الإثنين: 16/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

الى هولندا.. فيلم يتضمن لقطات إباحية يعرض على المتقدمين بطلبات الهجرة لفحص قدرتهم على التأقلم بالبلاد

نشر بتاريخ: 23/03/2006 ( آخر تحديث: 23/03/2006 الساعة: 19:24 )
معا - نيويورك تايمز - بدأت هولندا أول من أمس العمل بنظام جديد يخضع الأشخاص الراغبين في الهجرة إليها لما يشبه الامتحان، لمعرفة قدرتهم على التأقلم مع القيم الليبرالية في هولندا.

ويتضمن الامتحان اثبات التحدث بشيء من اللغة وأمر آخر مثير للجدل: مشاهدة لقطات إباحية دون اظهار الشعور بالصدمة.

وأشار معارضو سياسات الهجرة المتشددة التي تنتهجها الحكومة، الى ان الفيلم، المصور في قرص «دي في دي» ويمثل واحدةً من المواد المتعلقة بالاختبار الجديد، محاولة من الحكومة الهولندية لتثبيط العازمين على الهجرة الى هولندا من الدول المسلمة بفعل الاستياء الذي تثيره المشاهد لديهم.

إلا ان سياسيين هولنديين، وخصوصاً مسؤولين بوزارة الهجرة، نفوا هذه الاتهامات، واكدوا ان الفيلم، الذي يحمل عنوان «الى هولندا»، هو عبارة عن وسيلة تعليمية تساعد الاشخاص الراغبين في الهجرة الى هولندا، بطريقة أمينة وصادقة، على التعرف على نمط الحياة في البلاد.

وتقول ايان هيرسي علي، البرلمانية الهولندية الصومالية الاصل،" ان الفيلم يهدف الى تقديم هذه الصورة للأشخاص الذين لم يزوروا هولندا حتى يدركوا جيدا ان هذا امر طبيعي تماما وألا يصابوا بالصدمة او الدهشة لدى وصولهم".

إلا ان عبدو منيبي، رئيس شركة «امسيمو»، وهي مجموعة مصالح مغربية في هولندا، اعتبر "ان الفيلم نموذج آخر على نية السلطات الحد من تدفق المهاجرين وعلى وجه الخصوص المسلمين من دول مثل المغرب وتركيا.

ويعفى من الخضوع لهذا الامتحان مواطنو بعض الدول مثل الولايات المتحدة والدول الأعضاء في الاتحاد الاوروبي.

وتطبق في هولندا حاليا سياسات هجرة، تعد الاكثر تشددا في القارة الاوروبية، وهي سياسات صيغت خلال فترة توتر اجتماعي متصاعد عقب اغتيال السياسي الهولندي المناهض للهجرة بيم فورتيون والمخرج السينمائي ثيو فان غوخ الذي اعد مع ايان هيرسي فيلما ينتقد وضع المرأة في الدول الإسلامية.

وكانت الحكومة الهولندية قد اتخذت قرارا برفع متطلبات الدخل والسن بالنسبة لمجموعات محددة من المهاجرين، في اطار مساعيها لخفض نسبة تدفق الشابات المسلمات اللائي يصلن الى هولندا من دول مسلمة في إطار الزيجات التي يجري ترتيبها بواسطة الأسر.

وأعرب مسؤولون عن قلقهم ازاء عدم تحدث ما لا يقل عن 600 الف مهاجر اللغة الهولندية بصورة جيدة.

وتجدر الاشارة الى ان الاوضاع السكنية المتردية والبطالة المرتفعة بين الاقليات تساهم في التوتر العرقي في بعض المدن الكبرى، حيث تنتشر حوادث العنف ضد اليهود والمثليين، وهو ما يثير القلق.

وينفي المسؤولون الهولنديون ان فيلم «إلى هولندا»، او القانون الجديد عموماً، يهدفان الى الحد من وصول مزيد من المهاجرين المسلمين. ولكنهم يصرون على انهم يريدون من كل المتقدمين للهجرة معرفة ما اذا كان بإمكانهم التأقلم مع واحد من أكثر مجتمعات العالم انفتاحا.

وقالت مود بريدرو المتحدثة باسم وزيرة الهجرة ريتا فيردونك «ان فكرة اننا نريد صدم المسلمين امر غير صحيح. ليسوا مضطرين لقبول الشذوذ، لكننا نطلب منهم احترام حقوق الآخرين. هذا بلد حر».

والفيلم يعبر بصراحة عن واقع الحياة في هولندا. فإضافة الي مشاهد العري والمثلية، يدور الفيلم في حي فقير تعيش فيه نسبة عالية من الاجانب، كما يتضمن الفيلم مقابلات مع مهاجرين لا يصفون الهولنديين بصفات جيدة، كأن يشير إليهم البعض في أكثر من مشهد بأنهم «باردون» و«متباعدون».

ويحذر الفيلم، من ناحية أخرى، من ازدحام الطرق ومشاكل الاندماج، والبطالة، بل وحتى من احتمال تعرض هولندا، الواقعة تحت سطح البحر، الى فيضانات. ويعرض الفيلم من الجانب الآخر بعض قصص نجاح المهاجرين، الا ان الصحيفة سخرت من الامر وقالت "ان مكتب السياحة سيدين الفيلم بأكمله".

لكن بريدرو قالت «ان الفيلم لا يهدف الى السخرية من انفسنا او من الاشخاص الذين يريدون القدوم الى هنا. الناس في حاجة الى معرفة نوعية البلد التي سيأتون اليها. وعليك معرفة بعض الشيء عن القيم هنا، مثل حقيقة استمتاع الرجل والمرأة بنفس الحقوق».

ولمعرفتها بأن مشاهد العري التي تضمنها الفيلم محظورة في بعض البلدان، أعدت السلطات الهولندية نسخة اخرى من الفيلم بدون مشاهد فاضحة.

لكن حتى النسخة المنقحة، تناقش مواضيع متعلقة بالعري والمثلية، لاحتمال تعرض المهاجر الى سؤال بخصوصها في الامتحان، كما اوضحت بريدرو. الا ان هيرسي علي لا تفهم لماذا اثار الفيلم مثل هذه الضجة، وقارنته بالتحذيرات على المنتجات الاستهلاكية التي تظهر في الولايات المتحدة.

وأضافت قائلة: «عندما كنت في نيويورك في الآونة الأخيرة، كانت هناك لوحة صغيرة في مواجهة المصعد المتحرك: انتبه، يمكنك السقوط. هذا الفيلم يحمل رسالة مشابهة»، مشيرة الى ان بعض من يشاهدون الفيلم ربما لم يشاهدوا من قبل مثليا او مشاهد عري. وخلصت موضحة: «هذا فيلم لمن لا يعرف».