الأحد: 17/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

حماس ... و فكي الكماشة بقلم عماد فريج _ كاتب صحفي من رام الله

نشر بتاريخ: 24/03/2006 ( آخر تحديث: 24/03/2006 الساعة: 19:03 )
معا : نجحت فصائل منظمة التحرير الفلسطينية و على راسها حركة فتح ، في وضع حماس بين فكي كماشة . فمن جهة رفضت اللجنة التنفيذية للمنظمة برنامج حكومة حماس و طالبت باجراء التعديلات عليه ، و من جهة اخرى تنحت الفصائل عن المشاركة في حكومة تشكلها حركة حماس . و يبدو ان حماس وقعت في ورطة حقيقية على الرغم من تاكيدات الحمساويين انهم قادرين على قيادة دفة حكومة منفردين ، الى جانب مجموعة من التكنوقراط .
و تكمن الورطة في قلة الخبرة التي يملكها قياديي الحركة في العمل السياسي ، و تجلى ذلك في التصريحات المتناقضة داخليا و خارجيا ، اضافة الى البطء في التعامل مع القضايا البرلمانية داخل اروقة المجلس التشريعي و تمضية الوقت داخل الجلسات في النقاش على صياغة احرف و كلمات بيان !!!
و بعيدا عن الحكومة ، فان المجلس التشريعي مقبل على خلافات نارية بين نواب فتح و حماس ، فالفجوة بين فكر و منهجية الطرفين واسعة و مرشحة بالازدياد عند طرح قضايا حساسة و مصيرية للشعب الفلسطيني . و يبرز دور الرئيس محمود عباس الذي يتعرض لضغط امريكي و اوروبي لثني حماس عن مواقفها و تشدداتها ، كما يتعرض لضغط داخلي من الشعب الفلسطيني حتى يبقى وفيا بالتزاماته التي انتخب من اجلها .
و جاء اقتحام الاحتلال لسجن اريحا و اختطاف سعدات و رفاقه ليلقي مزيدا من الضغوط على السلطة و رئيسها . و لكن الرئيس ابو مازن استطاع بحنكته ان يوفق بين جميع المتغيرات من خلال اعطاء زخم اكبر لدور منظمة التحرير القديم الجديد ، و برنامجه الذي انتخبه الفلسطينيين من اجله كفيل بان يضمن له القوة في السيطرة على جميع التطورات . و تتعدد التساؤلات في هذه المرحلة ، فهل نحن مقبلون على حل السلطة و اعادة البريق للمنظمة لتلعب دورها ؟ ام نحن امام مواجهة بين المؤسسة التشريعية و الرئاسية تشهد تنازع على السلطات ؟ ام نحن امام خلافات فصائلية داخلية تعطي المجال لاسرائيل لتمرير مخططاتها ؟
الاجابات على تلك الاسئلة صعبة ، و لكن الايام المقبلة ستجعل الرؤية اكثر وضوحا حيث سيمنح التشريعي و بصورة شبه مؤكدة لحكومة حماس وبرنامجها ، و ستفرز الانتخابات الاسرائيلية برلمان و حكومة جديدة ستكون في الغالب متشددة . و يضعف كل ذلك من احتمالية تحقيق السلام لشعوب المنطقة خلال فترة قصيرة . ويبقى الشعب الفلسطيني الخاسر الاكبر ، فهو من جهة يرزح تحت الاحتلال و يتعرض للمعاناة و القتل يوميا ، و من جهة اخرى يخشى من تصدع جبهته الداخلية و تبلورات صراعات بين الفصائل الفلسطينية لن يجني منها سوى مزيدا من المعاناة .