اليمين الصهيوني سيتراجع عن اعترافه بالله اذا انسحب شارون من غزة
نشر بتاريخ: 23/06/2005 ( آخر تحديث: 23/06/2005 الساعة: 15:15 )
ترجمة معا - بقلم اليكسندر جاكوبسون - عن صحيفة هآرتس
آخر الصرعات كانت ، التهديد في انه اذا ما قامت الحكومة الاسرائيلية بالانسحاب من غزة ، فان الصهاينة المتدينين سوف ينفصلون عن دولة اسرائيل ، اذا كانت هذه هي الطريقة التي سوف تتصرفون بها جزئيا " وليس الجميع " من " المعسكر البرتقالي " الذين يقولون للدولة ان المؤسسات التي تدعم الانسحاب ، والاغلبية العظمى من الشعب كذلك - لم تعد هي - الذي يمثلنا ، وان هذه ليست دولتنا ، ليست الدولة الشرعية لليهود , وان دولة اسرائيل وحكومتها لم تبرهن انها تستحق الثقة من قبل اليمين الديني ، وهي الان تواجه خطر " الطرد " من الواضح ان هؤلاء الذين يفعلوا ذلك هم قلة ، لكن الكثيرين يحذرون من ان هكذا سيناريو قد يحدث اذا ما تدخلت السماء ، واحياناً كثيرة قد تكون التحذيرات المتشائمة هي في الواقع تهديدات لا تحذيرات .
ان هذه التحذيرات من الصهاينة المتدينين هي تهديدات فارغة وعبثية ، فالصهيوني المتدين الذي يمكن ان يسلخ عن الدولة هو عملياً بمجرد انه يفعل ذلك ليس صهيونياً او متديناً ، ومن المشكوك في انه كان كذلك في يوم من الأيام ، ان مجرد التلويح بهكذا تهديد ، يلغي ويدفع عمن يقوم بذلك اي صفة وطنية ، وكل المصطلحات التي يمكن ان يستخدمها هؤلاء او كانوا يستخدمونها في الماضي , وان من الواضح انه اذا قام هذا " الوطني " بتهديد دولته " بالانسلاخ " عنها عندما يعتقد ان دولته تتخذ ما يراه خطوة او قراراً غير صحيح فان ذلك ، فان يعني ان هذا الشخص يعاني من مشكلة فعلية في انتماءه الوطني ....... هنالك ايضاً مخاطر فيما يعرف بانه وطنية ، وقد حذًر البروفيسور يشيعياهو لايبوفتس مراراً من خطورة توزيع وتصنيف الناس واعطاءهم قدسية او حرمة معينة .
المحامي المكلف بالدفاع عن مروان البرغوثي قارن هذا الاخير ب موسى والا فانه كان سيعيد النظر بجدية اذا ما كان القتال ضد اليهود امراً مجدياً من اجل الوصول الى اهدافه المتمثلة في تحقيق شخصيته القومية العربية ، على كل حال ، فان الحقيقة هي ان اكثر العوامل التي تهدد بتدمير اليمين الاسرائيلي هي بعيدة كل البعد عن تقديس الدولة ، او منحها عنصر الاحترام الواجب على كل مواطن ، انهم لا يحترمونها ، ويدوسون قوانينها باحذيتهم ، ويهددون جيشها وجنودها ، وهاهم الان يرفعون شعاراً او بيرقاً جديداً ، انه التهديد بسلخ انفسهم عن الدولة ،
فاذا ما كان لديهم ولاء , قدر ولو قليل من الولاء, ولاء لأي شيء فان هذا الولاء قد يكون لاي شيء لكن ليس لدولة اسرائيل ,لكن ، ماذا ستنفع هلوساتهم ، وهذيانهم " دولة يهودا " في هذا الوسط من العداء في الشرق الاوسط ، بعد ان يقوموا بالانفصال عن اسرائيل لاشك انه ليس هناك من حاجةللقتال على جبهتين ، هل ستحاول " دولة يهودا " الوصول الى اتفاق منفصل مع السلطة الفلسطينية؟ ام انها ستباشر الحوار مع حركة حماس ؟
ان الانفصاليين من اليمين لربما يراهنون على دعم من السماء ، وانهم ربما يحيدون انفسهم عما يجري على الارض ، على أي حال ، فحتى صاحب القدس ، المبارك, لديه نظرة ثاقبة ، فان لم يمنع عملية الانفصال ، كما يحذر بعض الحاخامات باسمه ، فان هؤلاء سوف يسلخون انفسهم عنه ، وهنالك شهرين لمعرفة مدى ما يدّعي هؤلاء المدّعين وبكثير من التأكيد ، من ان الله نفسه سيمنع حدوث عملية الانفصال والا فانهم سوف يقومون ايضاً " بطرده " ، وبالتالي لن يكون لهم اي اعتراف به بعدئذ .......
ان هذا العالم الذي يعيشه هؤلاء الانفصاليين ، عالم مليء بالاكاذيب ، ومزدحم بالهلوسة والهذيان ، وهو عالم مليء بالخداع والتضليل أكثر من ذلك العالم الذي يعيشه اولئك المتنكرين من اليساريين ، فاليسار مثلهم مثل اليمين ، يعيشون في اوهام لها اول ولكن ليس لها آخر .
ان دولة اسرائيل ، لا يمكن لها الا الاستمرار في طريقة عيشها وقيمها الوطنية ونهجها الديمقراطي ، والانفصاليون من اليمين لا يمكن ان يدعوا ان لديهم الحد الادنى من البدائل ، او ما هو افضل مما لدى الدولة التي يعيشون فيها ، والتي يقومون الان بتهديدها لا بل يحاولون تحطيمها .