حلم تحقق**بقلم :عبد الفتاح عرار
نشر بتاريخ: 18/08/2009 ( آخر تحديث: 18/08/2009 الساعة: 20:31 )
الخليل - معا - قرار صائب انتظرناه طويلا هو ما اتخذه اتحاد الكرة بعد وضع الية الدوري للموسم الحالي واعتماده نظام المرحلتين لنخطو بذلك خطوة جديدة اخرى ونتخلص من وصف كان يلازم الكرة الفلسطينية وكنا نجد له مبررات جمة تتمثل في عدد الفرق والاحتلال والعوائق المادية وقلة الكادر التحكيمي. اما الان فان الدوري الفلسطيني بعد قرار الاتحاد اطلاقه من مرحلتين اصبح من اقوى المسابقات في المنطقة.
فمن الان تستطيع الفرق ممارسة حقها باللعب على ارضها وتستطيع الجماهير الفلسطينية ان تناصر فرقها في ملاعبها وهذا ما كانت محرومة منه. كما سيعود ذلك بالفائدة على المنتخب الوطني فقلة عدد الفرق وشدة المنافسة وطولها عناصر رئيسية من عناصر تطور المنتخب وتطور اداء اللاعبين. نعم استطاع الاتحاد ان يذلل كافة الصعوبات التي حالت دون انتظام دوري فلسطيني بشكل طبيعي فاصبح له وقت محدد لا يتغير واصبح عدد الفرق معقول وتجاوزنا مسالة عراقيل الاحتلال بالاصرار واصبح لدينا كادر تحكيمي مقنع يستطيع الوصول بالدوري لبر الامان كما فعل في بطولتي الكاس والدرع.
واصبحت الاندية كذلك تتلقى نوعا من الدعم يساعدها خلال مشوار البطولة. انني مع اولئك الذين يقولون اننا لم نصل بعد الى ما نصبوا اليه وهو زيادة الدعم المادي للاندية وتشييد ملاعب بيتية لكل فريق يلعب في دوري الاضواء وهذا ما سيتحقق ولن يكون بعيدا ما دامت عجلة المسيرة تدور وتلبية الاحتياجات تتحقق وما نحتاجه هو قليل من الصبر. ان ما يحدث من نهضة متسارعة في هذه المسيرة صحح الكثير من الاوضاع الداخلية للاندية فاصبح من يريد ان يدخل مجلس ادارة لاي ناد يفكر الف مرة قبل خوض التجربة لان على من يكون في هكذا موقع ان يدرك حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه. واذا تابعت حديثي اجد ان اللاعب بدأ يخط طريقه لنيل نوع من الانصاف فاصبح يتلقى عائدا ماديا وهذا ما سيجعله يلتزم مع الفريق كونه اصبح مستفيدا وبالتالي يرتفع مستوى ادائه مما يجعل المنافسة تشتد وتأخذ صفة جمالية اكثر تالقا.
وحتى يكتمل تحقيق الحلم بقي ان يواصل الاتحاد مشواره ليصل لدفع الاتحاد الاسيوي والدولي والعربي لاتخاذ القرار الذي نتمناه منذ زمن وهو ان يكون لنا الحق بلعب مبارياتنا البيتية في التصفيات الرسمية على ارضنا وبين جماهيرنا وهذا ايضا ما سيتحقق قريبا نظرا للجهود التي يبذلها ربان السفينة في هذا الجانب والتفاؤل الذي تحقق بعد ان حاز اتحاد الكرة الفلسطيني على ثقة الاسرة الدولية وواصل خطاه بثبات.
فمن الان فصاعدا لن يكون هناك مكان لمن لا يعمل فالميدان مفتوح على مصراعيه لمن لديه القدرة والرغبة في وصل الليل بالنهار واعداد الكوادر وتشكيل الطواقم من اجل البقاء في الساحة. الساحة التي اصبحت للعظماء والمخلصين فقط ولا يوجد فيها مكان لأولئك الذين يبحثون عن منصب شرفي. وهذا كله تحقق بفعل قيادة حكيمة رسمت استراتيجية بعيدة عن كل المصالح الشخصية والصراعات السياسية فتحقق الحلم وبانتظار ان تتحقق بقية الاماني ولن يكون ذلك بعيدا فنحن على الطريق الصحيح وما نحتاجه لا يتعدى شئ من الصبر ومساندة للاتحاد الذي اخذ على عاتقه تغيير واقع كان مظلم لبصر النور بقوة لم يكن يتوقعها اشد المتفائلين.