الأحد: 22/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

انفلونزا التوزير !!! بقلم : محمود الفروخ

نشر بتاريخ: 20/03/2006 ( آخر تحديث: 20/03/2006 الساعة: 19:21 )
نسمع كثيرًا في هذه الايام عن تشكيل الحكومه . اْضحك كثيرًا عندما اْسمع ذلك وكاْننا نعيش في فرنسا او سنغافوره لا في الضفه الغربيه وقطاع غزه المحاصرتين ,اْي حكومه هذه التي يتحدثون عنها وكل شئ محكوم على هذه الارض للاحتلال الاسرائيلي , عندما قراْت النص الكامل لاتفاقية اوسلو لم اجد اي نص مذكورفيه كلمة وزير ولكنني وجدت بدل تلك الكلمه كلمه بديله هي مسير اعمال .

ولكن الوزاراء المتعاقبين بعد اتفاقية اوسلو مثل " اللي كذب الكذبه وصدقها" اْي عمل كل مسير اعمال حاله وزير ونفخ حاله وعجق حاله وصار وزير. ولكن في الواقع لا يوجد عندنا لا حكومه ولا حكام , ربما يتخيل لبعض الوزراء انه يعيش في دولة مستقله وذات سياده مطلقه ولكنه بداْ يدرك تمامًا وعلى ارض الواقع ان اسرائيل وجيشها المتغطرس لا تحسب حسابًا لا لغفير ولا لوزير من الشعب الفلسطيني , وللاْسف ان اي عمل نقوم به على هذه البقعه المسخوطه من الارض وان يراها البعض مقدسه مربوط ارتباطاً تاماً باسرائيل من شربنا للمياه الى الكهرباء الى السفر داخل المدن وخارجها الى مكالمات هواتفنا .......حتي في مضاجعة نسائنا .

عن اْي حكومه نتحدث وهذه الحكومه لا يستطيع اي وزير فيها التنقل بين المناطق اوحتى الى الخارج الا بكارد (vip ) لا يعطيه له العم شلومو الا بعد بوسة ايد ونشفان ريق , سبحان الله لقد اْصبح تشكيل الحكومه شغلنا الشاغل هذه الايام وكاننا حللنا جميع مشاكلنا وبقيت مشكله واحده هي الحكومه ,لعل مرض انفلونزاالطيور الذي قارب على الوصول الى رام الله,او نفاذ الطحين في قطاع غزه او اعتقال سعدات ورفاقه في اريحا او الاختلاسات والفساد في السلطه والحكومات المتعاقبه ليس شيئا مهمًا بالنسبة لنا .

هل اصبحت الحكومه هي الشئ الاهم ام اننا نسينا الجدار العنصري بعدما شربنا خمر الانتفاضه و سكرنا على توسيع المستوطنات او عندما شربنا افيون القدس ونسينا اللاجئين , ايعقل ان نتحدث عن حكومه هي في الاصل محكومه يبدو اننا اُصبنا بمرض انفلونزا الوزير وهو مرض يصيب من يفكر بالحكومه او السياسه وهذا المرض انتشر بعد اوسلو حيث اصيبت به في البدايه حركة فتح الى ان انتشرمع الوقت الى يومنا هذا ليصيب حماس والشعبيه والديمقراطيه وحزب الشعب وغيرها من الفصائل .

اْنا براْيي قبل ان نتحدث عن تشكيل اي حكومه وبغض النظر عن لونها وشكلها يجب ان نراجع انفسنا جميعا ونسال هل نحن بحاجه الى حكومه اْم الى حكام اْم الى اناس نحكمهم اْم الى ماذا ؟

وهل نحن بالغون وعاقلون في نظر الاحتلال الاسرائيلي ليكون عندنا حكومه قد تتعامل معها اسرائيل باحترام , اْم ان الحجج الاسرائيليه لا تنتهي وتزداد بشكل طردي تارةً لعدم وجود شريك لدينا كفلسطينيين يعمل لصالح دولة اسرائيل وتارةً اُخرى لعدم وجود شريك لديهم يعمل لصالح الفلسطينيين والاسرائيليين معاً , لا اُريد هنا ان اُقدم وصفا للوضع القائم والمتدهور,ولكنني اُريد ان اْحث جميع الفلسطينيين الى الوحده الوطنيه بكل معانيها , لاْنها الضمان الوحيد في مواجهة ما هو اْخطر من تشكيل حكومه وحده وطنيه او(حكومه بلا وطنيه ) الا وهو الاحتلال الاسرائيلي الجاثم فوق ارضنا الجريحه فلسطين .