الأحد: 22/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

تنفيذية المنظمة.. تحشيد فصائلي ضد حماس.. أم تأكيد لشرعية م.ت.ف.. حماس: المنظمة منجز وطني يجب اعادة صياغته

نشر بتاريخ: 23/03/2006 ( آخر تحديث: 23/03/2006 الساعة: 16:34 )
القدس- معا- فيما بدا انه محاولة من اللجنة التنفيذية لـ م.ت.ف, لحشد أوسع اصطفاف فصائلي يمثل فصائل المنظمة في مواجهة ما يوصف بــ " تصلب" حماس ازاء الاعتراف بمنظمة التحرير ممثلاً شرعياً ووحيداً للشعب الفلسطيني, تواصل تباين الاراء بين ممثلي هذه الفصائل وحركة "حماس" ازاء اختصاص اللجنة التنفيذية وشرعية ما قررته بالامس من مطالبة لحماس بتعديل برنامجها السياسي وتضمينه اعترافا صريحا بالمنظمة, في ذات الوقت الذي جددت فيه حماس تمسكها بموقفها الداعي اولا الى اصلاح واعادة صياغة م.ت.ف على اسس ديمقراطية مع تأكيدها على اعتبار المنظمة منجزا وطنيا كبيرا.

ويقول د. عبد الله عبد الله النائب في المجلس التشريعي عن حركة فتح ووكيل وزارة الخارجية سابقاً ان دعوة حماس لاجتماع اللجنة التنفيذية بالامس لم يكن واردا على الاطلاق كونها لاتعترف بالمنظمة ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب الفلسطيني فكيف تدعى الى اجتماع لهيئة من هيئات م.ت ف ترفض الاعتراف بها.

ورفض د. عبد الله الربط بين حوارات القاهرة وما تمخض عنها من قرارات بخصوص تفعيل وتصويب اوضاع منظمة التحرير, وما تشترطه حماس بهذا الشأن, وقال:" حوار القاهرة موضوع مختلف تماما فهو لم يضع منظمة التحرير موضع تساؤل وتشكيك بشرعيتها ومكانتها, وان كان تحدث عن ضرورة اصلاحها", واضاف" لا يجوز لطرف ان يطالب بشيء هو يرفضه".

من ناحيته اكد بشير الخيري ممثل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في اللجنة التنفيذية لـ م.ت.ف ان اجتماع امس لم يكن اجتماع تنفيذية, بل اجتماعاً مشتركاً ضم اللجنة التنفيذية وبعض مسؤولي الكتل البرلمانية, اضافة الى احمد قريع ابو علاء وروحي فتوح, و د. صائب عريقات "وقد فوجئنا كأعضاء في التنفيذية بممثلي الكتل البرلمانية".

واضاف "كان الهدف البحث في تشكيلة الحكومة الجديدة وبرنامجها السياسي, وقد تساءلنا كشعبية في بداية الاجتماع اذا ما كانت اللجنة التنفيذية صاحبة الاختصاص في البحث في تشكيلة الحكومة الجديدة وبرنامجها, او ان المجلس التشريعي هو سيد نفسه ازاء هذه المسألة, وتلقينا اراء مختلفة على سؤالنا هذا, الا ان الرأي الذي ساد- وللأسف- لم يلامسه بيان التنفيذية والذي عمل على تثبيت مواقف الاخيرة من الثوابت الوطنية, ومحاولة عدم افتعال اية ازمة.

الى ذلك شدد الخيري على تمسك الجبهة الشعبية بمنظمة التحرير ممثلا شرعيا وحيدا للشعب الفلسطيني وقال:" نحن نفرق بين قضيتين الاولى: وحدانية تمثيل المنظمة والثانية المواقف القائمة ازاء غياب حماس والجهاد, عن تشكيلة المنظمة رغم مطالبة اتفاق القاهرة بضم هاتين الحركتين, وضرورة تصويب م.ت.ف لما اصابها من أمراض مزمنة.

واضاف:" لدينا رؤيا نقدية ازاء عمل مؤسسات م.ت ف فمجلساها الوطني والمركزي لا يجتمعان الا لاستحقاقات يطلبها الاجنبي, ولو تم التعامل بمسؤولية مع اعادة صياغة وبناء هذه المؤسسة لما وصلنا الى ما وصلنا اليه".

واكد الخيري على ضرورة اعادة بناء م.ت.ف ولجنتها التنفيذية على اسس صحيحة وقال: لا يجوز ان يكون في هذه اللجنة اشخاصاً فرطوا بأحد الثوابت الاساسية وهو حق العودة, خاصة انها هي من تمثل الفلسطينيين في الداخل والخارج وهي التي يفترض ان تحافظ على حقوقهم ومصالحهم.

واضاف فيما يتعلق ببيان اللجنة التنفيذية بالامس, فأن جزءا منه خاصة الموجه الى حماس بشأن برنامجها السياسي وموقفها من خطة اولمرت لا يمثل موقفنا في الجبهة الشعبية بالكامل "لقد اوضحت هذا في اجتماع امس, وقلت لهم في حال الاخلال بما تم الاتفاق عليه, سنقول انه لا يمثل موقفنا بالكامل".

اما خالد سليمان الناطق باسم كتلة التغيير والاصلاح, في الضفة الغربية فقد وصف اجتماع امس بأنه اوسع من اجتماع اللجنة التنفيذية حيث ضم شخصيات مستقلة ورؤساء كتل برلمانية وكان حريا بهم دعوة حماس الى هذا الاجتماع طالما انهم يتحدثون عن م.ت.ف وقال:" نحن لسنا ممثلين بصورة تكفل لنا المشاركة والمساهمة في اتخاذ القرار".

وفيما يتعلق بحقيقة موقف حماس من م.ت اكد سليمان ان المنظمة منجز وطني ويجب الحفاظ عليه واصلاحه, وان يعكس الواقع المستجد, فالقضية ليست مجرد اعتراف بالمنظمة بقدر ما هو تمثيل حقيقي للجميع فيها.

وفي رد له على ياسر عبد ربه عضو اللجنة التنفيذية لـ م.ت.ف والذي دعا حماس الى الالتزام بالثوابت الوطنية تساءل سليمان:" انا لا افهم كيف يمكن ان يكون احد عرابي جنيف داعية للآخرين كي يلتزموا بالثوابت الوطنية".

الى ذلك قال المحامي علي ابو هلال عضو المجلس الوطني الفلسطيني انه كان من المفترض دعوة حماس الى اجتماع اللجنة التنفيذية للمنظمة امس اسوة بباقي من حضروا, مؤكدا في الوقت نفسه ان م.ت.ف هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني بالرغم من حالة الوهن التي تعانيها.

واضاف فيما يتعلق بوجهة نظر حماس من اللجنة التنفيذية ومن ضرورة اصلاح وتصويب اوضاع م.ت ف فهي صحيحة حيث بدا واضحا التباطؤ والتأخير في استكمال حوارات القاهرة بشان تصحيح وضع م.ت ف واعادة صياغة بنائها الداخلي.

لكن ابو هلال أضاف" انه من الخطأ القول بأن م.ت.ف لا تمثل الشعب الفلسطيني لمجرد عدم وجود قوى فلسطينية فيها, فالقضية اكبر من اي تمثيل لاي فصيل, هذا ما أكدته قرارات المجالس الوطنية المتعاقبة, وهو ايضا ما قررته القمم العربية.

وفي تشخيصه للازمة الناشئة بين تنفيذية المنظمة وحماس يقول ابو هلال:" السلطة انشئت بقرار من م.ت.ف وبالتالي فهي المرجعية الوطنية والادبية لكنها مرجعية غير مقننة, اي لا يوجد هناك ما ينص على انها مرجعية السلطة, ولكن غياب النص القانوني في القانون الاساسي والنظام الاساسي للتشريعي هو ما خلق الازمة الحالية.

واعتبر ابو هلال ان اللجنة التنفيذية لـ م.ت.ف غير مسؤولة عن مبادرة جنيف ولا تمثلها بحال, وقال:" ما جرى في اطار جنيف فقط, وهو لا يمثل المنظمة رغم ان من يقف على رأسها عضو في اللجنة التنفيذية وبالتالي فهو يعبر عن وجهة نظرة الشخصية".

واعتبر فضل طهبوب عضو المكتب السياسي لجبهة النضال الشعبي ان الطعن في شرعية م.ت.ف امر في غاية الخطورة, لكنه دعا الى استكمال الحوار الفلسطيني الذي بدأ في القاهرة وصولا الى تنفيذ ما تضمنه اتفاقها الشهير بين الفصائل وقال: لا يمكن تجاوز حماس كقوة فاعلة ومؤثرة ولا بد من تطبيق ما اتفق عليه في حوارات القاهرة.

واكد طهبوب ضرورة الاسراع باجراء إصلاحات وتعديلات جذرية على التركيبة الحالية للجنة التنفيذية والتي لا تمثل جميع القوى الفلسطينية وقال:" لكن اي عملية تصحيح يجب ان تتم من داخل منظمة التحرير وليس من خارجها, ومن خلال اقرار واضح وصريح من حماس بوحدانية تمثيل المنظمة للشعب الفلسطيني.

اما فيما يتعلق بمبادرة جنيف والتي يقف على رأسها ياسر عبد ربه عضو تنفيذية المنظمة قال طهبوب:" مبادرة جنيف لا تمثل بأي حال خط م.ت.ف ومعظم فصائل المنظمة ترفض هذه المبادرة وهي مبادرة دعمت فقط من قبل تيار معين في فتح شجعه الرئيس الراحل ياسر عرفات في حينه على اعتباره تكتيكاً سياسياً.

من ناحيته برر صالح رأفت أمين عام فدا وعضو اللجنة التنفيذية لـ م.ت.ف دعوة رؤساء الكتل البرلمانية لحضور جلسة امس بأنها دعوة لمن يعترف بالمنظمة ممثلا شرعيا وحيدا للشعب الفلسطيني.

وقال:" لأن حماس ترفض الاقرار بهذه الوحدانية فلم تتم دعوتهم وعلى كل من يريد ان يشارك في مؤسسات المنظمة ان يعترف اولا ببرنامجها السياسي, وبوثيقة الاستقلال وبدون ذلك لا يمكن مشاركة اي فصيل.

وشدد رأفت على ان الاعتراف ببرنامج م.ت ف لا يعني طلباً بالاعتراف باسرائيل, وقال: هذا البرنامج وضع عام 1988 اي قبل اتفاقات اوسلو وليس بالضرورة من اي حكومة او فصيل الاعتراف باسرائيل".

واضاف قبل ان تتحدث حماس عن احداث تغييرات واصلاحات في المنظمة عليها اولا ان تعترف بها.

واعاد رأفت تأكيد ما قاله آخرون بأن اللجنة التنفيذية لـ م.ت.ف لم توافق على الاطلاق على مبادرة جنيف فهذه المبادرة مسؤولية فردية يتحملها ياسر عبد ربه وهي وجهة نظر لا يعاقب عليها.