في مقابلة مع يديعوت احرونوت: ابو اصبع يرفض الاعتذار لقتلى عملية الساحل
نشر بتاريخ: 05/08/2009 ( آخر تحديث: 07/08/2009 الساعة: 16:22 )
بيت لحم- معا- قضت محكمة عسكرية اسرائيلية بسجنة مدى الحياة 12 مرة متراكمة لمشاركته بعملية الساحل الشهيرة التي وقعت 1978 وادت الى مقتل 36 اسرائيليا وجرح اكثر من 100 اخرين ، بعد سبع سنوات خرج من معتقله ضمن صفقة تبادل الاسرى عام 1985 التي عرفت اعلاميا باسم صفقة احمد جبريل ولو لم تتم عملية تبادل الاسرى لتصدر اسمه حاليا قائمة عمداء الاسرى الفلسطينيين .
انه خالد ابو اصبع ، البالغ من العمر 55 عاما ، رفيق دلال المغربي قائدة عملية الساحل والذي حضر اخيرا الى بيت لحم للمشاركة بمؤتمر حركة فتح السادس الامر الذي اثار موجة من السخط والغضب وحتى التحريض في الاوساط الاسرائيلية السياسية والاعلامية منها .
ورفض ابو اصبع الاعتذار لعائلات قتلى العملية وذلك خلال مقابلة اجراها معه في بهو فندق بيت لحم حيث يقيم الصحفي الاسرائيلي " روني شاكيد" ونشرتها يديعوت احرونوت في ملحقها الصادر اليوم " الاربعاء " حيث قال رفيق دلال " العملية لم تكن تهدف الى قتل اسرائيليين وانما لاخذ بعضهم رهائن بهدف اطلاق سراح اسرى فلسطينيين ان اسرائيل لا تصدر كل عدة سنوات عفوا عاما كما يحدث في الدول الاخرى مثل الاردن وغيرها من الدول والطريقة الوحيدة لاطلاق الاسرى من سجونها كانت ولا زالت صفقات تبادل الاسرى فقط ".
ويحلم ابو اصبع الذي يسكن حاليا في الاردن واشتغل ببيع المثلجات في وقت ما قبل ان يعمل حاليا سائق سيارة اجرة بالعودة الى طولكرم حيث تقيم عائلته الكبيرة وسيكون له سويا مع بقية اعضاء مؤتمر فتح نصيبه في اختيار قيادة فتح الجديدة التي ستنبثق عن المؤتمر اضافة الى تحديد سياسات الحركة بما في ذلك مصير نهج الكفاح المسلح واضاف وهو جالس في بهو الفندق معتمرا على كتفه كوفية فتحاوية مرقطة " انا لست بقاتل واذا ما دهست قطا لن يجد النوم طريقه الى جفوني ".
وقال الصحفي روني شاكيد بان حواره مع ابو اصبع اعاد الى ذهنه المقابلة الصحيفة التي اجراها قبل ثلاث سنوات في سجن غلبوع مع وائل قاسم احد افراد خلية تابعه لحماس عملت في القدس الشرقية ونفذت ضمن عمليتها انفجار الجامعه العبرية حيث قال هو الاخر " انا لست قاتل ولا استطيع قتل حتى هرة صغيرة ".
وعودة لابو اصبع الذي اضاف " نعم انا بطل في عيون ابناء شعبي لقد كنت مقاتلا وليس قاتل ولو كنا ارهابيون لقتلنا كافة ركاب الحافلة التي سيطرنا عليها انا لست نادما ولست اسفا ولا اجد ضرورة لطلب الصفح من ابناء عائلات القتلى اذا اعتذرت اسرائيل للشعب الفلسطيني عن كل شخص قتلته او مذبحه نفذتها ضد ابناء شعبنا سنكون جاهزين لدراسة مبادرة مماثله ".
حتى لا يوجد اعتذار ؟
ج- ومن سيعتذر لاعضاء الخلية الذين قتلوا ؟ لماذا علي الاعتذار للاسرائيليين ؟ اذا ارادت عائلات القتلى اعتذارا او طلبا للصفح عليها التوجه لاهود باراك وللجيش الاسرائيلي . قبل خروجنا للعملية شدد ابو جهاد على عدم قتل الرهائن وان الهدف اطلاق سراح الاسرى .
وبعدد مرور 35 عاما على العملية لا زال ابو اصبع مصمما على قوله بانه اشترك في عملية عسكرية ومعركة مقابل الجيش الاسرائيلي وليس في عملية ارهابية ويشدد بشكل استفزازي والحديث للصحفي على ان القتلى الـ 35 قتلوا بنيران اسرائيلية وقال " لقد تعاملنا معكم باحترام وانا لم اطلق النار في الباص وعلى العكس حاولنا تهدئة الركاب ووزعنا عليهم السجائر واحد افراد الخلية قبل جبين كبار السن من الركاب وحاول تهدئتهم وطلبنا اجراء مفاوضات حول اطلاق سراح الاسرى مقابل ركاب الحافلة والركاب لم يكونوا قتلى كيف تريد منا اطلاق سراح الاسرى دون تبادل ؟".
حين يتحدث ابو اصبع عن العملية ورفاقه تشع عيناه " اتذكر كل لحظة وكل خطوة في هذه العملية والتذكر حين كنت في الجزء الخلفي من الباص واتذكر دلال المغربي تقف بجانب السائق وتأمره بالتوجه الى تل ابيب واتذكر حين اصبت في كتفي وحين خرجت من الباص شاهدت دلال ممدة على الارض وهي جريحه ومدت نحوي بندقيتها وقالت لي " واصل اطلاق النار " .
ويبدو ان القضية الفلسطينية محفورة عميقا في عقل ابو اصبع ليعود معي لعمليات الهاغناه ومنظمة ايتسيل ويقول " علي الاعتذار ؟ وتقديم الاسف؟ هل تعتذر منظمة الايتسيل والهغاناه عن مذبحة دير ياسين ؟"
ما يزال الكفاح المسلح بالنسبة لابو اصبع خيارا مفتوحا ومثله مثل بقية اعضاء مؤتمر فتح يحاول اضفاء عبارات ضبابية على خيار الكفاح المسلح ويحاول اختيار كلمات اكثر ليونة للتعبير عن هذا الخيار وقال " ياسر عرفات وقع معكم اتفاقية سلام بهدف اقامة دولة فلسطينية مستقلة الى جانب اسرائيل واعتقدنا بان اسرائيل ستكون ايضا ملتزمة بالسلام لقد شاهدت المستوطنات وجدار الفصل هذا ليس سلام اذا اصيب مدني او جندي عندكم بطعنة سكين تكون ردة فعلكم قاسية هل تريديون منا ان نقدم لكم الورود حين تتقدمون الينا بالبنادق ؟.
ومع كل ذلك يوضح ابو اصبع كما جميع اعضاء مؤتمر فتح موقفه الملتزم بالسلام ولكن اذا لم يتحقق السلام يقول " انا لا اعرف ماهية الانفجار القادم يكفي اعطونا الدولة التي نريد اخرجوا من داخلنا اعطونا دولة في حدود 67 بما في ذلك القدس هذا ما نريده واذا لم يتحقق ذلك لم نجلس مكتوفي الايدي هناك اتفاق سلام ولكن يوجد لدينا طرق اخرى ".