الإثنين: 23/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

كتب المحرر السياسي: القصف "الحلال" للبيت الحرام!

نشر بتاريخ: 20/08/2009 ( آخر تحديث: 22/08/2009 الساعة: 16:07 )
بيت لحم- معا- كتب ابراهيم ملحم- بعد الظهر، وقبل العصر، كانت الولادة ، وكانت الوفاة ،لامارة ،قضت تحت انقاض مسجد لم يشفع له انتسابه الى العالم الجليل، شيخ الاسلام ابن تيمية ،من تجنب القصف بالاسلحة الرشاشة ، بعد ان لاذ اليه الامير و جنده من" انصار الله "، قبل ان تراق دماؤهم، التي حرم الله الا بالحق في محرابه وعلى سجادة الصلاة فيه.

قصة موت امارة عبد اللطيف موسى، في بيت يذكر فيه اسم الله بالغدو ، والاصال،تطرح عاصفة من الاسئلة، حول المآل الذي بلغته حركة حماس في التعامل مع خصومها السياسيين ،والايديولوجيين،وخارطة الطريق التي ستسلكها الحركة خلال المرحلة المقبلة.

ولعل اكثر الاسئلة التي تبحث عن اجابات، تحت انقاض مسجد ابن تيمية ،هي تلك الرسائل التي ارادت حماس توجيهها، من خلال هذا الاستخدام المفرط للقوة، بحق مجموعة نمت، وترعرعت تحت عباءتها، وفي كنف مدرستها الفكرية ، وما اذا كانت تلك الرسائل، قد وصلت لكل من يهمه الامر ،وماهية الردود التي تلقتها الحركة على نقيع تلك الرسائل الدامية.

قد تكون بعض الاجابات على اسئلة" ابن تيمية " قد دفنت ،مع من دفنوا تحت انقاض المسجد الذي زنره الرصاص من جهاته الاربع، لكن بعضها الاخر يظهر ان تلميحا ،او تصريحا ،في ثنايا اللغة المرتبكة، والروايات الرخوة ، التي ظهر بها المتحدثون باسم الحركة ، وهم يستحضرون خطاب الانظمة الرسمية في تبرير قتل، وجرح العشرات، في عملية ، قوبلت بالادانة من قبل العديد من الحركات الاسلامية ، والكتاب الاسلاميين المتعاطفين مع الحركة.

ان ما جرى في رفح، يكشف مازق الحركة وضيق صدرها ، ويستحضر في الوقت نفسه ، ما يواجهه المشروع الاسلامي، من ازمات ليست هذه المرة مع خصومه العلمانيين، بل في طوابقه العليا، وحواضنه ، وحصونه الفكرية ،والايديولوجية ،تماما مثل ما جرى ولايزال في ايران، والصومال .

لا احد يريد لحركة حماس باعتبارها مكونا اساسيا من مكونات الشعب الفلسطيني ، ان تبلغ هذا الذي بلغته من غلو ،وتشدد، يضعها في صفوف تلك القوى والحركات المتطرفة ،فالاسلام نقيض التطرف،و نقيض الاقصاء ،ونقيض الغلو والتشدد ، وهو دين التسامح وقبول الاخر ، يدفع، ويجادل بالتي هي احسن حيث قال جل من قائل "ادفع بالتى هى احسن فاذا الذى بينك وبينه عداوة كأنه ولى حميم".

فلا ينفع الحركة، التي تعتنق القوة اسلوبا، بدل التي هي احسن ،في حسم خلافاتها مع خصومها ، استحضارها لتلك الروايات، التي طالما ساقتها النظم الرسمية في تبرير ارتكاباتها ضد خصومها ، وهي روايات جعلت الكثيرين ممن قرأوها يستلقون على ظهورهم ضحكا والما ، فكيف يمكن ان يكون عليه الحال لو ان السلطة او اي من فصائل المنظمة قامت ،بقصف بيت من بيوت الله في اي مدينة او بلدة اوقرية ،كما فعلت حماس، ام ان قصف حماس للمساجد قصف حلال ووفق الشريعة الاسلامية ؟!!!!.. ثم الا تشعر حماس بالخطيئة ،وهي تقدم لاسرائيل صورة طالما بحثت عنها ، لتبرير قصفها لبيوت الله وقتلها للركع السجود فيها ؟.

قد يكون من قصفوا مسجد ابن تيمية، قد قاموا بفعلتهم تلك،بعد ان اقاموا صلاة الجمعة في مسجد مجاور ،واتوا الزكاة ،وحجوا البيت ، وبكوا، واستبكوا بين يديه سبحانه من خشيته وعصيان امره، طالبين جنته ويخشون عذابه .. لكن احدا منهم لن يستطيع ان ينظر الى وجهه في المراة ،او ينام قرير العين ،مطمئن القلب، او ينظر في عيون اطفاله،التي تومض باسئلة صعبة، ومحيرة ،حول اسباب ماجرى في مدينتهم، ومئذنه مسجدهم التي لوحها الرصاص وحجبتها، عن اعينهم اعمدة الدخان!.