الجمعة: 27/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

خطر مجاعة حقيقي يتهدد القطاع بعد نفاذ مخزون الدقيق من الصوامع

نشر بتاريخ: 19/03/2006 ( آخر تحديث: 19/03/2006 الساعة: 17:55 )
غزة-معا- يتهدد خطر مجاعة حقيقي قطاع غزة في اعقاب نفاذ مخزون الدقيق والعديد من المواد الاساسية من مخازن القطاع .

وتكشف طوابير المواطنين أمام المخابز و التي لم يعهدها الشارع الغزي في السابق عن أزمة حقيقية قد تتصاعد خلال الايام القادمة.

ويلاحظ اقدام بعض المخابز في غزة على اغلاق أبوابها منذ عدة أيام لنفاذ الدقيق من مخازنها باستثناء قلة من المخابز التي تقوم ببيع الخبز تحت تهديد الاغلاق في مدة أقصاها اليوم في ظل استمرار إغلاق المعابر التجارية أمام حركة البضائع إلى قطاع غزة.

وبدأت اعراض الازمة بالظهور قبل اسبوعين عندما ارتفعت اسعار الدقيق من 115 شيكلا إلى 150 شيكلا و السكر من 120 شيكلا إلى 180 شيكلا إلى جانب ارتفاع أسعار العديد من المواد الأساسية الأخرى التي يتم استيرادها عبر المعابر التجارية المغلقة منذ قرابة الشهر إلى جانب خلو المخازن التابعة لوكالة الغوث من الدقيق

وأكد مصباح الشنطي صاحب مخبز الشنطي على نفاذ الدقيق من المطاحن في قطاع غزة وخلو مخزن المخبز من الدقيق وأن المخبز مهدد بالإغلاق في مدة لا تزيد عن يوم واحد معربا عن أمله في أن يتم فتح المعابر لتزويد السوق بالقمح ويتم حل لهذه الأزمة في أقرب وقت ".

وأضاف الشنطي أنه لم يقم برفع أسعار الخبز رغم مواجهته لأسعار الدقيق المرتفعة .

ومن ناحيتهم اكد العاملون في محل" نمبرون " لصنع و بيع المعجنات بغزة وجود أزمة حقيقية في أسعار المواد الغذائية الأساسية ونفاذ الدقيق والسكر من المحال التجارية نتيجة استمرار الإغلاق الإسرائيلي للمعابر مما أدى إلى ارتفاع أسعارها وتكبيد أصحاب المحلات التي تعتمد على هذه المواد كأساس في عملها خسائر كبيرة في ظل عدم قدرتهم على رفع الأسعار مراعاة للظروف الاقتصادية التي يعاني منها المواطنون من ناحية,و حرصهم على عدم فقدان زبائن المحل من ناحية أخرى .

وأضاف العاملون " أنهم يشعرون بالأزمة أكثر من غيرهم لعدم اعتماد المحل على دقيق التموين على حد تعبيرهم و اعتمادهم على الدقيق التجاري الذي ينفذ من السوق بطريقة أسرع من غيره من أنواع الدقيق" .

و أعرب محمود الخولي صاحب مخبز الخولي بغزة عن تخوفه من استمرار الإغلاق الإسرائيلي للمعابر مبينا أنه إن لم ينجح المجتمع الدولي في الضغط على إسرائيل في إعادة فتح المعابر و إدخال الدقيق فان مخبزه سيكون مهددا بالإغلاق خلال ساعات قليلة مؤكدا أنه لم يقم برفع أسعار الخبز.


وعبرت المواطنة أم محمد الغولة من سكان الشجاعية عن الوجه الاخر للازمة وقالت "املك في منزلي مخزونا من الدقيق يجعلني اشعر بالأزمة في ظل إغلاق المخابز ونفاذ الدقيق بشكل نهائي من المحال التجارية مدة أسبوع موضحه أن أهلها و جيرانها يواجهون صعوبة في توفير الخبز من المخابز في ظل إغلاق بعضها و الانتظار طويلا على أبواب المخابز الأخرى .

و بدورها قالت أم محمد أن لديها مخزون من الدقيق الذي يأتي من وكالة الغوث وآخر ناتج عن زراعتها كل عام لأرضها بالقمح يكفيها مدة شهر على حد تقديرها موضحة أن الأزمة ستظهر بعد هذه المدة معربة عن أملها في أن لا تشعر بالأزمة أبدا .

وذكر المواطون بسام حمد, و ربا أبو شمالة وهناء شهاب أن عائلاتهم لا تملك أي مخزون من الدقيق وأنهم يعتمدون على المخابز لتوفير الخبز و بنفاذ الدقيق من المخابز فإنهم سوف يشاطرون أصحاب المخابز الأزمة .

و فيما يتعلق بالدور الملقى على عاتق وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في دعم الفلسطينيين في هذا الجانب أكد مدير عمليات الوكالة السيد جون جنج خلال مؤتمر صحفي عقده ظهر اليوم في معسكر الشاطئ للاجئين عقب زيارته لمخازن الوكالة التي كان واضحا خلوها التام من الدقيق و المواد التموينية الأخرى على إجراء الاتصالات الحثيثة لمطالبة إسرائيل فتح معبر صوفا لحل الأزمة.

وأشار مدير العمليات بالوكالة إلى أن الأزمة كانت موجودة منذ أيام ولكنها تفاقمت مؤكدا أنه كان من المفترض أن يكون اليوم قد تم التوصل إلى الحلول بشأن إعادة فتح المعابر وأن الوكالة تبذل كافة الجهود من أجل تحقيق ذلك .

و أكد وكيل وزارة الاقتصاد ناصر السراج على نفاذ الدقيق منذ عدة أيام من جميع مطاحن قطاع غزة و من مخازن وكالة الغوث ,وبرنامج الغذاء العالمي..

وبين السراج أن وزارة الاقتصاد كان لها العديد من الاتصالات مع الجانبين المصري والإسرائيلي للضغط من أجل إعادة فتح المعابر محذرة من مغبة إصرار الجانب الإسرائيلي على الاستمرار في إغلاق المعابر .

من جهته اتهم د. صلاح البردويل المتحدث باسم حماس, اسرائيل بالتخطيط لما يسمى بـ "أزمة الطحين" في قطاع غزة, مؤكداً أن هذا يندرج في اطار تخطيطها لاحداث انقلاب على حماس, ومحاولة افشالها حتى قبل اعلان حكومتها وممارسة هذه الحكومة لاعمالها.

وحمل د. البردويل جانباً من المسؤولية للطرف الفلسطيني الذي بدا وكأنه متساوق مع هذه الازمة المفتعلة, وقال:" على المجتمع الدولي مسؤوليات يجب أن يقوم بها في هذا الاطار".

لكن البردويل عاد وأكد على أن جميع هذه الازمات يفتعلها الاسرائيليون بمباركة امريكية وهي تهدف في المحصلة الى افشال حماس.

وكشف المتحدث الاعلامي باسم حماس عن اتصالات اجرتها الحركة مع وكالة الغوث الدولية وافقت بموجبها الاخيرة على تحويل كميات من الطحين الى المخابز في قطاع غزة, كما وعدت جمهورية مصر العربية بتحويل كميات من الطحين الى القطاع عبر المعابر.

بيد أن المهندس مازن سنقرط وزير الاقتصاد حمل اسرائيل كافة المسؤولية عن الازمة الحالية, والنقص الخطير في كميات الطحين, قائلا:" إن مرد هذه الازمة استمرار اسرائيل في اغلاق معبري "صوفا" و"المنطار", وإصرارها على تفعيل معبر "كيرم شالوم" وهو المعبر المخصص فقط للواردات المصرية الى القطاع.

وأضاف سنقرط" لقد تم في غضون ستين يوماً اغلاق هذين المعبرين مدة 48 يوماً على فترتين وبذرائع أمنية, وفنية, وسياسية مختلفة, في حين تريد أن تحول معبر " كيرم شالوم" لوارداتها للقطاع".

واعتبر المهندس سنقرط الاجراءات الاسرائيلية عقاباً جماعياً للشعب الفلسطيني, وجزءاً من الدعاية الانتخابية بين الاحزاب الاسرائيلية.

ونوه وزير الاقتصاد الى أن النقص في المواد الاساسية لا يشمل الطحين فقط, بل امتد الى الارز, والسكر, والحليب, والزيت, والادوية, بما في ذلك انواع من الادوية الضرورية التي لا يمكن الاستغناء عنها.

وأضاف" نحتاج كميات من الطحين بمعدل 500 طن يومياً لاستهلاك المواطنين في قطاع غزة, وبالتالي فاستمرار منع ادخال الطحين معناه التسبب بكارثة انسانية".