الذي يصر على عدم إنهاء الحوارات دون التوصل إلى اتفاق مصالحة ينهي الانقسام ويعيد الوحدة لشطري الوطن ويعيد القطاع إلى حضن الشرعية الوطنية.

وقال إن حركة فتح ومعظم الفصائل ذهبت إلى الحوار بهدف التوصل إلى اتفاق ينهي الانقسام بينما كان لحركة حماس أهداف غير ذلك, منتقدا نظام الانتخابات التي جرت على أساسه الانتخابات الماضية والتي أدت إلى سيطرة فصيل على النظام السياسي.

وتوقع أبو سرية خلال كلمة له أن يبقى الحال على ما هو عليه لحين التوصل إلى اتفاق إقليمي لحل المشكلة.

من جانبه قال سليم الهندي ممثل تحالف السلام في قطاع غزة أن المتتبع للتطورات السياسية المتصاعدة والمتلاحقة فلسطينيا :"أننا أمام نموذجان أو خياران قد يتحولان إلى واقع سياسي متجذر يصعب معه الحوار أو أي شكل من أشكال الحلول المطروحة".

ولفت الهندي إلى أن حركات التحرر الوطني تؤكد أن الخلاف السياسي في البرامج والرؤى قد يختفي أو يؤجل طالما أن هناك احتلال ينبغي إزالته والتحرر من قيوده وأعبائه وتبعاته السياسية والاقتصادية والسيادية.

وقال ان الفلسطينيين وحتى الان وبكل خياراتهم القائمة لم ينجحوا في بناء النموذج السياسي المؤسساتي القادر أولا على إنهاء ألاحتلال، والقادر ثانية على دعم وتقوية الموقف التفاوضي الفلسطيني، مؤكدا أن أسباب ضعف الموقف التفاوضي يتمثل بضعف البناء السياسي الفلسطيني وحالة ألانقسام السياسي وانقسام هذا البناء السياسي إلى سلطات تنظيمية أكثر منها حكومية أو سلطوية رسمية . إذن المعضلة الفلسطينية هذه المرة هي معضلة فلسطينية بكل عناصرها وأطرافها ومحتواها .