الثلاثاء: 15/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

ورشة عمل حول صورة المرأة العربية في الإعلام الغربي

نشر بتاريخ: 23/08/2009 ( آخر تحديث: 23/08/2009 الساعة: 18:08 )
رام الله- الخليل- معا - عقد مركز حقوق الإنسان والديمقراطية "شمس" ورشة عمل في مدينة الخليل حول صورة المرأة العربية في الإعلام الغربي، وذلك ضمن مشروع التواصل والحوار الممول من مملكة الدنمارك بواسطة ممثليتها برام الله، بحضور عدد من الشباب المهتم.

وتحدث الإعلامي محمد الصانوري حول الإعلام العربي الذي لا يزال يركز في برامجه وأعماله الإبداعية على الصورة المتخلفة والتقليدية للمرأة.

ودعا إلى استبدال الصورة النمطية للمرأة وتجاوزها باستبدال النماذج المتخلفة الجامدة بالسائد ثقافيا وذلك ضمن إستراتيجية إعلامية شاملة تدفعها المجتمعات العربية إلى أقصى درجات التقدم وتقوم بإلحاق إعلامنا القومي بالإعلام المتطور في العالم كله.

وشدد على أن هناك تأثيرا كبير تلعبه أجهزة الإعلام المختلفة في تشكيل الوعي المجتمعي، مشيرا إلى أن دورها يوازي الدور الذي تقوم به أجهزة التعليم وأجهزة الثقافة وغيرها من تلك التي تتولى صياغة الوعي المعرفي للمجتمع لان وسائل الإعلام باختلاف أشكالها تصاحب المواطن طوال الوقت وهى تتنوع ما بين الجريدة الصباحية والمسائية والإذاعات التي يمتد إرسالها على مدار ساعات اليوم.

وقال الصانوري إن تأثير وسائل الاعلام حاضر في ذهن الجمهور الذي يستقبلها ويتلقاها والذي سرعان ما يستجيب إليها استجابة التصديق نتيجة إلحاح التكرار من ناحية ووسائل الإقناع المصاحبة بكل ما ينطوي على معاني الإغواء وإبراز ما يدفع إلى التسليم من ناحية مقابلة.

وأشار الصانوري إلى :أن القرن العشرين شهد تطورا هائلا ومتسارعا في تكنولوجيا الاتصال انعكس بدوره على وسائل الإعلام وأدى إلى تغيرات كبيرة في شكلها ودورها ومضمون الرسالة التي تحملها وظهرت تقنيات الاتصال عن بعد التي استخدمت على نطاق واسع في مجال الإعلام بظهور الراديو ثم التلفزيون بوصفهما وسائل إعلام جماهيري استطاعت خاصة مع التطور في نظم الاتصالات الفضائية عبر الأقمار الصناعية في النصف الثاني من القرن العشرين أن تعطى لوسائل الإعلام مجموعة من الميزات المؤثرة.

وقال إن هذه التأثيرات تتمثل في القدرة على تجاوز حدود المكان بصورة مذهلة، وكذلك في القدرة على مخاطبة جموع واسعة من الجماهير في نفس الوقت، وهى إمكانيات لم تكن متاحة دون هذه الثورة في مجالات الاتصالات وتطبيقاتها في الإعلام.

وأوضح الصانوري أن هذه الإمكانات التقنية للإعلام إمكانات غير محدودة ساعدته على أن يلعب دورا مهما ومتزايدا في تشكيل الوعي المجتمعي خصوصا بعد أن أصبح بمقدور من يصوغ الخطاب الإعلامي ويتحكم في رسائله أن يتوجه به ليس فقط إلى قطاعات جماهيرية شديدة الاتساع داخل مجتمعه بل كذلك إلى المجتمعات الأخرى.

وتحدث الصانوري عن الصورة التي كونها الغرب عن المرأة المسلمة على أنها جاهلة و ليس لها قيمة وأنها تتعرض للعنف في بيتها، مضيفا أننا بحاجة إلى لجنة تقوم بمتابعة ما ينشر في الإعلام الغربي عن المرأة العربية للتخفيف من حدة الانتقادات التي توجه إليها.

وقال "لا ننكر أن المرأة العربية بحاجة للدعم نتيجة للواقع الصعب الذي تعيشه من ظروف اقتصادية وضغوط اجتماعية" بهدف توعيتها وتثقيفها بحقوقها والقوانين والمواثيق الدولية والمحلية من اجل خلق حالة من الوعي الكامل لدى القطاع النسوي تكون رافعة للتغيير.

وأكد الصانوري أن النساء المسرفات في ممارسة الأفكار التقليدية الجامدة أكثر خطورة على وضع المرأة وصياغة صورتها المجتمعية من فريق الرجال المعادين لتحرر المرأة ومنحها حقها في المساواة.

وفي نهاية الورشة أكد المشاركون على ضرورة اتخاذ موقف موحد من قبل المجتمعات العربية تجاه المرأة بوجه عام وتجاه عوامل تشكيل صورتها الإعلامية بوجه خاص من اجل إيصال الصورة الصحيحة للمجتمعات الغربية.

وأعتبر المشاركون أن الإعلام العربي لن ينجح في تغيير صياغة صورة المرأة المرسلة إلى الخارج ألا إذا نجح في تغيير الصورة التي يبثها في الداخل والتي لا تزال غير بعيدة عن النموذج النمطي السلبي غير الفاعل.

وشددوا على أن الإعلام العربي يتحمل جزءا من الانحياز إلى التيارات الجديدة الواعدة ثقافيا واجتماعيا وسياسيا على امتداد العالم العربي.

وكان محمود عاصي من مركز "شمس" تحدث في كلمة ترحيبية عن المركز وعن مشروع الحوار والتواصل ودوره في بناء جسر من العلاقات الوطيدة مع المجتمعات الأخرى.