اسرائيل تسرق منزلين من أصحابهما وتسلمهما للمستوطنين في القدس
نشر بتاريخ: 02/08/2009 ( آخر تحديث: 02/08/2009 الساعة: 18:46 )
القدس- معا- أجبرت قوات من الشرطة الاسرائيلية الخاصة وحرس الحدود اليوم الاحد عائلتي الغاوي وحنون على إخلاء منزليهما في حي الشيخ جراح بالقدس، وسمحت لمستوطنين يهود بالاستيلاء على المنزلين.
وقال مراسلنا في القدس إن اربع عائلات من المستوطنين دخلت الى منزل عائلة حنون فيما لا تزال قوات الشرطة وحرس الحدود تقوم باخلاء عائلة الغاوي من منزلها تمهيدا لتسليمه للمستوطنين.
وكانت قوات كبيرة من الشرطة الخاصة وحرس الحدود الإسرائيلي اقتحمت فجر اليوم الأحد حي الشيخ جراح.
وباشرت تلك القوات بأعمال تدمير لخيمة الصمود، ثم اقتحمت منزلي عائلتي الغاوي وحنون مستخدمة معدات ثقيلة في اقتحام المنزلين وتدمير بوابتهما.
ثم اخرجت الشرطة وحرس الحدود بالقوة جميع افراد العائلتين إلى الشارع الرئيسي ولم تسمح لهم باخراج أي من محتويات المنزلين، وخلال ذلك اعتقلت هذه القوات 20 متضامنا اجنبيا كانوا متواجدين مع العائلتين.
وأفاد مراسلنا أن الشرطة لا تزال تغلق كامل المنطقة حيث يقع المنزلين وتحظر الدخول عليها الا لوسائل الاعلام.
كما نقل مراسلنا عن حاتم عبد القادر مسؤول ملف القدس لحركة فتح قوله: "إن ما جرى فجر اليوم في حي الشيخ جراح رسالة قوية لمؤتمر فتح السادس، ما يجعل قضية القدس القضية الأولى والأساسية التي يجب على المؤتمر أن يضعها على رأس الأولويات"، واصفا الوضع بالخطير.
ودعا عبد القادر السلطة الوطنية إلى دعوة مجلس الامن عبر المجموعة العربية في المجلس لعقد جلسة طارئة لبحث الاعتداءات على حي الشيخ جراح وارغام اسرائيل على وقف جميع اجراءتها، معتبراً أن عقد هذه الجلسة سيكون اختباراً للموقف الامريكي لما يجري في القدس.
وصدر بيان عن المتحدث باسم القنصلية البريطانية في القدس عبر عن معارضته لما جرى اليوم.
ومن جانبه قال ديمتري دلياني، الناطق باسم حركة فتح بالقدس، أن اخلاء منزلي عائلتي حنّون و الغاوي في حي الشيخ جرّاح صباح اليوم لصالح مستوطنين يهود متطرفين هو تجسيد لسياسة التطهير العرقي الذي تمارسة دولة الاحتلال بحق المقدسيين ودليل على تواطؤ وتشجيع حكومة الاحتلال بأذرعها المختلفة لهذه الممارسات.
وبدوره قال د.رفيق الحسيني رئيس ديوان الرئاسة أن الخطوة التالية بعد استيلاء المستوطنين بالقوة البوليسية على منزلي عائلتي الغاوي وحنون في حي الشيخ جراح بالقدس هو التوجه إلى مجلس الأمن، ومطالبة المجتمع الدولي وفي المقدمة منه الولايات المتحدة واللجنة الرباعية، والإتحاد الأوروبي العمل فورا على إعادة سبع أسر من عائلتي الغاوي وحنون إلى مساكنها التي أخرجت منها بالقوة بعد الاعتداء على أفرادها.
وأكد الحسيني أن اتصالات بدأت مع الأطراف الدولية تلك تطالبها بتحمل مسؤولياتها وتحذر من تداعيات ما جرى في الشيخ جراح وما ستحمله الأيام القادمة من تطورات.
ووصف الحسيني الاستيلاء على منازل المواطنين في الشيخ جراح بأنه تحد لإدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما ولمواقفها الأخيرة المعلنة بشأن الاستيطان وإجراءات التهويد في القدس، عدا عن أنها تحد للمجتمع الدولي الذي يقف ضد الاستيطان في القدس.
كما قررت المحكمة الإسرائيلية أن تعقد غدا جلسة الساعة 9 للنظر في التماس لعائلتي الغاوي وحنون.
واتهم مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية الشرطة الإسرائيلية بممارسة العنف الشديد في اقتحامها منزلي عائلتي الغاوي فجر اليوم، ما أسفر عن إصابة الفتي أيمن ناصر الغاوي (15 عاما) بجروح في قدمه جراء الاعتداء عليه بالضرب، كما اعتقل بالقوة مواطنان فلسطينيان وأحد عشر متضامنا أجنبيا كانونا داخل المنزلين المستولى عليهما.
وأفاد باحثو المركز الذين تواجدوا في المكان بعيد اقتحام المنزلين أن سبع أسر تقطن المنزلين يقارب عدد أفرادها السبعين نفرا أقل من نصفهم باتوا الآن في العراء، علما أن عائلة الغاوي تضم 38 نفرا، بينما تتكون عائلة حنون من 19 نفرا.
وروت العائلتان أن عملية الاقتحام والإخلاء كانت سريعة للغاية.حيث استخدمت قوات كبيرة من الشرطة الخاصة لهذا الغرض قام أفرادها بتحطيم بوابتي المنزلين بمعدات خاصة قبل أن يتم تفجيرهما تحت السيطرة، ثم جرى إخلاء الأطفال بالقوة وإلقائهم في الشارع العام، كما ذكر ناصر الغاوي نجل أحد صاحبي المنزلين، بينما تولت شاحنات كبيرة نقل أثاث العائلتين وإلقائه بالقرب من مدرسة عبد الله بن الحسين على بعد 200 متر من المنزلين المستولى عليهما.
وأشار المركز في بيان وصل "معا" إلى قيام الشرطة أيضا بإغلاق منطقة واسعة تحيط بالمنزلين ومنع المواطنين من التنقل، أو الدخول إلى الحي، فيما اعتدى أفراد منها لاحقا على المواطنة جمالات الغاوي بالقرب من منزل عائلتها المستولي عليه من قبل المستوطنين بدعوى قيامها بتصوير هؤلاء المستوطنين داخل منزل عائلتها.
ووفقا لما أورده باحثو المركز، فقد سهلت الشرطة وبحمايتها دخول عدة عائلات من المستوطنين لمنزلي العائلتين المقدسيتين، بينما منعت بالقوة احتجاج أفراد من العائلتين على دخول المستوطنين لمنزليهما.
ووصف مركز القدس ما جرى اليوم في الشيخ جراح بأنه تصعيد هو الأخطر تشهده مدينة القدس، ينذر بالاستيلاء على المنازل الستة والعشرين الأخرى في الشيخ جراح ، ما سيعزز الوجود الاستيطاني في هذا الحي ويرفع عدد البؤر الاستيطانية فيه إلى أكثر من 30 بؤرة، حولوا إحداها إلى كنيس.
وعبر زياد الحموري مدير المركز عن خشيته من أن يكون الاستيلاء على المنزلين في الشيخ جراح بداية تنفيذ مشروع استيطاني يبدأ من هذا الحي ولا ينتهي إلا على التخوم الجنوبية للبلدة القديمة ، مارا بأحياء واد الجوز، جبل الزيتون ، رأس العمود، وصولا إلى سلوان، وسفوح جبل المكبر.