طالبات غزة يعتبرن فرض الزي مساسا بحريتهن- والمقالة تعتبره اجتهاد مدراء
نشر بتاريخ: 24/08/2009 ( آخر تحديث: 24/08/2009 الساعة: 18:00 )
غزة- تقرير معا- اعتبرت طالبات أثناء توجههن الى مدارسهن في غزة إلزامهن بلباس الجلباب والحجاب مساسا بحريتهن الشخصية، وتقول الحكومة المقالة إنها لم تفرض الزي الشرعي في مدارس القطاع، لكن طبيعة الحال تخالف ذلك، فبعض الطالبات تعرضن للطرد من مدراسهن بسبب عدم التزامهم بالزي الجديد الجلباب والحجاب.
وفي ظل الغموض الذي يكتنف هذا الامر، انطلقت "معا" صوب عدد من المدارس في مدينة غزة لتستطلع حقيقة فرض الحكومة المقالة للزي الشرعي على الطالبات.
تقول إحدى الطالبات في مدرسة بشير الريس الثانوية للبنات إنها تعرضت في اليوم الاول للدراسة هي وصديقاتها للعقاب بسبب لبسهن "الجينز"، وقد طلب منهن الالتزام في اليوم التالي بـ"الجلباب والحجاب" وإلا سيتعرضن للطرد.
وأضافت أن جميع الطالبات اللواتي لبسن "الجينز" تم استدعاؤهن من قبل ادارة المدرسة ووجهت لهن التعليمات بعدم مخالفة القرار الجديد الخاص بالزي المدرسي.
ووضع الأسبوع الماضي على مدخل بعض المدارس الثانوية الخاصة بالإناث في غرب غزة ملصق موقع من إدارات تلك المدارس جاء فيه: "إعلان هام للطالبات في خصوص الزي المدرسي للعام الجديد 2009- 2010 شروط الزي المدرسي جلباب كحلي او التنورة والقميص الكابوي الفضفاض، ووضع غطاء الرأس الابيض فقط، ولبس الحذاء الرياضي الابيض او الكحلي او الاسود، والحذاء ذات الكعب المناسب ايضا الكحلي أو الاسود".
الامر لا يختلف كثيرا في مدرسة "احمد شوقي" في حي الرمال، حيث تم اعادة عدد من الطالبات إلى بيوتهن لتغير "الجينز" والعودة بالزي الجديد حتى يتسنى لهن الدخول الى فصول الدراسة تحت تهديد الفصل من الدراسة.
(ا. ع) طالبة في مدرسة احمد شوقي لا تضع غطاء على رأسها، أبدت استياءها من القرار وقالت لـ"معا" إنها مضطرة لارتداء الحجاب في أوقات الدراسة فقط لأنه لا بديل لديها، مبينة أنها تعلم مسبقا بقرار تغيير الزي، ولم تفاجأ في اليوم الأول عندما تم معاقبة بعض الفتيات المخالفات.
وعن علمها المسبق تقول: "كنت في مدرسة خاصة وعندما أردت التسجيل في مدرسة حكومية، طلب المدير أن يراني ليقف على شكلي الخارجي، إن كان يتناسب مع مبادئ المدرسة!، وحينها قال لي: في اليوم الأول بتيجي بجلباب واشارب وإلا بتنطردي".
(ا. ع) غير محجبة وتضطر لوضع الحجاب ساعات محددة في اليوم، لأنها تفضل الدراسة في مدارس حكومية، معتبرة القرار بانه "تعدٍّ على حريتنا الشخصية".
يختلف الحال في مدرسة الجليل، حيث أكدت الطالبة (ح. م) عدم اعتراض الطالبات في اليوم الأول للدراسة كما حدث في المدارس الأخرى ولم يتعرض احد للعقاب، مبينة هي الأخرى أنها كانت تعلم مسبقا بتغير الزي وذلك لأن المدير طلب منها الالتزام في اليوم الأول كما حدث تماما مع (ا. ع) ولكن مع اختلاف المدارس.
يذكر أن عددا من المحلات التجارية الخاصة ببيع الزي المدرسي قد امتنعت عن بيع "الجينز" بعد الإشاعات التي سمعت عن تغيير الزي وارتأت أن تتعامل مع الزي الشرعي.
وفي المقابل جدد خالد راضي الناطق باسم وزارة التربية والتعليم المقالة في حديث لـ"معا" نفي وزارته لأن تكون الحكومة المقالة قد أصدرت قرارا بفرض "الجلباب والحجاب" على الطالبات، قائلا: "إن قرار الوزارة واضح بعدم إلزام الطالبات بزي معين".
ورأى راضي أن ما صدر أمس عن بعض المديرات بأنه اجتهاد فردي من قبل بعض الناظرات، مشيراً إلى أن الوزارة قامت بمراجعتهن لأنها تصرفات ليس لها علاقة بقرارات الوزارة المقالة وأنها لم تتبن إلزام الطالبات بأي زي معين.
وانتقد راضي ما وصفه حجم الحملة التي اثارها الاعلام حول قضية الزي المدرسي في القطاع، وقال: "المسألة أعطيت أكثر من حجمها".
وحول "تأنيث المدارس" أوضح الناطق باسم وزارة التربية والتعليم المقالة بان هنالك إجراءات اتخذت من باب الحرص على خصوصية الفتيات في مدارسهن والنقص الشديد في عدد المعلمين في مدارس الذكور بعد استنكاف عدد من المعلمين، مبينا أن جوهر عملية التأنيث هي من باب تعويض مدارس الطلبة بمعلمين وتعويض مدارس الطالبات بمعلمات لذلك كان قرار التأنيث.