في عيد الام : الأسيرات وأمهات الأسرى.. مسيرة كفاح عنوانها الصبر والإرادة الصلبة
نشر بتاريخ: 20/03/2006 ( آخر تحديث: 20/03/2006 الساعة: 18:07 )
غزة -معا- المرأة الفلسطينية مزيج من التضحية والعطاء والأمومة تحيا خلف قضبان القهر والاحتلال وتغرق بين آلام الفراق والحرمان وتعيش معاناة متواصلة بفعل ما تخلفه ممارسات الاحتلال الإسرائيلي وجرائمه بحقها والذي لم يميز بين امرأة أو طفل أو شيخ.
وشاركت الأم الفلسطينية في مسيرة النضال فكانت الشهيدة والأسيرة التي مازالت قابعة خلف قضبان السجان وهي تقف بعنفوان نضالي صابرة تكابد آلام البعاد عن ديارها وأبنائها وذويها".
فقد تجمع العشرات من أمهات الأسرى أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر بمدينة غزة رغبة منهن لإحياء عيد الأم الذي يصادف غدا الواحد والعشرون من مارس الحالي ويأملن التخفيف من معاناتهم وافتقادهن لأبنائهن ليحاولن مواساة بعضهن البعض لعل ذلك يساعدهن في تحمل فراق وبعد أبنائهن المعتقلين في سجون الاحتلال".
فقد كافحت الأم الفلسطينية على مدار مسيرة النضال والكفاح وخاصة أمهات الأسرى الذين يعانين فقدان الأبناء ومشقة الحياة وإجراءات الاحتلال القسرية تجاه أبنائهن في سجون الاحتلال ".
من جهتها عبرت والدة الأسير تامر الدريملي المعتقل في سجن السبع والمحكوم 20 عاما قضى منها عاما ونصف العام في سجون الاحتلال عن حزنها لافتقادها ابنها الأسير تتذكره في كل الأوقات وكل أرجاء المنزل وتفتقد كلماته وتهانيه لها بالأعياد وأضافت أن ابنها تامر حاضر معها في كل جوانب المنزل تراه عندما تحاول دخول غرفته وعند إحضارها للطعام متمنية إطلاق سراح ابنها وكافة الأسرى".
من جهتها ذرفت والدة الأسير حازم حسنين المعتقل في سجن نفحا الدموع عندما أعادتها الذكريات للحظات وجود ابنها حازم معها وخاصة افتقاده في الأعياد والمناسبات متمنية أن يأتي العيد القادم وتفرح المرأة الفلسطينية والأسيرة باحتضان ابنها والإفراج عن جميع الأسرى في سجون الاحتلال".
أما الأسيرة المحررة رحاب السالمي قالت "أن الأسيرة الفلسطينية داخل المعتقل كانت تنتظر كل لحظة لرؤية أبنائها خلال زيارتهم لها مشيرة انه بالرغم من أن العادات والتقاليد المحافظة لدينا كشعب فلسطيني وإسلامي إلا أن الأم الفلسطينية تفتقد أبناءها كل لحظة تمر عليها داخل المعتقل ".
وأضافت السالمي "أن سلطات إدارة السجن كانت تمنع أبناءنا من الزيارة في هذا اليوم وفي الأعياد الاخرى مؤكدة أن الأم الأسيرة كانت دائما تتظاهر أمام قوات الاحتلال بالقوة والصبر ولكنها في واقع الأمر كانت تحن إلى أبنائها معتبرة السجن نهاية عمر الأم الأسيرة من خلال حزنها على أبنائها وخاصة بعد منع قوات الاحتلال لهم برؤيتها".
من جانبها احتفلت منظمة أنصار الأسرى بعيد الأم من خلال توزيعها لشهادات تكريم لأمهات الأسرى وعدد من الأزهار لذوي الأسرى في مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر بمدينة غزة خلال الاعتصام الأسبوعي لأهالي الأسرى وأكدت في بيان وزعته على مواصلة مسيرة التحرير والنضال من اجل إطلاق سراح الأسرى والأسيرات واعتماد 12 مارس من كل عام يوما للام الفلسطينية المثالية وتكريم لأمهات الشهداء والأسرى والجرحى تقديرا لعظيم تضحياتهن وعطائهن المستمر.
ودعا البيان المجتمع الدولي للعمل من اجل إنصاف الأم الفلسطينية وتوفير الدعم الكافي من اجل حمايتها وأبنائها من غطرسة الاحتلال مشددا على دور المؤسسات الحقوقية والإنسانية في رصد وتوثيق وإدانة الممارسات الإجرامية بحق الأمهات والنساء الفلسطينيات وخاصة الأسيرات في سجون الاحتلال مطالبين بضرورة الإفراج العاجل واللا مشروط عن جميع أسيراتنا في سجون الاحتلال".