تحالف السلام الفلسطيني يعقد لقاء شبابيا في غزة
نشر بتاريخ: 22/08/2009 ( آخر تحديث: 22/08/2009 الساعة: 20:15 )
غزة – معا- تحت عنوان " التحرك الشبابي ما بين الانقسام والانتماء ، نظم تحالف السلام الفلسطيني في قطاع غزة لقاء شبابيا قياديا، ضمن مشروع السلام الداخلي (Peace at home)، وحضر اللقاء الذي عقد بالشراكة مع مؤسسة ألف بالمه السويدية(The Olof Palme International Center) ، بمشاركة العشرات من القيادات الشابة من ناشطي العمل الشبابي.
ومن جهته قال سامر النمس سكرتير الأطر الطلابية في قطاع غزة إن المشكلة الرئيسية في موضوع الانتماء هو عدم وجود فرق بين الانتماء داخل وخارج المؤسسة، مؤكداً على ضرورة أن يكون هناك فرق بين العمل الحزبي خارج الجامعة والعمل النقابي داخل الحرم الجامعي ، بحيث لا تكون الجامعات مسرح لعرض التجاذبات السياسية.
وأضاف لم نتوان لحظة في دعم الحوار الفلسطيني حتى اللحظة نعمل على دعم الحوار الشامل بين القوى الفلسطينية كافة، مستغرباً من اشتداد الملاحقات وافتعال الأزمات أثناء جولات الحوار في القاهرة على الأطر الطلابية .
وفي السياق ذاته قال أحمد الرقب ممثل الشبيبة الفتحاوية في قطاع غزة:" إن المجتمع الفلسطيني يتعرض لضخ ثقافي عدمي وإقصائي منذ سنوات؛ مضيفاً أن الواقع الفلسطيني الممزق لم يأت من فراغ، بل كان نتيجة لممارسات مستنكرة عاشها المجتمع، وهو لا زال واقعا تحت تأثيرها، كصدمة الفلتان الأمني التي اتبعت بصدمة الاقتتال والانقسام وتداعياته، الذي أوقع مئات الضحايا، وألحق الخسائر المادية والمعنوية في المجتمع، وأدى إلى انتشار ثقافة الكراهية وفقد الثقة بين صفوف أبناء الشعب الواحد.
وأضاف الرقب قائلاً:" لقد ساهم الاقتتال والفلتان في زعزعة أسس استقرار المجتمع، ومزق النسيج الاجتماعي، وألقى بظلاله وآثاره على حميمية الترابط الاجتماعي والأسري، لينتقل الصراع من أبعاده السياسية والأمنية؛ إلى الأبعاد الاجتماعية والقبلية والعشائرية، الأمر الذي أعادنا إلى مظاهر الفجاجة البدائية.
وأضاف لقد ترك الانقسام آثارا بالغة الخطورة على المجتمع الفلسطيني، مهدداً مقومات الاستقرار والانسجام والاجتماعي، تاركاًَ آثاره في كل بيت وأسرة، محدثا فجوات وشروخا في العلاقات الاجتماعية بين الجيران والأقارب وعلاقات زملاء العمل.
وأكد في حديثه بأن الانتماء في الأطر الطلابية يختلف بين أبناء حزب وآخر فالبعض يضع الانتماء للحزب في المقام الأول فيما آخر يعتبر الانتماء للوطن في المقام الأول وهذا يعود كله للأيدلوجيات الفكرية التي تنطلق منها الأحزاب.
وعن وضع مجالس الطلبة قال الرقب إن وضع المجالس كوضع الحكومة الشرعية في الضفة الغربية وحكومة الأمر الواقع في قطاع غزة، مؤكداً أن الفارق بينهما هو أن القانون يحمي المجالس في حال عدم إجراء انتخابات في موعدها بل ويعطيها الشرعية لحين إجراء الانتخابات. مستشهداً بالقانون الذي بنص على أنه يحق للكتلة الفائزة في حالة عدم وجود ضمانات للانتخابات أن تستمر في أدائها.
وفي السياق ذاته أكد عبد الحميد حمد رئيس الاتحاد الشبابي الديمقراطي بأنه قد آن الأوان للتعامل مع الحالة الاجتماعية الفلسطينية الممزقة بمسؤولية، ولا بد من أن تكثف المؤسسات الأهلية جهودها، واتخاذ كل ما هو كفيل باستعادة لحمة النسيج الاجتماعي الفلسطيني بالتوازي مع الحوارات الفصائلية.
وأكد بأنه لا بد وأن تقوم المؤسسات المجتمعية ومنها الطلابية والشبابية بكل عناوينها بالتداعي إلى بحث مستفيض لعناصر ومقومات المصالحة الحقيقية في المجتمع، وذلك للتعامل مع مختلف أبعاد الخلاف وعناصره، بدءًا من الجانب الثقافي والقيمي الغائبين عن الحوارات الرسمية، وانتهاء بكل الإجراءات والمتطلبات الضرورية، لإعادة تصحيح كل التشوهات التي أصابت مجتمعنا ومؤسساتنا، وإعادة إرسائها على أسس تثير الاطمئنان وتجسر الفجوات المتسعة على نحو غير مسبوق.
وقال حمد:" إن الجميع لا يختلف على أن الانقسام اثر على كل مناحي الحياة والتي أدت إلى تعقيدات كبيرة في المجتمع، مضيفاً أنه على صعيد الحركة الطلابية انعكس في إطار تغييب الحركة الطلابية والإغلاقات وتسييس الجامعات والملاحقات وانتهى الصراع على مستوى المدارس الثانوية وما التمسناه من تدني نسبة النتائج في الثانوية العامة نتيجة استبدال المدرسيين الشرعيين بآخرين مساندين ليسوا على درجة من الكفاءة.
وأكد بأن الحركة الطلابية تعاني الكثير الكثير، وشدد على أنه لا يمكن التخلص من هذه المشاكل إلا بإنهاء الانقسام. مؤكداً أن الحركة الطلابية لا تلتفت إلى مشاكل الطلاب بقدر ما تنتبه لصراعها في القيادة والسيطرة على الجامعات.
وأعرب عن أمله في أن يعلو صوت الحركة الطلابية مع بدء الفصل الدراسي الجديد للضغط على الفصائل الفلسطينية للوصول إلى بر الأمان لشعبنا بمصالحة واتفاق وطني ينهي الانقسام.
من جهته قال عرفات أبو زايد مسؤول الرابطة الإسلامية في قطاع غزة لابد أن يكون الانتماء الأول لله والوطن هو الانتماء الثاني وعدم إنهاك هذه الانتماء ولهذا نؤكد يجب أن يكون الانتماء سبب التوحد والتطور لذلك نعتقد ان حالة الانقسام وضعف الانتماء يشجع الشباب على الهجرة خارج الوطن
و أضاف أن التعصب الحزبي آفة المجتمع السياسي، وتعاني من همومه جامعاتنا، حيث على مدار سنوات النضال الفلسطيني شارك الشباب والطلاب بهمةٍ ونشاط، حتى أضحت الحركة الطلابية جزءً أصيلاً من النسيج الفلسطيني، وأثبتت أنها رهان الأمة وأمل المستقبل، ولكن في أتون الانقسام، وتنامي الصراعات الداخلية، وتغييب لغة العقل والمنطق وسيادة ثقافة العنف ونفي الآخر، انعكس وبشكل سلبي على دور الحركة الطلابية، أياً كانت خلفيات وانتماءات منتسبيها.
وأعرب عن أسفه لما وصل له الأمر من تحول الجامعات إلى منابر للقدح والذم، بحيث تراجع سقف المطالب النقابية الطلابية في تحصيل حقوق الطلبة، والسعي إلى تحقيق الأفضل لهم، بل وزادت من تعميق المفاهيم وتغييب ثقافة الحوار والتسامح بين الشريحة الشبابية بشكل عام والطلاب بشكل خاص على اعتبار أن الاختلاف في الرأي والفكر، ظاهرة صحية في أي مجتمع من المجتمعات، ومن ضمنها مجتمعنا الفلسطيني.
بدوره قال نسيم المدهون رئيس اتحاد لجان كفاح الطلبة الفلسطيني إن الانقسام موجود ولا أحد يختلف عليه، متسائلاً عن وجود الانتماء؟ وأضاف للأسف لا يوجد انتماء عند الكل الفلسطيني بما فيهم الأطر الطلابية، وأصبح معيار تقدم إطار عن الآخر هو ما يقدمه من خدمات لجمهور الطلبة بدون النظر على البرنامج الداخلي لكل إطار تنظيمي.
وأكد على ضرورة تحييد الجامعات عن دائرة الصراع السياسي، كما أكد على شرعية مجالس الطلبة في الجامعات التي لم تجر فيها الانتخابات في موعدها.
وذكر المدهون أن الاختلاف في الانتماء، والإخلاص، والعطاء للوطن والقضية، مرفوض جملة وتفصيلاً، فالتجربة الفلسطينية التي عاشتها الحركة الوطنية الفلسطينية خلال المسيرة النضالية حتى انقسام حزيران 2007، دليل قاطع على ممارستها للتعددية السياسية التي اعتمدت على التحاور والحوار الذي ولد من غابة البنادق، تلك الغابة التي اندثرت مع أحداث الانقسام المؤلم وما تلاها في الوطن الفلسطيني من تطورات، وأصبحت الحزبية الضيقة والتعصب الحزبي عنوان المرحلة الحالية.
وقال أن للتعصب معاني وأشكال وأسباب ونتائج تصب كلها في ماعون التفتت والاندثار والتشدد وأخذ الأمر والقانون باليد، ورفض الرأي المخالف وإن كان صحيحاً، وعادة ما يكون المتعصب حزبياً فاقداً للبصرِ والبصيرةِ ولا يرى أمامه إلا تعليمات حزبه فينفذها ويقتدي بها، أما التسامح، والانفتاح وتقبل الآخر ومناقشة أرائهم سواء كان صاحبها مسيطراً أم لا، فإنها لا تلقى استحساناً من المتعصبين حزبياً وإن كان مقتنعاً بها.
وأضاف أن أسباب التعصب الحزبي تتوزع في الجامعات على أكثر من عامل أهمها حالة التشويش الثقافي التي تسببه الحالة الفصائلية والحزبية ، وممارسات الاحتلال الإسرائيلي من اعتقال وقتل وحصار ومنع وحرمان وبطالة طالت آلاف الشباب والطلاب والخريجين،وحالة الانقسام السياسي الداخلي والتفسخ الاجتماعي، وتراجع دور الشباب في المبادرة ودائرة الفعل الوطني والإنتاجي مما يؤدي إلى إهدار طاقات المجتمع ،كذلك ضعف مكونات النظام السياسي الفلسطيني وتراجع دور مؤسسات المجتمع.
ودعا محمد البوبو رئيس شبيبة التحرير الفلسطينية جميع الأطر والفصائل كافة أن لا يقضوا على هذا الانجاز الوطني الفلسطيني، لأن الانقسام جاء على أثر الانعكاسات التي خلفتها التعبئة الحزبية الضيقة باعتبار نجاح الحزب في السيطرة على السلطة هدف أساسي لفرض إرادته على المواطنين، وأصبح الحُلم الفلسطيني بعد الانقسام يتمحور حول عودة اللحُمة الوحدة الوطنية ورفع الحصار وفتح المعابر وخاصة معبر رفح، وإنهاء الانقسام الذي زاد من حدة التفسخ الاجتماعي وتراجع الدعم العربي والإسلامي والدولي لقضيتنا العادلة ، مشيرا إلى أن التعبئة الحزبية الضيقة المعتمدة في أغلب الأحوال على إلغاء الآخر، هي التي تقف وراء السلوك الخاطئ الذي يمارسه الشباب وخاصة طلبة الجامعات، آملاً من الأطر والفصائل السياسية أن تركز في تعبئتها على ثقافة التسامح وقبول الآخر، لتحقيق الأهداف الوطنية الفلسطينية في التحرير والعودة وتقرير المصير وإنهاء الاستيطان وإقامة الدولة المستقلة ذات السيادة.
من جانبه دعا سليم الهندي ممثل تحالف السلام الفلسطيني في قطاع غزة طلبة الجامعات خاصة والشباب عامة، أن يبرهنوا لقادتهم من خلال ممارستهم لقيم التسامح وتقبل الآخر داخل أسوار الجامعات وخارجها،طارحاً عدة وسائل لتتبناها الأطر السياسية والكتل الطلابية لمعالجة ومواجهة ظاهرة التعصب الحزبي وإبعاد الجامعات عن المناكفات السياسية، أهمها نشر ثقافة الحوار والديمقراطية ونبذ ثقافة التطرف والتعصب، بكل أشكالها وأنواعها، تفعيل دور المجالس الطلابية بالجامعات الفلسطينية وضخ دماء جديدة ونشر ثقافة التسامح، وضع إستراتيجية جديدة للحوار عبر نبذ التعصب الحزبي ونشر ثقافة الحوار بين الأطر الطلابية بالجامعات كافة، وتنفيذ برامج وأنشطة تدعم فكرة العمل المشترك وتقبل الآخر،قيام الأحزاب السياسية بتفعيل قيم التسامح داخل مؤسساتها الحزبية، الحد من تأثير المناكفات السياسية على الأطر الطلابية داخل الجامعات، تكريس الدور الايجابي للمؤسسات الإعلامية من خلال تقديمها البرامج التي تعزز من ثقافة التسامح والوحدة والحوار،التأكيد على أن الجامعات هي منبر العلم والثقافة، والنشاطات بداخلها يجب أن تكون أكاديمية وعلمية، يتوجب إبعادها عن المناكفات السياسية، التي تأخذ مساحة كبيرة من الوطن.