الأحد: 08/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

السلفية الجهادية في غزة: تعددت الأسماء والفكر واحد

نشر بتاريخ: 15/08/2009 ( آخر تحديث: 15/08/2009 الساعة: 18:03 )
غزة -تقرير خاص معا- بعضها حمل اسم "جند الله" سبقتها العديد من المسميات كأنصار بيت المقدس، والتوحيد والجهاد وجيش الإسلام وجند محمد وغيرها ولكنها في نظر المحللين وجوه عدة لعملة واحدة تفكيرها سلفي جهادي مرتبط بظروف عدة نشأت بعد حالة الحصار المفروض على قطاع غزة مباشرة.

أما خطورتها فهو رغم قلة عدد معتنقيها في قطاع غزة إلا أنها قابلة للانتشار فكرياً بين أوساط الفتية والشباب عدا عن أنها تحمل السلاح وتستعد لاستخدامه مستبيحة الدماء والأموال بما يندرج تحت الفكر التكفيري للآخرين الذين لا يعتنقون هذا الفكر.

الفكر السلفي الجهادي كما يقول المحللون يميل للتشدد إلى حد كبير رغم انبثاقه من رحم الجهاد إلا أنه أصبح متشدداً في علاقاته مع الآخرين وفي علاقاته البينية كذلك كما يقول د.وليد المدلل الخبير في شؤون الحركات الإسلامية من قطاع غزة والذي أكد أن هذه الجماعات ظهرت مع الحرب على أفغانستان ولم تكن حينها تحمل اسم السفلية الجهادية بل أخذت هذا الاسم بعد الحرب على أفغانستان وكان من أكثر المجاهدين شهرة الشيخ عبد الله عزام الذي نال وافرا من الحب والاحترام بين مختلف التيارات الجهادية وكان أكثر قرباً للشباب واقترب تفكيره من الفكر السلفي إلا أنه لم ينخرط فيه بالكامل حيث كان من حركة الإخوان المسلمين المجاهدين ودعا حينها لإقامة الدولة الإسلامية على الأرض وعدم إبقاء ذلك مجرد أمنية.

وعن الاختلافات بين هذه الجماعات وحركة الإخوان المسلمين يقول المدلل إن حركة الإخوان تعرف نفسها على أنها معتدلة ووسطية وتأخذ وسطية الإسلام تشريعياً وتربوياً في حين تميل الجهادية السفلية للتشدد وتصل إلى حد إخراج الناس من الملة وتكفيرهم واستباحة دمائهم وأموالهم.

وكما يقول المدلل فإن هذه الجماعات بدأت تتطور بحسب شيوخها ووصلت إلى نقطة متقدمة في أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2000 وما كان لهذه الأحداث من تداعيات حيث كسبت حضوراً كبيراً ولم تتوقف داعية إلى إقامة الحكم الإسلامي ومقاتلة الأعداء.

نشأتها بغزة:
ولا يختلف الواقع في قطاع غزة عن الواقع الإقليمي والدولي فهو مرتبط به ارتباطا فكريا وثقافياً، فالمشهد بالقطاع ليس بعيدا عن المشهد الدولي كما يقول المدلل وان الحالة هنا ليست استثناءً فيما ساعدت ظروف وعوامل سياسية وعسكرية على نشأة الجماعات السفلية بالقطاع.

ومؤخرا فقد ساعدت الحرب على غزة على تبني الفكر السلفي الجهادي وأدت لتفريغ هذه الأفكار على الساحة الفلسطينية فيما ترابطت عوامل مختلفة على اعتناق الفتية والشباب لهذه الأفكار ومنها حالة التأزم السياسي وغياب أفق الحل السياسي وحالة البطالة والعوز والفقر المنتشرة بين أوساط القوى العاملة عدا عن الحصار المفروض على القطاع منذ قرابة عامين ونصف بالاضافة إلى تدخل أطراف اقليمية ودولية لحل حالة الانقسام السياسي بالقوة وساعد على إذكاء ونمو هذا الفكر الجهادي اتهامات حماس لهذه الجماعات ومحاربتها.

ويرى المدلل انه لا مستقبل لهذه الجماعات وأنها تمثل سحابة صيف وظاهرة في طريقها للتلاشي إلى إذا ساعدت أطراف إقليمية ودولية على تغذيتها بالسلاح والعتاد او استغلها الاحتلال وساعد على نموها لشغل الفلسطينيين بالصراعات الداخلية.

ويقول المدلل أن المجتمع الفلسطيني في غالبيته مجتمع معتدل ووسطي وأن أفكار هذه الجماعات فردية ومتعلقة بأشخاص ولا يمكن معالجتها باستخدام العنف بل بالمراجعات الفكرية وأن المقاربات العسكرية والأمنية ستفشل فشلاً ذريعاً في مواجهتها كما فشلت الحرب الأمريكية على افغانستان والعراق.

وحسب مصادر متعددة لوكالة معا فإن أتباع هذه الجماعات هم العشرات من الفتية صغار السن ولكن الخطورة تكمن في حملهم السلاح والفتوى باستخدامه لإصلاح ما تراه هذه الجماعات معوجاً.

ابو النور المقدسي وعبد الله المهاجر:
ويقود هذه الجماعات في قطاع غزة الشيخ عبد اللطيف موسى وهو مدير عيادة برفح، ويلقب نفسه بأبي النور المقدسي وكان في خطبة يوم الجمعة من على منبر مسجد ابن تيمية قد أعلن عن ولادة الإمارة الاسلامية في أكناف بيت المقدس، داعياً حركة حماس والحكومة المقالة إما أن يطبقوا شرع الله ويقيموا الحدود والأحكام الإسلامية أو يتحولوا الى حزب علماني تحت مظلة الإسلام"- كما قال.

وقد لقي المقدسي مصرعه بعد يوم من دعوته هذه أثناء تحصنه مع مساعده أبو عبد الله السوري الملقب بأبي عبد الله المهاجر وهو خبير بالشؤون العسكرية كان قد قدم لقطاع غزة وانفصل عن حماس بعد دخولها في الخط السياسي والعملية الانتخابية.

وكانت جماعة أنصار جند الله "السفلية الجهادية" قد أعلنت قبل يومين في بيان صحفي صادر عنها عن فشل أمن المقالة باعتقال ابو عبد الله المهاجر يوم الاثنين الماضي أثناء خروجه من المسجد بعد أداء صلاة الفجر، مشيرة إلى أن ما منع اعتقاله هو ارتداء حرسه الخاص لأحزمتهم الناسفة وإشهارهم السلاح بوجه القوة الشرطية.

ودخلت العلاقة بين الحكومة المقالة وهذه الجماعات مراحل شد وجذب حيث اتهمت هذه الجماعات أمن المقالة باعتقال العشرات منهم في خان يونس قبل شهرين ومحاولة اعتقال لعدد من المرابطين على الحدود بعد عودتهم من الرباط.

تفجير المقاهي وصالونات الحلاقة:
وينسب لهذه الجماعات تبنيها العنف نحو مظاهر ما تعتبره الانحلال الخلقي في المجتمع الغزي، حيث تبنت عدد من حالات تفجير مقاهي الانترنت والمقاهي العادية وصالونات الحلاقة النسائية خاصة تلك التي يديرها رجال عدا عن تفجير أخير نسب لها قامت به في أحد أفراح عائلة دحلان بمحافظة خانيونس أسفر عن اصابة 60 مواطنا بجراح مختلفة.