السبت: 16/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

انفلونزا الطيور.. بين هلع المواطنين.. وخسارة التجار.. وتطمينات الجهات المسؤولة

نشر بتاريخ: 22/03/2006 ( آخر تحديث: 22/03/2006 الساعة: 16:45 )
الخليل- معا- دفعت المخاوف من انتشار مرض انفلونزا الطيور المواطنين في الخليل الى اتخاذ اجراءات وقائية, شملت العديد من جوانب الحياة اليومية, من بينها طريقة تعاملهم مع الطيور, وكذلك تناولهم اللحوم متعمدين الابتعاد عن تناول الدجاج والبيض.

ودفعت المخاوف بعض المواطنين من مربي الدواجن والحمام والطيور المنزلية الى التخلص مما لديهم من هذه الطيور, ودفنها بعيداً عن ساحات منازلهم, أما من لم يقم بذلك ففضل فرض ما يشبه حجراً على طيوره, باغلاق الابواب عليها داخل اقفاصها ومنعها من الطيران أو مغادرة اماكنها.

والى جانب ما يتخذه المواطنون من اجراءات وقائية بسيطة, فإن المسؤولين في المحافظة وعلى رأسهم المحافظ لجاوا الى اصدار بعض القرارات الهادفة الى منع انتقال المرض من خلال حظر استيراد الطيور والبيض من خارج المحافظة, ورغم ذلك فقد ضبطت الشرطة عدة شاحنات كانت تقوم بتهريب الطيور والبيض الى داخل المحافظة, وصادرتها حفاظاً على ارواح المواطنين.

وفي المقابل يقلل البعض من حجم المشكلة, فيما اتهم بعض أصحاب الملاحم ومحلات بيع الدجاج وسائل الاعلام باثارة الهلع والذعر في أوساط المواطنين.

ويقول منذر أبو رجب, صاحب محل لبيع الدجاج والبيض واللحوم المجمدة في مدينة الخليل:" ساهمت الإذاعات بإثارة الهلع لدى المواطنين من خلال المقابلات الميدانية والمفتوحة على الهواء مباشرة", مشيراً الى أن ما يدلي به المواطنون من اجتهادات في وصف المرض واعراضه وسبل الوقاية منه بعيداً عما تقوله الجهات المسؤولة زاد من الطين بلة, حسب رأيه.

وأشار أبو رجب الى إحجام المواطنين عن شراء لحوم الدجاج قائلا: تمكنت اليوم من بيع 30 دجاجة فقط, بعد ان كنت أبيع في اليوم العادي ما بين 100- 150 دجاجة, مرجعاً السبب الى الخوف من انفلونزا الطيور, رغم ما تقوم به دائرتا البيطرة والزراعة من اشراف متواصل على ما يباع من طيور وبيض.

وأضاف أبو رجب أن زبائن محله الدائمين الذين اعتادوا شراء الدجاج والبيض منه, اصبحوا الان يسألونه عن مصدرها, ومن أية مزرعة تم احضارها, مبدياً عدم انزعاجه من ذلك, لان معرفة المواطن بمصدر غذائه امر هام للسلامة, ولمنع ظاهرة تهريب الطيور التي تضر بصحة المواطنين في جميع الاوقات والاحوال.

أما حمدي الهيموني صاحب ملحمة لبيع الدجاج فيؤكد أن بيع الدجاج لديه انخفض بنسبة 95%، رغم إنخفاض اسعارها ليصبح سعر كيلو الدجاج المنظف عشرة شواقل، وكرتونة البيض انخفض سعرها شيكلاً ونصف.

كذلك الحال لدى طارق شاور صاحب محل لبيع الدجاج, فهو لم يعد يبيع اكثر من 10 دجاجات من أصل 200- 250 دجاجة كان يبيعها في اليوم.

ويضيف شارور "خفضنا أسعار الدجاج والبيض، لكن لا يوجد إقبال على شرائهما، الكل خائف، حتى زبائن المحل، يقولون لي الأولاد لا يرغبون بأكل الدجاج".

وفيما يتعلق بالمطاعم, فيؤكد أصحابها أن الدجاج المشوي يبقى على حاله, فيما يزداد الطلب على لحوم الاغنام والابقار.

أبو جمعة السكافي صاحب مطعم في مدينة الخليل يقول إنه لم يعد يبيع في اليوم سوى عشرة دجاجات مشوية، ويؤيده في ذلك الحاج ربيع السكافي وهو صاحب مطعم أيضا فقد باع خمسة عشر دجاجة مشوية طيلة يومه.

ويضيف اصحاب المطاعم أنهم يحاولون تشجيع الزيائن على شراء الدجاج من خلال تخفيض اسعارها, الا أن اقبال المواطنين ازداد على شراء لحوم الاغنام والابقار وساندويتشات الكباب والفلافل.

ويتساءل الحاج ربيع السكافي عن سبب عدم اقبال المواطنين على تناول الدجاج والبيض رغم أن البيطرة والصحة والزراعة تؤكد جميعاً أن فيروس الأنفلونزا يتم القضاء عليه إذا تم طهي الدجاج على درجة حرارة تصل الى 70 مؤية؟, مضيفاً أن الفايروس لم يكتشف في الخليل حتى تحدث كل هذه الضجة حوله.

ويبدو أن بعض أصحاب المطاعم قرروا عدم الانتظار فبادروا الى ادخال بدائل للدجاج , حيث يقول مازن ربيع الجمل صاحب مطعم أبو مازن في الخليل" من الطبيعي ان يخاف الناس من انفلونزا الطيور بعد ان وصل اسرائيل, ولهذا قمنا بدخال اصناف جديدة من الطعام بدلا من الدجاج والطيور التي يتجنب الناس تناولها الان, مثل الكوسا والباذنجان المحشي, ولدينا مناسف ومشاوي كباب، وبهذه الطريقة استطيع تعويض النقص في الطلب على الدجاج".

أما المواطنون فغالبيتهم يؤكدون تجنبهم تناول لحوم الطيور والدجاج, كما يقول المواطن عباس الأعرج مبتسماً أنه لم يتناول الدجاج منذ اعلان اكتشاف المرض في فرنسا قبل عدة أشهر.

من جانبه حذر المواطن وليد مسودي الذي يعمل سائقاً لسيارة عمومية في الخليل من خطورة تهريب الدجاج والبيض من اسرائيل الى داخل المحافظة, واصفاً من يقومون بذلك بالمتاجرين بارواح الناس, مطالباً السلطة ايقاع اقصى العقوبة بحق المخالفين وعدم الاكتفاء بمصادرة شحناتهم المهربة.

من جانبها تؤكد المواطنة أحلام أنها تخلصت من جميع الدجاج الموجود في منزلها, وتوقفت عن تناول البيض الطازج الذي اعتادت على تناوله منذ صغرها من الدجاج الذي تربيه في منزلها.

ولم تخل حكايات المواطنين عن انفلونزا الطيور ووسائلهم في مواجهتها من بعض الطرافة أحيانا, حيث يروي مواطن من بلدة يطا جنوب الخليل أنه عاد الى منزله ليتفاجأ بطفله ابن السابعة وقد قام بخنق جميع الدجاجات التي وجدت في قن تملكه العائلة, مستجيباً لنصائح معلمه الذي حذر الطلبة من مخاطر الطيور وامكانية نقل المرض الى الانسان.

محافظ الخليل عريف الجعبري طمأن المواطنين في المحافظة, قائلا: لا يوجد ما يدعو الى الخوف والهلع, مؤكداً ان فايروس انفلونزا الطيور لم يصل المحافظة, مستنداً الى ما تصدره جهات الاختصاص في دائرتي الزراعة والبيطرة من ارشادات وتعليمات.

فيما أعرب الطبيب البيطري إياد العدرة مدير بيطرة محافظة الخليل، عن انزعاجه من كثرة البلاغات التي تتلقاها الدائرة من المواطنين، حول نفوق طائر هنا او هناك, قائلا:" تصلنا اتصالات عديدة من المواطنين، تدل على هلعهم وخوفهم من المرض، فالمرض لم يصلنا لغاية الآن والحمد لله، ونعمل جاهدين بالتعاون مع المحافظ ووزارة الزراعة والاقتصاد الوطني والضابطة الجمركية والأمن الغذائي والصحة لإحباط أية محاولة لتهريب الدجاج من خارج المحافظة".

وينصح العدرة المواطنين الذين يربون الدجاج والحمام والحبش، بالتخلص منها عن طريق الذبح ووضعها داخل الثلاجة، أو في مكان محكم الإغلاق, بحيث يقدم لهم الخدمة شخص واحد يتبع إجراءات السلامة العامة.