وسط استغراب يهودي وعربي:شيخ بدوي يجوب اسرائيل مطالبا باطلاق سراح شاليط
نشر بتاريخ: 02/08/2009 ( آخر تحديث: 03/08/2009 الساعة: 16:23 )
بيت لحم- معا- متطرفون اسلاميون اطلقوا النار باتجاه منزله في البلدة البدوية الواقعة في النقب "راهط"، وعائلته تنظر اليه كمن اجتاز كل الخطوط، ووالد الجندي الاسرائيلي غلعاد شاليط ينظر اليه كطائر غريب، لكن كل هذه الاهانات والتحديات لم تدرع الشيخ سالم الهذيل من الاستمرار بجولاته في ارجاء اسرائيل حاملا خيمته البدوية، وبعض الاغراضه وحبات البندورة، مطالبا الحكومة الاسرائيلية العمل على اطلاق سراح شاليط.
بهذه العبارات افتتحت صحيفة يديعوت احرونوت تقريرها المطول الذي نشرته اليوم "الاحد" حول نشاط الشيخ سالم لاجل حرية الجندي شاليط .
واضافت الصحيفة بان كل من يدخل الى المركز التجاري "الكانيون" وسط مدينة بئر السبع يشاهد خيمة بدوية مرفوعه على اعمدة خضراء، وفي مقدمها منصة لصنع الفلافل والخبز العربي، مختلفة تماما مع المنظر الحضاري لوسط المدينة، وكل من يلج اليها لمشاهدة ما يجري يشاهد شيخا بدويا بجلباب ابيض وكوفية بيضاء متكيء على فرشة ملونة، ووسائد حمراء ويخدن بشراه سيجارة "برودوي" يطلب فور مشاهدتهم بلغة عبرية قوية وبأبتسامة عربية التوقيع على عريضة تطالب باطلاق شاليط " تفضلوا وقعوا على هذه العريضة لاعادة شاليط".
مراسل يديعوت قابل الشيخ سالم وسأله عن موقف العائلة مما يقوم به فأجابه قائلا" حتى اولادي لم يفهموا لماذا اقوم بذلك، وطوال الوقت يسألونني لماذا تهتم بشاليط اكثر مما تهتم بنا ؟ وانا اقول بان اطفالي يشتاقون الي حين يمر يوما وحدا دون رؤيتي فكيف نوعم الذي لم ير ابنه منذ ثلاث سنوات ".
تحولت خيمة الهذيلة البسيطة من الداخل وقد علتها اعلام اسرائيل، واخرى تحمل رسما لغلعاد شاليط الى محجا للصحفيين الامر الذي اربك سالم الهذيل، الذي لا يحمل سوى كيسا صغيرا في داخله بعض الارغفة العربية وحبات الطماطم، علما بان سالم يعتاش من دخل لا يتعدى 2200 شيكل يصرف اكثر من نصفها على حملته لصالح شاليط التي اثارت استغراب الناس وحتى استغراب والد شاليط الذي قرر نهاية الامر الاجتماع مع الشيخ البدوي الذي تبنى قضية ابنه رغم الصعوبات والمواقف المحرجة التي واجهته .
وقال والد الجندي شاليط معلقا على تصرف الشيخ البدوي الذي وصفه بالطائر الغريب "اعلم بوجود دعم لقضية ابني داخل الوسط العربي لانه وببساطة يدور الحديث ايضا عن اطلاق سراح اسرى فلسطينيين، لكن هذا الشيخ يشكل ظاهرة غير عادية، فقد اعلن بانه سيعمل في منطقة الجنوب من اجل اطلاق سراح شاليط واصدر تصاريحات شجاعه وقوية وكما هو مفهوم نحن سعداء بكل دعم حتى وان كان من وسطا مختلفا عن المؤيدين العاديين الذين يدعموننا ".
ورد والد شاليط على سؤال " في اعتقادك لماذا يقوم بهذا العمل ؟ وقال " لا اعرف دوافعه ولكنني امل بان تكون مشاعره حقيقية وجاءت من واقع تضامنه معنا، واقول هذا ليس لانني تحولت الى رجل كثير الشكوك خلال السنوات الماضية ولكن لان الامر غريب والحديث يدور عن عمل غير مألوف لذلك احاول ان افهم حقيقة دوافعه وما هي مصلحته في ذلك ربما يوجد لديه مثلا تطلعاتن سياسية ".
وبهذا الجواب التشككي بقي سالم الهذيل في دائرة الاتهام والشكوك سواء من بلدته راهط او افراد عائلته ومن يعارضون خطوته لدرجة استعدادهم لاطلاق النار على منزله وحتى والد شاليط لم يسعفه واضفى شكوكا كبيره على حقيقة مواقفه ودوافعه ويبقى السؤال مفتوحا لماذا هذه الحملة التي لم يشهد حتى الوسط اليهودي مثلها ؟ .