رفيق دلال المغربي: انتظرت 30 عاما لاعود لفلسطين ولن اغادر ثانية
نشر بتاريخ: 02/08/2009 ( آخر تحديث: 03/08/2009 الساعة: 10:47 )
بيت لحم- خاص معا- "انتظرت 30 عاماً لاعود إلى فلسطين، ولن أخرج منها وسأنتظر حتى أحصل على هوية لتعود زوجتي وابنائي"، بهذه الكلمات عبر خالد أبو اصبع "أبو ابراهيم" أحد الناجين من عملية اشتهرت باسم قائدتها دلال المغربي قبل 30 عاماً على شواطئ مدينة تل ابيب.
كان الخوف يتملكه طيلة الوقت، بأن لا تسمح له اسرائيل بالعودة للمشاركة في المؤتمر السادس في مدينة بيت لحم، هذا الوطن الذي من اجله قدِم فدائياً يحمل روحه على كفه، حتى أصيب واعتقل في العملية الفدائية التي نفذها 13 فدائيا تقودهم دلال المغربي عام 1978، وبعد أن اشتبك افراد الخلية مع الجيش الاسرائيلي وهم يختطفون حافلة سقط جميعهم باستثناء ابو اصبع وحسين فياض بينما قتل 35 اسرائيليا، وأسر الاثنان، وامضى أبو اصبع سبع سنوات بعد أن حكم 12 مؤبدا وخرج في تبادل الاسرى عام 1985.
بدا ابو اصبع وهو يزور وكالة "معا" سعيدا بوجوده في الوطن، وهو الان يبتسم كثيراً وينظر الى جيل الشباب الذي التف حوله يبادله السلام والسؤال عن احواله، ويقول من أجلكم أيها الشباب ضحينا ولأجلكم سنواصل المسيرة.
وبعد ذلك دخلنا في حوارنا مع "أبو ابراهيم" مبتدئين بالسؤال عن آماله من المؤتمر، فأجاب "ان على حركة فتح وبعد اختتام المؤتمر ان تستمر بسياسات التغيير وشد اللحمة الفتحاوية واعادة فتح الى امجادها".
وأضاف "ننتظر من المؤتمر السادس ان تعود فتح الثورة، فتح ابو عمار والتضحيات، بعد انتظار 20 عاما على المؤتمر الخامس للحركة".
واشاد بزيادة عدد اعضاء مؤتمر فتح السادس الى 2260 عضوا، مشيرا إلى انه بحاجة الى زيادة اخرى في عدد الاعضاء، ليتم تمثيل كافة الساحات والاقاليم، حيث ان ساحات الاردن ولبنان "المناضلة" يجب زيادة عدد اعضائها، وتمنى قدوم المزيد من الاعضاء من الخارج للمشاركة في مؤتمر فتح السادس.
واكد ابو اصبع انه يجب على عناصر وكوادر وقيادات حركة فتح التعامل مع الحركة ككل وليس بشكل فردي، "فيجب تمثيل كل الاقاليم والساحات من خلال قواعد تنظيمية ليشاركوا بالمؤتمر".
وعن مدى تطبيق زيادة عدد اعضاء المؤتمر عشية عقد المؤتمر في بيت لحم، قال ابو اصبع "ان الرئيس الراحل ياسر عرفات، زاد عدد اعضاء مؤتمر فتح الخامس اثناء المؤتمر قبل 20 عاما".
وعن اعتراض القيادة التنظيمية لحركة فتح في غزة على زيادة عدد الاعضاء، طالب "الكل الفتحاوي الالتزام بقرارات فتح للمصلحة العامة للحركة ولانجاح مؤتمر فتح السادس".
وعن منع حماس لقادة فتح من غزة بالخروج الى الضفة، رأى "ان حركة حماس تسعى لافشال مؤتمر حركة فتح السادس لتقول للعالم ان فتح غير قادرة على قيادة وادارة الشعب الفلسطيني".
وقال أبو اصبع: "إن حماس تحاول فرض الدين على الناس بالقوة ولذلك سيثور عليها الشعب الفلسطيني في القطاع الحبيب"، مضيفاً "ان حركة حماس لو انها واثقة من قوتها واستعداداتها لخوض الانتخابات لكانت وافقت على عدة دعوات من الرئيس محمود عباس".
وأضاف "ان حركة حماس لم تحقق شيئا في الحرب الاخيرة التي شنتها اسرائيل على قطاع غزة، وتستمر بانتقاد سياسة مصر في عدم فتح معبر رفح انثاء العدوان الاخير، غير معتبرة لما هدفت اليه مصر من عدم تهجير الشعب الفلسطيني"، ومؤكدا ان حماس غير جاهزة الان لتنفيذ "انقلاب" في الضفة، وفي حال نفذت "انقلاب" ستنتقل لانتقاد معبر الاردن.
وطالب مصر ان تكون "صريحة" مع طرفي الحوار، وبالنسبة لتدخل اطراف اخرى بين فتح وحماس في الحوار، رأى أنه لن ينجح الحوار طالما استمرت حماس في خلق ثغرات وتوجيه اتهامات لحركة فتح.
وقال ابو اصبع "ان حماس تعد تهما جاهزة لفتح، فهي تتغنى وتشيد بدور الاسير القائد مروان البرغوثي، ولكن في حال تم الافراج عن البرغوثي وحصل على مرتبة سياسة في السلطة او الحكومة، ستوجه اليه تهما معدة مسبقا".
وفيما يتعلق بالحوار والجلسة القادمة في القاهرة، اكد ابو اصبع "ان حركة حماس ستبقى تبحث عن ثغرات ومشاكل لافشال الحوار، لانها تسعى فقط للسيطرة على الساحة الفلسطينية وتحقيق مكاسب بحجة انها قاتلت وناضلت، ويجب لجم حركة حماس، والتخفيف من ديمقراطية حركة فتح، لانها سكر زيادة".
وعن الانتخابات الرئاسية والتشريعية المقرر اجراؤها في شهر كانون ثاني 2010، قال: "ان خسارة حزب الله كحركة اسلامية في لبنان، وما يجري من اعتراضات في ايران بعد فوز احمدي نجاد، كل ذلك سيلقي بظلاله على الانتخابات وعلى انتخاب الشعب لحركة حماس في الاراضي الفلسطينية".
ورأى ابو اصبع، انه إذا لم تتعلم حركة فتح والسلطة من تجربة غزة، ستصبح هناك مشكلة كبيرة.
وعن اتهامات القدومي للرئيس محمود عباس التي أثارت عاصفة في حركة فتح، قال ابو اصبع: "ان السياسة والتياسة وجهان لعملة واحدة (..) فما دام لديه معلومات منذ 5 سنوات من اغتال ياسر عرفات، لماذا بقي صامتا، فبالتالي اتهاماته وصمته مشاركة في العملية".
واضاف ابو اصبع "انه لا بد من وجود اطراف دولية تدخلت وشاركت مع القدومي في تنفيذ هذه الاتهامات، ولربما هناك وعود له بالحصول على منصب".
وتساءل عن خوف وقلق القدومي من دخول الاراضي المحتلة، "لماذا القدومي قلق من اسرائيل؟، فهو رجل سياسي بامتياز وبعيد عن العمل التنظيمي".