لجنة التنسيق الفصائلي بيت لحم ترحب بعقد المؤتمر السادس لحركة فتح
نشر بتاريخ: 29/07/2009 ( آخر تحديث: 29/07/2009 الساعة: 19:24 )
بيت لحم -معا- عقدت لجنة التنسيق الفصائلي في بيت لحم اجتماعها الاعتيادي في مقر جبهة التحرير الفلسطينية بالمحافظة، بحضور ممثلين عن كافة فصائل العمل الوطني.
وتناول هذا الاجتماع جملة المستجدات السياسية ، وما تواجهه القضية الفلسطسينية ومشرعها الوطني من مخاطر وتحديات مصيرية .. خاصة مواصلة وتصعيد سياسة العدوان على شعبنا ، التي تمارسها حكومة وجيش الاحتلال بصورة ممنهجة ، والتي تحاول من خلالها فرض سياسة الامر الواقع ، عبر تشديد اجراءات الحصار واستكمال بناء جدار الفصل العنصري ، وما تفرضه من اغلاقات ، وزيادة عدد الحواجز .. والاكثر خطورة السياسات المحمومة لهذه الحكومة اليمينية المتطرفة وممارساتها الممنهجة لتهويد الارض خاصة في مدينة القدس ، وتوسيع رقعة الاستيطان في عموم الارض الفلسطينية ، الامر الذي افقد اية امكانية لقيام دولة فلسطينية ذات سيادة وعاصمتها القدس .
وتوقفت اللجنة بقلق بالغ امام استمرار حالة وتداعيات الانقسام داخل الصف الوطني، الذي الحق ضررا بالغا بقضية شعبنا ، وهدد ومازال حاضر ومستقبل مشروعنا الوطني ، وافقد القضية مكانتها الريادية بين حركات التحرر العربية والعالمية ، واضعف حضورها الدولي .
ودعت اللجنة وبشكل عاجل لاستئناف مسيرة الحوار الوطني الشامل ، للخروج من هذا المأزق الخطير، وانهاء حالة الانقسام واستعادة وحدة الصف الوطني ، على اساس وثيقتي الوفاق الوطني واتفاق القاهرة ، وتشكيل حكومة وفاق وطني تعزز من صمود شعبنا ، وتعمل على تنظيم انتخابات رئاسية وتشريعية متزامنة ، وان لم يتحقق ذلك بوقت قياسي ومحدد ، لابد من العودة لخيار الشعب عبر تنظيم استفتاء عام يقوم الوضع الفلسطيني الداخلي برمته .
وحذرت اللجنة في هذا السياق من العودة لاية اتفاقات ثنائية، تقوم على مبدأ المحاصصة تعيدنا للمربع الاول من واقع الازمة .
وثمنت اللجنة دور مصر الشقيقة، وكافة الجهود الوطنية المخلصة لتحقيق وفاق ومصالحة، واتفاق وطني شامل ، يعيد الامور الى نصابها الصحيح .
من جهة ثانية وقفت اللجنة مطولا امام انعقاد المؤتمر السادس لحركة فتح في مستهل الشهر القادم في بيت لحم ، وبهذا الخصوص سجلت اللجنة جملة امور هامة من ابرزها :
اولا – ان انعقاد المؤتمر السادس لحركة فتح في هذه المرحلة الصعبة ، وفي ظل هذه الظروف المعقدة ، يشكل حدثا مفصليا يكاد يكون الاكثر اهمية في الواقع الفلسطيني الراهن ، خاصة اذا ماتوفرت كامل ظروف نجاح اعماله ، وخروجه بالنتائج المرجوة منه .
ثانيا- ان توفير ظروف انعقاد هذا المؤتمر ونجاحه ، لايقع على عاتق حركة فتح وحسب ، بل يعتبر شان وطني يخص الطيف الوطني الفلسطيني باكمله ، وبالاخص فصائل م. ت. ف التي يجمعها مع حركة فتح المشروع الوطني ، والهم الوطني ، وان تباينت المواقف والاراء.
ولكون الحركة تمثل الفصيل الاكبر ، الذي قاد وبالشراكة مع كافة فصائل العمل الوطني، ومازال مسيرة نضال شعبنا لاكثر من اربعين عاما، فعليها يقع العبيء الاكبر للنهوض بذاتها ، وتعزيز مكانتها ودورها الريادي، واستعادة حيويتها، عبر اجراء تقييم شامل وموضوعي لمسيرتها ، وسياساتها الداخلية والخارجية ، واصلاح وتجديد مؤسساتها واطرها التنظبمية.
ثالثا – ان ما يمكن ان يتمخض عن هذا المؤتمر من نتائج ، وقرارات وسياسات ، ستنعكس بشكل موضوعي على مجمل تفاصيل الواقع الفلسطيني ، وفي مقدمتها فصائل واحزاب م.ت.ف ، ومن هنا تجدر الاهمية بمكانة ودور ومجال اسهامات هذه الفصائل الموضوعية في توفير ظروف ودعم انجاح هذا المؤتمر ، بما يضمن تعزيز وحدة الحركة والحفاظ على مكانتها الريادية ، دون ان تتجاوز هذه المساهمات حدود التدخل غير المجدي في شأن و واقع الحركة الداخلي ، الذي هو من صلب مسؤولياتها وحدها دون غيرها .
رابعا – ان لجنة التنسيق الفصائلي في بيت لحم اذ ترحب بانعقاد الؤتمر السادس لحركة فتح في المحافظة ، تعتبر انعقاده في بيت لحم دعما حقيقيا لصمود اهلها امام اطماع الاحتلال وسياساته الغاشمة ، ورافعة لمجمل نضالاتهام الوطنية ، وتكريما لارواح الشهداء ، ونضالات الجرحى والمبعدين ، ودعما لصمود الاسرى والاسيرات في سجون الاحتلال .
كما وتعتبر انعقاد هذا المؤتمر ، ونجاح اعماله ، وخروجه بقرارات تؤكد على صيانة الحق الوطني لشعبنا ، والمحافظة على ماحققه من مكاسب ومنجزات ، وتؤكد على التمسك بالثوابت والاهداف الوطنية في الحرية والاستقلال واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس ، وحق عودة شعبنا الى ارضه ومدنه وقراه التي هجر منها ، وحق شعبنا في مواصلة مقاومته المشروعة ضد الاحتلال ، انما يمثل رافعة نضالية لكفاح شعبنا التحرري ، وزخما اضافيا يضاف لرصيد شعبنا في مسيرة الحرية ودحر الاحتلال وتحقيق استقلاله الوطني، وتحقيق طموحاته وآماله المنشودة .
خامسا- كما تعتبر اللجنة ان نجاح اعمال هذا المؤتمر ، سيشكل الخطوة الجوهرية المتقدمة في دعم مسيرة الحوار الوطني الشامل ، واساسا قويا لتحقيق انجاز وطني قريب ، تكون ثمرته انهاء حالة الانفصال واستعادة وحدة الصف الوطني ، والتفرغ لقضايانا الوطنية الاساسية في مقارعة الاحتلال ، وازالته عن ارضنا، واقامة سلام عادل وشامل يعيد كافة حقوق شعبنا الوطنية كما اقرتها الشرعية الدولية ، ومجالسنا الوطنية المتعاقبة ، ووثيقة الاستقلال .
سادسا– ان لجنة التنسيق الفصائلي تدعوا حركة حماس الى عدم اعتراض طريق كوادر حركة فتح اعضاء المؤتمر المتواجدين في غزة ، ومنعهم من التوجه الى بيت لحم للمشاركة في اعمال المؤتمر ، لما يمكن ان يؤدي ذلك الى تداعيات خطرة تضر بمصلحة شعبنا ، ومشروعه الوطني ..
واننا اذ ندين ونستهجن هذا القرار غير المسؤول الذي اعلنه احد قادة حركة حماس ، والقاضي بمنع هؤلاء الاخوة من التوجه الى بيت لحم ، وربط ذلك بالافراج عن المعتقلين من حماس لدى السلطة الوطنية ، نؤكد انه ليس من حق اي حزب او فصيل ان يمارس قمعا سياسيا على اي حزب او فصيل آخر ولو اختلف معه في الرؤية او السياسات ، وهذا امرا مدان وغير مقبول .
ودعت اللجنة الى الابتعاد عن هذا النهج الضار بالقضية الوطنية والغريب عن ثقافتنا ، وتوجهاتنا الوطنية ، والى الافراج الفوري عن كافة المعتقلين السياسين لدى السلطة الوطنية ، وحركة حماس في غزة ، واطلاق الحريات السياسية الوطنية وعدم ممارسة اية اعتقالات على خلفية الانتماء السياسي أوالحزبي، وذلك لصيانة وحماية المسيرة الديمقراطية التي انتهجها شعبنا واحزابه الوطنية منذ انطلاق ثورته الفلسطينية المعاصرة ، و لما لذلك من اهمية في تنقية الاجواء.