الجمعة: 20/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

المــــؤتمر الســــادس بعيــــون حاضـــــريه

نشر بتاريخ: 02/08/2009 ( آخر تحديث: 02/08/2009 الساعة: 15:39 )
بيت لحم- تقرير معا- عند دخولك لباحة فندق بيت لحم يلفت انتباهك الحركة النشطة للموظفين الذين يعملون على نقل الامتعة للواصلين لحضور المؤتمر السادس لحركة فتح، فالصالة مكتظة بالضيوف من سفراء وامناء سر اقاليم واعضاء من مختلف الدول العربية والاجنبية، البعض قضى اكثر من ليلتين بالسفر ويريد الحصول على مفتاح لغرفته ليرتاح بعد عناء السفر، والبعض الاخر يبحث بين الحضور عن خلانه واصدقاء النضال الذين لم يلتقوه منذ عشرات السنين، والبعض الاخر يجري اتصالاته من اجل زيارة مسقط رأسة الذي لم يزوره من قبل.

حالة من الترقب والتوتر وشد الانفاس تجدها على ابواب وصالات فندق بيت لحم من ما سيؤول اليه اجتماع اللجنة المركزية الذي عقد امس برام الله، بخصوص عدد الاعضاء اذا تم زيادته فعلى اي اساس وكيف سيتم توزيع ذلك، خاصة وانه تبين ان الساحة المصرية هي اكبر ساحة واخذت اقل عدد، والنظر بخصوص اعضاء غزة وهل سيؤثر منعهم على جلسات الحوار بالقاهرة وماذا يتوقعون من المؤتمر السادس بشكل عام.

منير غنام سفير فلسطين في قطر، عبر عن فرحته بحضور المؤتمر وقال: "نأمل ان يعمل هذا المؤتمر على تجديد شباب الحركة"، وبرر اسباب الزيادة في عدد اعضاء المؤتمر بأنها زيادة فرضتها مجموعة عوامل من اجل ان يكون هناك تمثيل اوسع واشمل لكافة الاقاليم بالداخل والخارج.

واكد غنام لنا مدى اهتمام قطر بالمؤتمر الذي تعتبره يشكل انعطافا سياسيا مهما، وكشف عن وجود وساطة قطرية لدى حماس من اجل السماح لاعضاء فتح بالخروج لحضور المؤتمر، وقال تمنينا عليهم (قطر) ان يستخدموا علاقاتهم بكافة الاطراف من اجل انجاح هذا المؤتمر.

اما بركات الفرا معتمد الحركة بالجمهورية المصرية، التي تعتبر اكبر ساحة، وكان نصيبها اقل عدد من الاسماء التي خرجت منها، بين الفرا انه كتب للرئيس محمود عباس بهاذا الخصوص و"للاخ" ابو ماهر غنيم بصفته رئيس اللجنة التحضيرية و"للاخوة" الاعضاء وقال: "قلت لهم ان الساحة المصرية هي التي خرجت قيادات فتح تاريخيا والتي موجود بها زخم كبير للحركة، وتأخذ هذا العدد المحدود!"، ثم بين انه ارسل 31 اسما ابلغ بقبولهم جميعا، ولكن بعد ذلك أبلغ انه تم قبول 11 فقط من هذه الاسماء، وبعد مذكرة كتبها للرئيس صعَد العدد الى 18 عضواً، ورأى أن ذلك غير مرض ايضا، وقال "من الواضح ان هناك حسابات خاصة حصلت، كما قال.

وعن تأثير موقف حماس الرافض لخروج اعضاء المؤتمر من غزة: أضاف الفرا، "اقول لحماس إن الذي بيته من زجاج لا يقذف بيوت الناس بالطوب، واذا اعتقدوا ان الامور مالت الى صالحهم في غزة فهم واهمون (..) الشعب بغزة لن يسمح لهم، والاضطهاد الذي عانى منه المواطنون من حركة حماس لن يدوم طويلا".

وبين أن الحاجة من المؤتمر تتلخص في ثلاثة أمور اساسية- حسب رؤيته- وهي اولا: تقييم موضوعي وعلمي للعشرين سنة الماضية لنعرف اين نجحنا واين اخطأنا ومن المسؤول؟.

وثانيا: تشخيص الحركة بشكل موضوعي لنقف على كافة المشاكل التي تعاني منها الحركة، وثالثا: وضع استراتيجية لمستقبل الحركة.

وقال: "اننا إذا لم نقيِّم ونشخص تجربتنا ونضع استراتيجية تتحول الى خطط والخطط الى برامج والبرامج الى مشاريع والمشاريع الى انشطة لن نسطيع التحدث عن القضايا الوطنية الاساسية (الثوابت الوطنية) ولا بد من انتخاب قيادة قادرة على تنفيذ الاستراتيجية".

سعد توفيق بسيسو مسؤول الاعلام الجماهيري بالسلطة وعضو اقليم لبنان ومؤسس الاتحاد العام لطلبة فلسطين، اكد ان الوحدة الوطنية والتآخي بين الشعب الواحد والارض الواحدة وانهاء حالة الانقسام لن يكون ذلك الا اذا عاد قطاع غزة الى الوطن الام، لان الوطن كالطير لا يقلع الا بجناحين وغزة جناح والضفة جناح والقدس هي العاصمة التي سوف يرفرف ويحلق فيها هذا الطائر.

وبين لنا حسب اعتقادة ان الالتباس بقضية عدد الاعضاء حدث، والتأخير في ادراج العضوية ومعرفة العضو الحقيقي من غير الحقيقي للاسباب التالية:
اولا: غياب افراد التنظيم عن الساحات. وثانيا: عدم وجود السيرة الذاتية التي تحدد لكل عضو في الحركة اسمه وتاريخ انتمائة وهل كان ملتزما بالاشتركات للحركة وهل التزم بمبادء الحركة واهدافها ونشاطها وفعاليتها، يجب ان تكون كل هذه المعلومات مسجلة، وسنؤكد على هذا الامر بالمؤتمر، والعدد للاعضاء يختلف كل مرة ولكن هناك اسماء تضاف على حساب الاسماء التي شطبت اي على حساب اسماء اخرى، وقال "اخص بالذكر اقليم جمهورية مصر".

اما سفير فلسطين في السنغال عبد الرحيم الفرا فقد قال: "بالنسبة لموضوع الاعضاء اعتقد انه حسم واللجنة المركزية ستناقش جدول اعمال المؤتمر، وحسم العدد على اساس اقاليم داخل الوطن (الضفة وغزة) وعلى اساس اقاليم الخارج، واللجنة التحضرية عملت اكثر من سنة على الحسم بذلك الموضوع.

وبالنسبة للاعضاء الذين لم يستطيعوا الخروج من القطاع بسبب منعهم من حركة حماس، قال لا زالت الوساطات العربية مستمرة، ونحن نتوقع اي شي من حركة حماس لانها تريد افشال المؤتمر بأي طريقة.

واكدا الجميع على الثبات على المشروع الوطني وعدم التنازل عن الثوابت الفلسطينية معلقين امال كثيرة وكبيرة على ان تدب الحياه بالحركة من جديد بعد المؤتمر.

يمكن القول ان المؤتمر السادس حقق اول اهدافة بجمع الخلان والاصدقاء من مختلف البلدان والاقطار، واستطاع الجميع زيارة اقاربهم بعد انقطاع طويل بحكم البعد القسري لاغلب اعضاء المؤتمر، وبذلك يكون اول انتصار للمؤتمر.