قد يكون الوحيد- الطيب عبد الرحيم لن يترشح للمركزية من جديد
نشر بتاريخ: 26/07/2009 ( آخر تحديث: 26/07/2009 الساعة: 17:53 )
بيت لحم- معا- وسط تسارع الترشيحات القيادية لعضوية اللجنة المركزية في المؤتمر السادس لحركة فتح والمقرر في 4/ اب القادم وعلى عكس التيار علمت "معا" من قيادات وكوادر متعددة زارت أمين عام الرئاسة وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح الطيب عبد الرحيم مؤخرا، وأكدت أنه أبلغها نيته عدم الترشيح لمنصب عضو اللجنة المركزية في المؤتمر السادس المقرر عقده في الرابع من الشهر القادم.
ومن الاخبار التي ترشح فان معظم- ان لم يكن جميع- اعضاء المركزية سوف يترشحون من جديد وهم (ابو مازن، وابو ماهر وابو اللطف ومحمد جهاد وام جهاد ونبيل شعث وعبد الله الافرنجي وابو علاء وصخر حبش وحكم بلعاوي وزكريا الاغا وعباس زكي ولم يصدر عن هاني الحسن اي موقف لوضعه الصحي).
وقالت المصادر أن عبد الرحيم علل عدم ترشحه بسبب افساح المجال للقيادات الشابة لاخذ دورها في اكمال مسيرة البناء الوطني والاستنهاض الحركي داخل حركة فتح باعتبارها العمود الفقري للمشروع الوطني الفلسطيني والقضية الفلسطينية، وقال عبد الرحيم لهذه المصادر إن عضويته في اللجنة المركزية لمدة عشرين سنة ومن قبل 10 سنوات في عضوية المجلس الثوري كافية.
وقالت المصادر إنه وبالرغم من حجم الإلحاح والضغط الذي يتعرض له الطيب عبد الرحيم من أجل ترشيح نفسه لانتخابات اللجنة المركزية من قبل قيادات وكوادر حركة فتح، الا أنه أصر على عدم الترشيح لعدة اسباب وأحدها ما ذكر سالفا ولأسباب تتعلق بصحته.
وأبلغ عبد الرحيم زواره أنه سيكتفي بموقعه في الإطار الجديد المنوي تشكيله حسب النظام الداخلي للحركة وهو مجلس حركي اعلى أو مجلس المستشارين، أو اي تسمية يقرها المؤتمر السادس وفق النظام الداخلي المقترح للانتفاع من الخبرات والكفاءات.
وبعودة "معا" إلى أرشيفها وسؤالها لبعض المقربين والعارفين بالطيب عبد الرحيم، آثرنا في "معا" أن نذكر بعضا من المحطات الكثيرة التي مر بها هذا القائد الفلسطيني على مدار 45 سنة في حركة فتح.
ينحدر الطيب عبد الرحيم من طولكرم لعائلة فلسطينية مناضلة، فوالده المناضل والشاعر الفلسطيني عبد الرحيم محمود صاحب القصيدة المشهورة (ساحمل روحي على راحتي ) وقد استشهد وهو يقود الثوار دفاعا عن قرية الشجرة، والابن الطيب كان من أوائل الملتحقين بحركة فتح سنة 65 عندما كان طالبا في كلية التجارة في القاهرة ورئيسا لاتحاد طلبة فلسطين في القاهرة عام 66 وتتلمذ على يد الشهيد الراحل ياسر عرفات.
وكان من اوائل الطلبة الذين التحقوا بالكلية العسكرية في الصين الشعبي، ومن ثم استلم مديرا لاذاعة صوت العاصفة ومديرا لاذاعة منظمة التحرير، ثم عين مفوضا سياسيا عاما فترة انشقاق طرابلس، ثم عين سفيرا لعدد من الدول المهمة- الصين الشعبية ويوغسلافيا وجمهورية مصر العربية والمملكة الاردنية الهاشمية- وخاض ابو العبد كافة معارك الثورة ضد الاحتلال ودفاعا عن استقلال القرار الفلسطيني. وعاد الى الوطن مع الرئيس الراحل ياسر عرفات وتولى منصب امين عام للرئاسة وكان من اقرب القيادات الفلسطينية للرئيس الراحل رحمه الله.
وحاز عبد الرحيم على اعلى الأصوات في دائرة طولكرم في الانتخابات التشريعية الأولى.
وكان موضع ثقة الرئيس الراحل ابو عمار والقيادة الفلسطينية وكان الشهيد الراحل يأتمنه على الكثير من اسراره حتى استشهاده. وأوكل رئاسة اللجنة الوطنية للتحقيق في الفساد عام 1996، وكذلك تولى رئيسا لحملة الإنتخابات للرئيس ابو مازن وامينا عاما للرئاسة حتى الان، وأوكل له رئاسة اللجنة الوطنية للتحقيق في اسباب التقصير في مواجهة "الانقلاب" الذي قامت به حماس في قطاع غزة.
ويحظى الطيب عبد الرحيم بعلاقات واسعة مع الدول العربية والصديقة ويحظى باحترام الرئيس ابو مازن والقيادة الفلسطينية. وقد قلده الرئيس ابو مازن اعلى وسام فلسطيني وهو وسام نجمة الشرف عام 2007.
وقال مصدر مقرب ان ابو العبد مصر على موقفه بالرغم من الضغوطات التي يمارسها الكادر الذي وصف فرصته بالفوز بمقعد للمركزية في المؤتمر السادس بالامر الطبيعي لما يتمتع به الرجل من شعبية داخل صفوف حركة فتح ولخبرته وحنكته كرجل دولة من الطراز الاول ستخسره القيادة وسيترك فجوة ملحوظة في صناعة القرار الفلسطيني بغيابه عن المركزية.