الاسير محمد اغبارية من داخل سجنه يحطم المستحيل و يحصل على شهادة الماجستير
نشر بتاريخ: 23/06/2005 ( آخر تحديث: 23/06/2005 الساعة: 07:30 )
جنين - معا - تمكن اسير فلسطيني يقبع خلف قضبان السجون الاسرائيلية من قهر السجن وبعزيمة شحذتها الارادة من الحصول على شهادة جامعية عليا بعد انتسابة الى جامعة اسرائيلية لنظام التعليم المفتوح.
الأسير محمد اغبارية من أم الفحم حوّل سجنه إلى قلعة علمية ينهل فيها صنوف العلم والمعرفة فانتسب لجامعة" تل أبيب المفتوحة وحصل على شهادة البكالوريوس في "التاريخ والعلوم السياسية" ويمضي في دروب التحصيل والدراسة ليحصل مؤخرا في يوم 18/6/2005 على شهادة الماجستير في "علوم الديمقراطية" ضاربا بعرض الحائط أي قرار للإقصاء والتغييب ومجسدا من نفسه صرحا متينا من الإرادة التي لا تقهر ولا تنهزم مهما حوصرت وضيق الخناق عليها.
وامضى محمد اغبارية وشقيقه إبراهيم أربعة عشرعاما خلف القضبان، وذلك بعد تنفيذهم لعملية معسكر (جلعاد) التي نفذاها برفقة اثنين آخرين من ابناء الجهاد الاسلامي بتاريخ 14/2/1992م، وادت الى مقتل ثلاثة جنود اسرائيليين, حيث اعتقل الشقيقان بتاريخ 26/ 2/ 1992 يهود وحكمت عليهما المحكمة الاسرائيلية ثلاث مؤبدات وخمسة عشر عاما.
والدة الأسير محمد صرحت تعقيبا على حصول محمد على درجة الماجستير بقولها:" إن بوابة السجن لا تغلق على احد للأبد وأنا أعتبر أن لي ولدا يدرس في دوله أخرى وسوف يعود لي حاملا الشهادات العالية بإذن الله في يوم من الأيام".
أما الأسير محمد اغبارية فقد وجه كلمة بهذه المناسبة قال فيها:"هذه الشهادة إنجاز ليس لي لوحدي و إنما للحركة الأسيرة جميعها والشهادة بالنسبة لي تمثل شكلا من أشكال المقاومة وهي بمثابة انتزاع حق من فك الجلاد وهذا هو حال شعبنا الفلسطيني " و أضاف:" شعوري مضاعف من الفرح والحبور أولا: بسبب هذا الإنجاز العلمي رغم الظروف غير المواتية له ثانيا: بسبب تحطيم أهداف السجن التي أنشأت من اجله وهو تحويل الأسير الفلسطيني إلى كتلة من السلبية واللافعل ".
والجدير بالذكر أن شقيق الأسير محمد إبراهيم اغبارية يسير على درب أخيه وها هو يختار نفس المسيرة التعليمية لإتمام دراساته الجامعية وقد اختار لنفسه الأسيرة منى قعدان لتكون زوجة المستقبل وكان إبراهيم قد تقدم لخطبتها وهي خارج السجن ووافقت على ارتباطها به رغم ظروف اعتقاله و خروجه منه عاجلا أو عدمه وهذا يدلل بقوة على ترابط روحي قوي بين أبناء الشعب الفلسطيني والأسرى في سجون الاحتلال الذين صورهم لا تبارح الذاكرة مهما باعدت بينهم المسافات والحواجز والقضبان ورغم كل العراقيل التي تنصبها إدارة السجون والتي حالت لغاية الآن من عقد قرانهما وإتاحة الفرصة لتبادل الزيارة بينهما من سجنيهما.
وتعقيبا على هذا - الوسام المشرف - عقب الشيخ خضر عدنان الناطق الإعلامي لحركة الجهاد الإسلامي بقوله:"هذا يدلل على تصميم الفلسطيني على عمارة الأرض رغم قساوة الأسر وان الفلسطيني قد حول المحنة إلى منحة " و أضاف:" واجبنا اليوم اكبر من أي وقت آخر تجاه المناضلين والمجاهدين والعمل على تحريرهم بل مكانهم قيادة هذا الشعب وليس الأسر".
يشار الى ان ادارة السجون واصلت التفريق بين الاخوين محمد وابراهيم اغبارية خلال الاربعة عشر عاما التي امضياها في سجون الاحتلال ولم تسمح بلم شملهما الا منذ فترة قريبة لمم تتجاوز الشهرين بعد طول مطالبة.