الثلاثاء: 15/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

دراسة حديثة حول"دور الشباب في العمل الطوعي في المؤسسات الفلسطينية"

نشر بتاريخ: 07/08/2009 ( آخر تحديث: 07/08/2009 الساعة: 19:19 )
غزة-معا-أكدت دراسة علمية حديثة تمحورت حول " دور الشباب الفلسطيني في العمل الطوعي في المؤسسات الفلسطينية" على ضرورة دعم ومؤازرة المؤسسات الأهلية ماديا ومعنويا وبشريا وتقديم التسهيلات اللازمة لها.

وحثت الدراسة التي أعدها الدكتور عبد القادر إبراهيم حماد أستاذ الجغرافيا المساعد ورئيس قسم الجغرافيا في جامعة الأقصى بغزة وزارة التربية والتعليم العالي على إدراج مواضيع في المناهج الدراسية حول "العمل التطوعي ودوره في خدمة المجتمع، مع إبراز التجارب الوطنية والعربية والعالمية البارزة.

ودعت الدراسة التي تعتبر من الدراسات الحديثة والرائدة في مجال العمل التطوعي إلى السعي لدى وسائل الإعلام من اجل إبراز أهمية وقيمة العمل التطوعي في المناسبات المختلفة مثل يوم المرأة العالمي، يوم كبار السن، ويوم البيئة وغيرها، وتفعيل دور المدرسة والجامعة والمؤسسة الدينية لممارسة دور اكبر في حث الشباب على التطوع خاصة في العطل الصيفية والإجازات.

ونبه الدكتور حماد في دراسته إلى أهمية تقديم المشورة للراغبين في التطوع بما يناسب استعداداتهم وقدراتهم وميولهم من أعمال تطوعية، وكذلك تقديم المشورة لمختلف المؤسسات فيما يتعلق بخطط التدريب والإشراف، والتنسيق بين رغبات المتطوعين واحتياجات هذه المؤسسات العامة للجهود التطوعي، مع التأكيد على ضرورة تأصيل القيم والمبادئ القومية الوطنية من خلال ثقافة سياسية تعمل على ترسيخ العمل التطوعي وتفعيله بين أفراد المجتمع والمؤسسات.

وحث رئيس قسم الجغرافيا في دراسته على إتاحة الفرصة أمام مساهمات الشباب المتطوع وخلق قيادات جديدة وعدم احتكار العمل التطوعي على فئة أو مجموعة معينة، من خلال التوعية والاتصال المباشر والتثقيف والتدريب وتنظيم الأداء، مع التركيز على تكريم المتطوعين خاصة من الشباب، ووضع برنامج امتيازات وحوافز تشجيعية تدفعهم إلى الانخراط في ميادين التطوع.

وأوصت الدراسة بتطوير منظومة القوانين والتشريعات المنظمة للعمل التطوعي بما يكفل إيجاد فرص حقيقية لمشاركة الشباب في اتخاذ القرارت المتصلة بالعمل الاجتماعي، مع العمل على عقد دورات تدريبية للعاملين في الهيئات والمؤسسات التطوعية مما يؤدي إلى إكسابهم الخبرات والمهارات المناسبة، ويساعد على زيادة كفاءتهم في هذا النوع من العمل.

وشددت الدراسة على ضرورة التركيز في الأنشطة التطوعية على البرامج والمشروعات التي ترتبط بإشباع الاحتياجات الأساسية للمواطنين؛ مما يسهم في رفع معدلات الإقبال على المشاركة فيها خاصة من الشباب، والعمل على إنشاء إطار عام أو "جمعية أو اتحاد المتطوعين الفلسطينيين" يأخذ على عاتقه تنمية العمل التطوعي وتنظيمه ومساعدة المؤسسات والجمعيات الحكومية والأهلية على أداء رسالتها من خلال العمل التطوعي،مع استخدام العمل التطوعي في المعالجة النفسية والصحية والسلوكية لبعض المتعاطين للمخدرات والمدمنين أو العاطلين أو المنحرفين اجتماعياً.

حركة التطوع قوة لحركة نابعة من داخل المجتمع:

واعتبرت الدراسة حركة التطوع في العمل الاجتماعي قوة لحركة نابعة من داخل المجتمع تدفعه وتستثيره نحو الاعتماد على جهود أفراده وجماعاته وموارده المتاحة لمواجهه احتياجات مواطنيه لتقليل درجة الاعتماد على معونة الدولة التي يجب أن تكرس مواردها لمواجهه الاحتياجات القومية الأكثر إلحاحاً، منوهة إلى أن التطوع يعبر عن إرادة وطنية نابعة من تصميم المواطنين في المجتمع على النهوض والمبادئه في مواجهه الصعوبات التي تقف في وجه المجتمع لتحقيق أفضل من الحياة .

وبينت الدراسة أن العمل التطوعي يختزن في واقعنا بعدين أو نظامين الأول هو نظام التكافل الاجتماعي والذي يستند إلى تعاليم الدين الإسلامي المتمثل في صوره المتعددة من توظيف لأموال الزكاة والصدقات لمساعدة الأيتام والمعوزين والمستحقين، والثاني يرتبط بنظام الفزعة وهو النظام الذي يعتمد على التراث الاجتماعي الذي ينحدر في أصوله إلى التكوين الاجتماعي القبلي، وهو نظام نصرة أو نصرة المحتاج.

ونبهت الدراسة كذلك، إلى أن العمل التطوعي يختلف عن السلوك التطوعي، فالسلوك التطوعي هو سلوك عفوي يظهر نتيجة لاستجابة الفرد لظرف طارئ، كإنقاذ غريق أو إسعاف مصاب بحادث، وهذا العمل يأتي تلبية لرغبات إنسانية وأخلاقية صرفة، حركتها ظروف معينة ولا يتوقع من قام بها أن يحصل على أي مقابل مادي لعمله النبيل، أما العمل التطوعي فهو العمل المنظم والدائم والذي لا يرتبط بظرف معين بل يرتبط بقناعة وإيمان بالفكرة والأهداف وأهم ما يميزه أنه عمل إنساني لا يهدف إلى الكسب المادي.

العمل التطوعي يشكل أهم الوسائل المستخدمة لتعزيز دور الشباب:

ورأت الدراسة أن العمل التطوعي يشكل أهم الوسائل المستخدمة لتعزيز دور الشباب في الحياة الاجتماعية والمساهمة في النهوض بمكانة المجتمع في شتى جوانب الحياة، منوهة الى أن خير شريحة ممكن أن تُنجح العمل التطوعي وتعطي فيه باندفاع وحماس، بل وتصل به إلى حد الإبداع والتميّز هي فئة الشباب.

ونبه د. حماد في دراسته إلى أن الشباب خاصة في المجتمعات الفتية مثل الشعب الفلسطيني يمكن أن يساهموا بشكل ملحوظ في العمل الطوعي في المؤسسات والمنظمات الأهلية وغير الحكومية، مما ينعكس بشكل جلي في استغلال الطاقات والموارد المتاحة، وتنمية قدرات هؤلاء الشباب وتوجيهم الوجهة السليمة، حيث تظهر أهمية العمل الاجتماعي التطوعي للشباب، بما يحققه من نتائج كثيرة من خلال تعزيز الانتماء الوطني، وتنمية قدرات الشباب ومهاراتهم الشخصية العلمية والعملية من خلال مشاركتهم في أنشطة المجتمع المختلفة وإعطائهم الفرصة لإبداء آرائهم وأفكارهم في القضايا العامة والشبابية وإبداء الحلول لها .

وتنبع أهمية مشاركة الشباب في العمل التطوعي كونهم قادرين أكثر من غيرهم على فهم مشاكلهم وإيجاد الحلول الأنسب لها. كما أن العمل التطوعي يعزز انتماء ومشاركة الشباب في مجتمعاتهم، وينمي مهاراتهم وقدراتهم الفكرية والفنية والعلمية والعملية، ويتيح لهم المجال للتعبير عن رأيهم في القضايا التي تهم المجتمع والمشاركة في اتخاذ القرارات. كما يساهم التطوع بشكل كبير في سرعة التنمية لما له من جدوى اقتصادية واجتماعية كبيرة.

ويؤدي التطوع إلى التقارب بين كل فئات المجتمع وتماسكها وتنمية الروابط بينها ومساعدة الفئات المستضعفة في المجتمع إضافة للأثر النفسي الكبير الذي يتركه العمل الاجتماعي على الشباب حيث يمنحهم الثقة بالنفس واحترام الذات والشعور بقيمة العمل، وترجمة مشاعر الولاء والانتماء للوطن إلى واقع ملموس، واستثمار وقت الشباب في أعمال نبيلة، إضافة إلى تعزيز الروابط الاجتماعية وتقليص الفوارق الطبقية بين أفراد المجتمع

- العمل التطوعي في فلسطين:

وقال د. حماد أن العمل التطوعي المؤسسي في فلسطين يعود بشكله الحديث إلى النصف الثاني من القرن التاسع عشر، حيث بدأت في ذلك الحين عملية تشكيل المؤسسات الفلسطينية الطوعية التي اتخذت طابع الجمعيات التعاونية والخيرية، كما سيطرت الملامح المدنية على مظاهرها الخارجية وتسمياتها على الأقل، أما العمل غير المؤسسي فقد كان ولا يزال يتخذ شكل " العونة" المعروفة تاريخياً في فلسطين، حيث يهب المواطنون للتعاون مع بعضهم البعض في مواسم الحصاد وقطف الزيتون أو صب سقف البيت ..... الخ.

وأضاف أنه رغم أن الكثير من الجمعيات الفلسطينية الوطنية اتخذت صبغة واضحة مثل " إسلامية" أو " أرثوذكسية" أو " خيرية" ....الخ إلا أن النشاط السياسي لم يكن بعيداً عن غالبيتها وذلك أمر طبيعي لأن الشعب الفلسطيني يخوض معركة مصيرية منذ أواخر القرن التاسع عشر حتى أيامنا هذه .

وربما ليس مبالغاً القول أن المنظمات الأهلية الفلسطينية هي أكثر قطاعات المجتمع الفلسطيني حيوية، وباستثناء فترة ركود أو تعويم صغيرة أعقبت قيام السلطة الوطنية فقد استمرت هذه الحيوية وبوتيرة متصاعدة ابتداء من مراحل الاحتلال المبكرة وحتى الآن .

ورأى أن التغيرات السياسية التي تعرضت لها فلسطين لعبت منذ النكبة الأولى والنكسة التي أحلت بالشعب الفلسطيني دوراً حاسماً وبارزاً في تكوين وتطوير الشباب وبزوغ العمل التطوعي في فلسطين، فقد أخذ نمط العمل التطوعي في فلسطين شكلاً من أشكال النضال ومقاومة الاحتلال، مما صبغ عليه العمل المقاوم الأمر الذي حفز الكثيرين للانخراط في العمل التطوعي .

ولا شك أن التغيرات السياسية والويلات جعلت الشعور الوطني يتنامي لدى الشباب الفلسطينيين نحو مقاومة الاحتلال وتحرير الأرض ومساعدة الشعب في ممارسة حياته. فبدأت تتشكل لجان العمل التطوعي في الأراضي الفلسطينية لتحقيق الوجود الفلسطيني على الأراضي المحتلة، وكان لهذه اللجان دوراً فعالاً نحو تعزيز العمل التطوعي كأحد أهم أشكال العمل المجتمعي في مقاومة الاحتلال.

وكانت أنشطة هذه اللجان تتركز في تنظيم فعاليات كمساعدة الفلاحين في قطف الزيتون وزراعة الأشجار وحملات النظافة في المدن والقرى وتنظيم المعسكرات الشبابية و التطوعية، فمن خلال هذا تشكلت حلقة اتصال بين الشباب في الضفة الغربية وقطاع غزة وداخل الخط الخضر، وبدأت تظهر رموز الحركة الشبابية في فلسطين.

وأشار إلى أنه في فترة الانتفاضة الأولى عام 1987 لعب الشباب دوراً رئيساً فيها والتي شكلت نقلة نوعية لدى الشباب الفلسطيني ليس على مستوى الحس والوعي الوطني فحسب، بل على مستوى الدور المجتمعي الذي لعبوه خلال هذه الفترة حينما ترجموا ولائهم وانتمائهم الوطني لواقع عملي ملموس في خدمة القضية كأرض وشعب ، فأخذ دورهم يبرز بكل قوة في الشارع الفلسطيني، وأصبحوا هم قادة الشارع يقررون الكثير من القرارات التي تحدد مساره، فشكلوا اللجان الشعبية والشبابية في القرى والمدن والأحياء، كما قاموا بتنظيم الفعاليات المختلفة.

وكان للجامعات والكليات الفلسطينية دوراً كبيراً في هذه الفعاليات، فقد كانت مسرحاً للنشاط الوطني والاجتماعي، فلم تكن هذه الجامعات والكليات مجرد أماكن للدراسة، بل كانت خلية من النشاط والحركة والإبداع والمبادرة من خلال تنظيم الفعاليات الوطنية والمظاهرات ضد الاحتلال الإسرائيلي، فقد قامت الأطر الطلابية ومجالس الطلبة بتنظيم المهرجانات الفنية والتراثية السنوية والفصلية وتنظيم العمل التطوعي في قطف الزيتون وكذلك إقامة المعارض الفنية والتراثية الفلسطينية وإحياء جميع المناسبات الوطنية.

وبعد قيام السلطة الوطنية الفلسطينية بدأت مرحلة جديدة من تاريخ الشعب الفلسطيني الذي بدأ يملك وللمرة الأولى السيطرة على جزء من أرضه، فمع قيام هذه السلطة كان للشباب نصيب من تشكيل هذه الوزارات حيث شٌكلت وزارة تعنى بالشباب والرياضة، ثم توالت الكثير من المجموعات الشبابية على إنشاء مؤسسات أهلية وشبابية تخدم الشباب بشكل خاص أو المجتمع بشكل عام، وكانت قيادة هذه المؤسسات من الشباب ، فمع قيام هذه المؤسسات وبزوغ اللبنة الأولى لرؤية قيام الدولة الفلسطينية قد أرتبط الجانب الاجتماعي والإنساني والخيري والاقتصادي والثقافي بالوضع السياسي في فلسطين.

ومع دخول انتفاضة الأقصى عام 2000، بدأ العمل التطوعي يظهر بكل جدارة وقوة في كل الميادين لمواجهه ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من اجتياحات وحصار ودمار وإغلاقات فقدم الشباب نموذجاً رائعةً مع بدايات هذه الانتفاضة في التكافل الاجتماعي والرفض لما يحدث على الساحة الفلسطينية وتنظيم الكثير من الفعاليات الشعبية لتوصيل الصورة للمجتمع العربي والعالمي لما يحدث على الأراضي الفلسطينية، عدا عن تشكيل مجموعات طوارئ من الشباب لتقديم المساعدات الإنسانية والخيرية للمجتمع، ومروراَ بالأحداث المتتالية لهذه الانتفاضة التي راح ضحيتها آلاف الشباب من شهداء وجرحي ومعتقلين.

العمل التطوعي الفلسطيني قدم قيادات شبابية:

وتتضح أهمية العمل التطوعي في فلسطين من خلال تقديمه القيادات الشبابية في المجتمع الفلسطيني من طلاب الجامعات والمعاهد والجمعيات والمؤسسات الأخرى التي كانت تقوم باستمرار بأعمال تطوعية

وبالرغم من أنه لا توجد إحصائيات دقيقة حول نسبة المتطوعين في المجتمع الفلسطيني بشكل عام، والمتطوعين من الشباب بشكل خاص، إلا أن هناك بعض الإحصائيات التي تشير إلى أن 18% من الشباب الفلسطيني هم فاعلين في مؤسسات وأندية شبابية، منهم 40% قد شاركوا في الفترة القريبة الماضية في فعاليات أو مهرجانات أو ورش عمل.

وبالرغم من إقبال الشباب الفلسطيني على التطوع بشكل ملحوظ في العديد من السنوات الماضية إلا أن نسبة المتطوعين الحقيقية متدنية خاصة إذا علمنا أن الشباب يشكل نسبة كبيرة من المجتمع الفلسطيني الفتي، حيث قدر عدد الأفراد في الفئة العمرية ( 10-24) سنة منتصف عام 2005 في الأراضي الفلسطينية بحوالي 1.220.167 فرداً ( بواقع 622.038 من الذكور، و 598.129 من الإناث)، أي ما نسبته32.4% من مجمل السكان، هذا من ناحية فضلاً عن ارتفاع نسبة وقت الفراغ لدى الشباب الفلسطيني، إذ أظهرت بيانات المسح الذي نفذ عام 2003 حول الشباب أن ما نسبته 47.3% من الشباب لديهم وقت فراغ كافي، علماً بأن الإحصائيات أظهرت أن مشاهدة التلفاز أكثر الأنشطة التي تمارس أثناء وقت الفراغ وبنسبة 31.9%، وخاصة لدى الإناث (40.6%)، فيما احتل الالتقاء بالأصدقاء في المرتبة الثانية وبنسبة 15% .

ويكمن التحدي الأكبر الذي يواجهه الشباب في كيفية قضاء أوقات الفراغ بشكل منتج في ظل الضغوط السياسية والنفسية والاجتماعية والاقتصادية التي يواجهونها.

ولا يختلف ذلك كثيراً عن بعض الدول المجاورة حيث أظهرت دراسة أجريت في الأردن أن مشاركة الشباب الأردنيين في مؤسسات العمل التطوعي متدنية وتبلغ أعلاها في الأندية الرياضية 10% وأدناها في الأحزاب السياسية 6ر0 %. وأوضحت الدراسة أن 4ر71% من الشباب الأردني يشعرون بعدم- القدرة على المساهمة في كثير من قضايا المجتمع، وان 6ر62% يعتقدون أن رغبتهم في المشاركة بالخدمة العامة ضئيلة و4ر74% من الشباب غير متأكدين ومتخوفون على مستقبلهم

- أسباب التطوع عند الشباب الفلسطيني :

وعدد د. حماد أسباب التطوع لدى الشباب الفلسطيني التي تعود لأسباب مختلفة تعتمد على طبيعة وسمات الشخصية نفسها وعلى دوافع التطوع، ملخصاً هذه الأسباب في العديد من النقاط من أهمها:

أ‌- ارتفاع نسبة البطالة بين الشباب الفلسطيني خاصة في ظل الحصار الإسرائيلي المتواصل على الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة.

ب‌-حب العمل التطوعي متمثلا في حب العطاء، حب الخير، العمل الإنساني، اخذ دور فعال في المجتمع والرغبة في مساعدة الآخرين.

ت‌- الاهتمام بنشاط أو عمل معين أو التعلم واكتساب الخبرات.

ث‌- قضاء وقت الفراغ بالتسلية والمشاركة بالأنشطة والفعاليات.

ج‌- تكريس الجهد لتحقيق هدف ما.

ح‌- التفاعل الاجتماعي وتكوين أصدقاء جدد.

خ‌- قد يكون التطوع مرده أسباب دينية أو اجتماعية أو تعليمية أوثقافية.... الخ، مثل زيادة فرصة الحصول على عمل والحصول على شهادات خبرة وإثراء السيرة الذاتية.

د‌- الحصول على ساعات العمل التطوعي الخاصة بالجامعة.

ذ‌- الانخراط بالمؤسسات المجتمعية والتعرف عليها.

التحديات والمعوقات التي تعترض مشاركة الشباب الفلسطيني في العمل التطوعي:

وفي خصوص التحديات والمعوقات التي تعترض مشاركة الشباب الفلسطيني في العمل التطوعي، ذكر رئيس قسم الجغرافيا أن هناك العديد من المعوقات التي تعيق وتعترض مشاركة الشباب الفلسطيني في العمل التطوعي، ومن أبرز هذه المعيقات:

أ‌- ضعف الوعي بمفهوم وفوائد العمل التطوعي بين أفراد المجتمع خاصة الشباب منهم.

ب‌-النشأة الأسرية التي تركز على التعليم والمهنة دون زرع روح التطوع لدى الأبناء.

ت‌-عدم اهتمام المدارس والجامعات بتشجيع العمل التطوعي،

ث‌-قلة التعريف بالبرامج والنشاطات التطوعية من قبل المؤسسات الرسمية والمنظمات الأهلية، وعدم تعريف المؤسسات الأهلية والرسمية المتطوعين بالفوائد التي سيحققها عملهم التطوعي.

ج‌- عدم إتباع الجمعيات الأهلية الأسلوب المنظم وطرق مجدية في مخاطبة الشباب

ح‌- غياب التخطيط والدراسات في هذا المجال أدى إلى ضعف تحفيز الشباب للتطوع.

خ‌- قلة تشجيع ودعم العمل التطوعي من قبل الجهات ذات العلاقة.

د‌- ضعف الجانب الإعلامي خاصة في ما يتعلق بالتطوع بشكل عام وتطوع الشباب على وجه الخصوص.

ذ‌- عدم إيجاد أو تقديم حوافز معنوية أو مادية للمتطوعين.

ر‌- وجود بعض الأنماط الثقافية السائدة في المجتمع، والتي تعيق مشاركة الشباب في العمل التطوعي، كالتقليل من أهمية الشباب ودورهم في المجتمع، أو التمييز بين الرجل والمرأة.

ز‌- غياب البرامج التي تبين الأعمال والواجبات التي يقوم بها المتطوع جعل الأشخاص المسيطرين على المؤسسة يفسرون عملية التطوع حسب أهوائهم الشخصية، إضافة إلى سوء التعامل على اعتبار أن المتطوع بحاجة لهم، وعدم العدالة في التعامل مع المتطوعين، وتفضيل متطوع على آخر داخل بعض المؤسسات.

س‌- هنالك أسباب تتحمل مسؤوليتها المؤسسات الحكومية والأهلية تتمثل في عدم السماح للشباب بالمشاركة في صنع القرار داخل المؤسسة.

ش‌- أسباب اجتماعية تتمثل في توجه كثير من المنظمات الأهلية وبعض المؤسسات الحكومية في تفضيل الأقارب والمقربين لشغل الوظائف الهامة على حساب الخبرة والكفاءة، أي احتكار المؤسسة على فئة معينة من الأفراد.

ص‌- أسباب شخصية تتمثل في:

ض‌- الطبيعة الشخصية لدى بعض الأفراد وسلبيتهم في العمل، فتجد البعض يضع كثيراً من الحواجز النفسية أمامه تمنعه من مشاركته التطوعية في المجتمع، وعلى سبيل المثال الخجل والخوف من الفشل.

ط‌- عدم إدراك الشخص بأهمية العمل التطوعي وآثاره الإيجابية.

ظ‌- عدم الشعور بالمسئولية تجاه المجتمع ومؤسساته سواء لعدم الثقة بهذه المؤسسات أو لعدم توافق مهام هذه المؤسسة مع شخصية الفرد واستعداداته.

ع‌- هناك أسباب أخرى تحول دون مشاركة الشباب في العمل التطوعي قد تكون اقتصادية أو اجتماعية أو نفسية….. الخ مثل الإحباط التي يشعر بها الشاب الفلسطيني، نتيجة الأوضاع السياسية الإسرائيلية والحواجز والاغلاقات التي تسبب عدم الاستقرار، وحياة الأفراد في ظل الفقر والبطالة.

غ‌- التفكير السائد لدى بعض الشباب بالهجرة إلى الخارج، مما يجعلهم يبتعدوا عن الأعمال التطوعية، بالإضافة إلى انشغالهم بالأمور الخاصة مثل، العمل لكسب مصروفهم، وتغطية نفقاتهم الجامعية،

ف‌- أسباب سياسية وتنظيمية تتعلق بالأوضاع السياسية السائدة بما في ذلك تفضيل القوى والفصائل الفاعلة على الساحة لعناصر بعينها تنتمي لذات الفصيل للعمل التطوعي في المؤسسات والمنظمات الأهلية التابعة لها أو المقربة منها.

- تراجع العمل التطوعي في فلسطين:

وبالنسبة لتراجع العمل التطوعي في فلسطين قال الأستاذ المساعد في جامعة الأقصى بغزة أنه بالرغم من هذه الصورة المشرقة لمشاركة الشباب الفلسطيني في العمل التطوعي إلا أن فكرة العمل التطوعي بدأت تتراجع شيئاً فشيئاً كظاهرة محلية وكظاهرة عالمية أيضاً، حيث نشرت منظمة الصليب الأحمر الدولي تقريراً في العام 2000 يشير إلى انخفاض عدد المتطوعين من 25 إلى 5.1 مليون شخص .

إلى ذلك، أشارت دراسة بحثية عن العمل التطوعي ودوافعه إلى أن العالم العربي يضم أقل فئة تعمل في مجالات العمل التطوعي هي من 15 إلى 30 عاما.

ولا يوجد أية إحصائيات تشير إلى أهمية العمل التطوعي في جميع الدول العربية والإسلامية، كما توصلت الدراسة إلى مؤشرات تكشف أن الدول الغربية تفوق الدول العربية في كافة مجالات العمل التطوعي، وذلك من حيث المنظمات غير الربحية والأشخاص العاملين فيه، بالإضافة إلى الأرباح التي تدرها، ومساهمة حكومات الدول في ذلك.

وأشارت التقارير إلى أن عدد المنظمات غير الربحية في أميركا بلغ مليونا ونصف المليون منظمة، وثلثها خيرية، و%48 منها قائم على أساس ديني. كما بلغ حجم التبرعات في أحد الأعوام القليلة الماضية 212 مليار دولار، %83 منها لإغراض دينية.

ووصلت موارد المنظمات غير الربحية في هذه الدولة إلى 174 مليار دولار، ويأتي %77.3 منها من الأفراد. في حين يعمل بالمنظمات نحو 90 مليون متطوع (نشاطات دينية، خيرية، اجتماعية) بواقع خمس ساعات أسبوعياً. كما تضم رابطة الجامعات غير الربحية 100 جامعة أميركية فيها تخصصات للعمل غير الربحي وتخصصات في العمل الخيري الدقيق.

وتبين أن نصف الراشدين بأميركا يقومون بأعمال تطوعية، كما اتضح أن عدد المؤسسات الخاصة والخيرية في هذه الدولة يزداد %77 في مقابل %100 للهبات.

أما في إسرائيل فيوجد 35 ألف منظمة غير ربحية، تفوق منظمات العالم العربي والإسلامي وجمعياته، وبلغت التبرعات فيها 11 مليار دولار في سنة واحدة. ويشكل الدعم الحكومي %65.

ولم تختلف الإحصائيات والمؤشرات الإيجابية للعمل التطوعي في كندا، حيث %91 من سكانها الذين تتجاوز أعمارهم 15 عاما يعملون في مجالات العمل التطوعي، وفي ألمانيا %45 ممن تتجاوز أعمارهم 15 عاما كذلك .

تراجع دور الأحزاب السياسية في الحياة اليومية للشعب الفلسطيني:

أما بخصوص تراجع العمل التطوعي في فلسطين فيمكن إجمال أسباب تراجع العمل التطوعي في فلسطين إلى العوامل التالية :

1- تراجع دور الأحزاب السياسية في الحياة اليومية للشعب الفلسطيني والتي استخدمت العمل التطوعي شكلاً من أشكال التعبئة الوطنية والمقاومة.

2- الفهم الخاطئ للتطوع، فالعمل التطوعي من جهة مرتبط بأعمال النظافة فقط، رغم وجود أوجه عديدة أخرى لا حصر لها للتطوع.

3- العمل التطوعي مرتبط بوجود الاحتلال وغياب السلطة الوطنية، الأمر الذي يفسر تأججه إبان فترة الاحتلال، وتراجعه في عهد السلطة الوطنية.

4- غياب قيم ومثل المشاركة وروح الجماعة، والنزوع إلى الفردية إلى جانب غياب روح التطوع عند الكثيرين.

5- الشعور بالاغتراب عن الواقع الحالي.

6- غياب الحوافز التشجيعية التي تأخذ شكل أجرة المواصلات أو وجبات غذاء تتخلل العمل التطوعي.

7- ضعف التنسيق بين المؤسسات الحكومية والمؤسسات الأهلية.

8- مظاهر البذخ التي مارستها بعض المؤسسات الأهلية وقياديوها مما أثر في التوجه نحو العمل.

لكن لا يعكس هذا التراجع في مظاهر العمل التطوعي حقيقة العمل التطوعي في المجتمع الفلسطيني، فقد تعددت مجالاته وتنوعت منذ بداية العقد الأخير، وغدت أكثر شمولاً وتخصصاً ومأسسة .

واختتم د. حماد أنه بالرغم من أن للعمل الأهلي التطوعي في فلسطين تاريخ حافل ينبع من الخير المتأصل في نفوس أهلها والقيم والمبادئ الإنسانية والوطنية المستقرة في وجدانهم، وبالرغم من إقبال الشباب من الجنسين على العمل التطوعي بشكل متفاوت خلال العقود الماضية، إلا أن الشواهد جميعاً تؤكد تدني نسبة الإقبال على العمل التطوعي بين أبناء الشعب الفلسطيني خاصة من الشباب، الأمر الذي يؤكد على ضرورة العمل وتكاثف الجهود لإثارة هذه القضية والعمل معا لتحفيز الشباب الفلسطيني على التطوع.