الأربعاء: 25/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

أهالي لفتا يسيرون "قوافل العودة" إلى قريتهم المهجرة

نشر بتاريخ: 23/08/2009 ( آخر تحديث: 23/08/2009 الساعة: 14:16 )
رام الله- معا- نظمت جمعية لفتا الخيرية في فلسطين اعتصاما لأهالي القرية المهجرة عام 1948 فوق أراضيهم بعد تسيير رحلات علمية تثقيفية لأطفال البلدة اللاجئين في رام الله والبيرة تحت شعار "قوافل العودة".

ويأتي ذلك في إطار اختتام فعاليات المخيم الصيفي الذي نظمته الجمعية. ورفع المشاركون في الاعتصام والبالغ عددهم قرابة 300 من أهالي البلدة شعارات تؤكد على التمسك بحق العودة ورفض أي حلول تنتقص من هذا الحق، مرددين شعارات تدعو أهل القرية إلى التمسك بأراضي الآباء والأجداد وعدم التفريط بحقهم في ديارهم التي هُجِّروا منها عُنوة مهما طال الزمن ومهما اشتدت الصعاب.

وألقيت خلال الاعتصام عدة كلمات دعا المتحدثون فيها إلى استرجاع ما ورثه الأبناء عن آبائهم وأجدادهم من أرض وموروث حضاري وإنساني، مؤكدين أن حق العودة لا يضيع بالتقادم.

وأكد رئيس جمعية لفتا الخيرية ضياء معلا كلمة أكد فيها أن الجمعية تسعى إلى حفظ تاريخ هذه القرية في ضمير ووجدان الأجيال المتعاقبة، مبينا أهمية عين الماء للقرية والتي جرى الاعتصام بجانبها. ولفت إلى أن المنازل المهدمة بفعل الإجرام الاحتلالي والآثار التاريخية وأشجار الصبار التي تشتهر بها القرية ستبقى راسخة الأركان على أن أهالي القرية وباقي القرى المهجرة هم أصحاب حق لا بد من استرداه وأن المغتصبين لأرضنا مصيرهم الزوال لأن فلسطين أرض مباركة لا يعمر فيها ظالم او مغتصب.

وكان في استقبال المشاركين في الاعتصام والجولة العلمية عدد من أهالي لفتا القاطنين في مدينة القدس.

وجاب المشاركون في الجولة ربوع القرية وتعرفوا على معالمها من منازل قديمة ومهدمة وآثار ومسجد ومقام سيف الدين والمعاصر والمدرسة والبيارات وأشجار التين والزيتون والخروب والصبار الشاهدة على جرح عمره عشرات السنين وما زال مفتوحاً لغاية يومنا الحاضر.

وأدى المشاركون في الاعتصام والجولة صلاة الظهر فوق أراضيهم المحتلة، فيما أخذ الأطفال المشاركون ينحتون ويكتبون على ورق الصبار ما يجول في خواطرهم ووجداهم من أحلام بالرجوع إلى القرية والمكوث فيها وإعادة إعمارها كي تعود معلماً حضارياً وانسانياً في فلسطين المحررة من القهر والاحتلال والاستيطان.

وكان الاستاذ محمد موسى أبو ليل وعدد من كبار السن قد رافقوا المشاركين في الجولة وقدموا لهم شرحاً تفصيلياً عن معالم القرية وطبيعة الحياة فيها.

وأكد أبوليل في كلمة له على الدور الكبير الذي تقوم به جمعية لفتا في خدمة أهالي القرية، مشيدا باهتمامها بتجسيد التاريخ الحي لأحفادنا من خلال القيام بهذه الرحلات.

وبين حرصها على تنظيم نشاطات هادفة تشمل كافة أهالي القرية في فلسطين وفي القدس على وجه الخصوص، مؤكدا دعمه وأهالي القرية القاطنين في القدس للجمعية الأم في البيرة وحيا القائمين عليها. وكانت جمعية العروة الوثقى قدمت الضيافة للمشاركين في الرحلة.

وأبى أطفال القرية الذين شاركوا في الرحلات العلمية التثقيفية إلا أن يصطحبوا معهم جزءاً من تراب قريتهم قبل المغادرة، فيما فضّل البعض الحصول على أجزاء اسمنتية وبلاط من مكونات بيوتهم المهدمة.

وبعد الانتهاء من الجولات توجه المشاركون إلى المسجد الأقصى المبارك لأداء صلاة العصر فيه، حيت تعرض المشاركون من أطفال وشيبة وشيوخ إلى منع احتلالي للدخول إلى باحات المسجد المبارك لأسباب واهية.

وأوضح ايمن معلا أحد أبناء القرية المشاركين في احدى الجولات أن جنودا من الاحتلال الاسرائيلي تذرعوا بملابس ارتداها الأطفال كتبت عليها شعارات تؤكد على حق العودة لمنع المشاركين من الدخول إلى المسجد الاقصى. وأضاف "بعد احتجاز لعدة ساعات سمحوا لنا بالدخول ولكن بعد ان اظهروا لنا امتعاظهم لما يرتديه الأطفال من شعارات اعتبروها "تحريضية".

وأعرب معلا عن فخره بزيارة قريته المهجرة، مشيراً إلى ان تنظيم مثل هذه الجولات يسهم بشكل أكيد في تحفيز أهالي القرية للتمسك بحقوقهم والعمل على استردادها، مؤكدا في السياق ذاته حزنه لما شاهده في القرية، حيث حوّل المستوطنون معالم القرية وآثارها لى أمكنة لكب نفاياتهم وقاذوراتهم.

وأشار رئيس جمعية لفتا الخيرية ضياء معلا إلى أن تنظيم هذه الجولات التثقيفية جاء على مدار عدة ايام وعلى عدة دفعات بعد أن رفض الاحتلال الاسرائيلي منح التصاريح اللازمة لعدد كبير من اهالي القرية، موضحا أن عدد الأطفال المشاركين بلغ فرابة مئةتتراوح أعمارهم بين 6-16 عاما معظمهم يزورون قريتهم للمرة الأولى في حياتهم ما يعني أن هذه الرحلات التثقيفية تزرع الهمم في أجيال المستقبل وتذكرهم دوما بأن لهم حقوقا قد سلبها الاحتلال ولا بد من استردادها.

ونوّه إلى أن الجمعية كانت قد نظمت رحلات شبيهة قبل عدة أعوام لكنها لم تستطع فعل ذلك خلال السنوات الأخيرة بسبب منع الاحتلال الأهالي من الحصول على التصاريح اللازمة لدخول القدس المحتلة.

يذكر أن قرية لفتا تقع غرب مدينة القدس وكانت تضم إبان نكبة الشعب الفلسطيني في العام 1948 قرابة خمسة آلاف نسمة بينما يبلغ عدد سكان القرية حالياً قرابة 38 آلاف نسمة موزعين في كافة أماكن اللجوء سواء داخل الوطن أو خارجه.