تحالف السلام الفلسطيني يعقد لقاء شبابيا في رام الله
نشر بتاريخ: 17/08/2009 ( آخر تحديث: 17/08/2009 الساعة: 14:18 )
رام الله- معا- اختتم تحالف السلام الفلسطيني في محافظة رام الله لقاءا شبابيا قياديا ،بمشاركة العشرات من القيادات الشابة من ناشطي العمل الشبابي وشبيبة السلام في محافظات الوطن.
وناقش المشاركون في اللقاء الذي عقد تحت عنوان "الشباب والفراغ السياسي..غياب القدوة "، ورقة عمل تحدث من خلالها ساهر موسى مدير البرامج في تحالف السلام عن فشل السياسة الموجهة للشباب وعن حالة الفراغ السياسي، وغياب الثقافة السياسية لدى الشباب الفلسطيني مع أن هذه الثقافة هي خط الدفاع الأول لحماية الشباب من التطرف والانحراف الأخلاقي ومن السلبية وفقدان الولاء".
وأضاف موسى أن الشباب الفلسطيني يعاني من الحيرة والتوهان وفقدان الاتجاه إلى حد فقدان الأمل في حالات عديدة ، والحل الوحيد للخروج بهم من هذه الحالة هو إقامة جسور التلاقي بين الأجيال والتيارات والقوى السياسية والمدارس الفكرية على تنوعها.
وذكر أن انصراف الشباب عن الاهتمام بالشأن العام هو تحذير من استمرار القصور في التنشئة السياسية للشباب التي تشمل التعليم السياسي والتدريب على حقوق وواجبات المواطنة وتعميق الشعور بالولاء والانتماء وغرس الإحساس بالمسئولية الاجتماعية والاستعداد للخدمة العامة وللتضحية من اجل الوطن.
وشدد على أن ما تكشف عنه الدراسات يؤكد وجود فراغ سياسي وعدم التوجه لقضية وطنية كما يدل أيضا على وجود فراغ ديني وضعف الثقافة الدينية الصحيحة لدى نسبة كبيرة من الشباب وهذه التربة الخصبة للتطرف السياسي والديني، معزيا هذه الحالة لثلاث أسباب رئيسية يتمثل السبب الأول في تراجع دور أجهزة التنشئة الاجتماعية والسياسية خصوصا أجهزة رعاية الشباب والإعلام والتعليم، والسبب الثاني هو غياب الحوار والتفاعل الحر بين الكبار والشباب وعدم إصغاء كل طرف للآخر، والسبب الثالث أن المدرسة والجامعة لم يعد لهما دور في التربية ولم تعد فيهما برامج لتدريب الشباب على الديمقراطية والتفاعل مع قضايا المجتمع، ولا حاجة إلى تكرار الحديث عن نتائج التعليم بالتلقين التي حولت عقول الشباب إلى آلات للحفظ والاسترجاع وعطلت ملكة التفكير والإبداع، وتساءل إذا كان الطلبة لا يشاركون في اتخاذ القرارات المدرسية والجامعية فكيف يمكنهم أن يشاركوا بعد ذلك في القرارات التي تتعلق بالقضايا العامة؟
كما وتحدث موسى عن فشل السياسة الموجهة للشباب في فتح آفاق أمامه، تمكنه من الفهم والمشاركة وإدراك مواقع أقدامه على خريطة المستقبل، فشلت في منحه التكوين الذي يجعله عضوا فاعلا في المجتمع وليس مجرد كائن مشلول، يبحث عن نفسه وعن قدوته بلا جدوى، وقال "..، مادمنا قد اخترنا النظام السياسي القائم على تعدد الأحزاب والانتخابات العامة فلن يكون لهذا النظام فاعلية بدون إعداد وتدريب الأجيال الجديدة لتكون أفضل واقدر من الجيل الحالي وهذا هو معنى التقدم إلى الأمام وان يكون كل جيل أفضل ممن سبقه".
وأكد أن التاريخ لا يعرف مجتمعا لعب فيه الطلبة دورا طليعيا مثلما حدث في فلسطين وتلك حقيقة ولكن هذا الدور تراجع في الآونة الأخيرة بصورة واضحة فأصبحت الجامعات كواحدة من مؤسسات تجديد النخبة تعانى من تضخم الأبنية على حساب وظيفتها التربوية وتتعامل مع الشباب بأساليب التعبئة والمشاركة الشكلية ، وأصبح جيل الشباب يجرى إعداده بطريقة لا تساعد على تكوين الوعي والقدرة على العمل العام في الاتجاه السليم.
وشدد على انه لا غنى عن تربية الشباب تربية سياسية كما تفعل الدول الليبرالية التي تمثل القدوة في التعددية السياسية مع مراعاة ظروفنا وخصوصية مجتمعاتنا.
وحول موضوع غياب القدوة الشبابية قال موسى أن الشباب الفلسطيني يعانى من فقدان القدوة في حياتهم، وهم يشعرون بمرارة إزاء حالهم ، وذلك يعود إلى عدة أسباب، أولها مجمع عليه وهو الاحتلال الإسرائيلي وسياساته ، إضافة إلى أزمة البناء البشري للجيل الفلسطيني، وأيضا انهيار القيم الأخلاقية والاجتماعية وعدم وجود جهات حكومية أو أهلية لتنمية القدرات وصناعة القدوة في مختلف المجالات، مضيفا أن الدراسات والأبحاث تؤكد على أن الانقسام الفلسطيني وغياب أي أفق سياسي أدى إلى التأثير على تخطيط الشباب لمستقبلهم وتحويل في تطلعاتهم نحو الحياة والمستقبل.
واختتم مداخلته قائلا "..، إن صوت الشباب المدوي يصلنا في كل لحظة، عبر العنف حينا وعبر الهروب حينا وكأنه يدق الأجراس التي تستغيث، تحذر وتهدد..فهل من مجيب؟.