الثلاثاء: 12/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

العلاقات العامة في مجال الرياضة الحديثة*بقلم : نعمان عبد الغني

نشر بتاريخ: 24/08/2009 ( آخر تحديث: 24/08/2009 الساعة: 21:42 )
القدس - معا - نمت العلاقات العامة كمفهوم إداري وعمل مؤسسي سريعا في الخمسين عاما الماضية ، وذلك نتيجة حتمية للتطورات الحاصلة في المجتمع الحديث ، والقوة المتزايدة للرأي العام ، وأصبحت العلاقات بين الأفراد في المنشأة أحد أهم مقومات تطورها ونموها
إن العلاقات العامة بمفهومها الحديث لم تعرف إلا في هذا القرن . ولكن بالنظر إلى نشاطها يتضح لنا إن جذورها عريقة تمتد لحضارات قديمة . فالإنسان كائن اجتماعي لا يمكن عزلة عن الآخرين . فقد نشأت بينه وبين أفراد المجتمع علاقات مختلفة نتيجة التفاعل .
وتبدأ علاقة الفرد بأسرته أولا ثم المجتمع الذي يحيط به ثم نطاق القبيلة وكلما اتسع نطاق المجتمع تنوعت وزادت == علاقاته الاجتماعية .كان رئيس القبيلة حريص على حضور أفراح أعضاء القبيلة والمشاركة في المناسبات الاجتماعية المختلفة وكل ذلك ضرب من ضروب الإعلام عن طريق خلق علاقة داخلية جيدة مع أفراد القبيلة . وقد قام الشعراء في القبائل بدور إعلامي كبير حيث نشر مناقب القبيلة أثارها .
و بهذا يمكن القول بان وظيفة العلاقات العامة وجدت مع وجود الإنسان نفسه . وتدرجت أصولها حتى أسندت إلى شخص معين لإجادته التعبير لما لديه كم قوة إقناع وتأثير على الآخرين
إن من مقتضيات الحياة الاجتماعية الصحية تفهم الأفراد لمجتمعاتهم وما يدور فيها من أحداث حتى يتسنى إصدار الأحكام الصحيحة عما يؤديه الجهاز المسئول إلى المواطن والمجتمع ، والموظف لا يملك في كثير من الحالات الوقت الكافي للاطلاع وقراءة ما يدور من حوله في الجهاز من أنشطة وأنظمة أو ما يدور في الأجهزة الأخرى ، ويأتي دور العلاقات العامة في نقل صورة مختصرة وسهلة عن هذه الأنشطة عن طريق المطبوعات المختلفة أو النشرات الدورية لنشر الوعي سواء على مستوى الجهاز أو على مستوى الجماهير المعنية بالخدمة التي يقدمها الجهاز .
مما لا شك فيه أن عملية التوعية هذه ليست سهلة وبسيطة كما قد يتبادر إلى الأذهان ... فهي تحتاج إلى جهد ووقت وتقوم على مقاييس مختلفة وعلى أسس خاصة تعي أهداف الجهاز وأهداف المجتمع الذي تنتمي إليه
لا أحد يختلف في أن الرياضة نشاط اجتماعي يحتل مكاناً واسعاً في كل مجتمع، والرياضة وإن كانت ذات أهمية على مستوى الأفراد حيث تساهم بدرجة كبيرة في مجال صحة الإنسان ولياقته البدنية وشغل وقت الفراغ لديه فإنها لازمة على مستوى المجتمع عبر الأندية والفرق الرياضية؛.....

إذ المفترض أن تؤدي إلى التآلف والتعارف والتثقيف ورفع اسم المجتمع بين المجتمعات الأخرى؛ ولذلك فإن الخروج عن هذه الأهداف بالمهارات والتعصب الأعمى ومخالفة مبدأ الروح الرياضية الحضارية يؤدي إلى ابتعاد الرياضة عن أهدافها الإيجابية؛ فالتعصب مثلاً: توجه نفسي سلبي يتضمن الكراهية والانحياز وتعود أسبابه إما إلى الشعور بالتعصب أو إلى عدم التنظيم أو الانفعال أو إلى عدم الوعي ومعالجته تتطلب بث الروح الرياضية وتقبل الهزيمة دون انفعال وتقبل الفوز بدون غرور، بل قيل إن الرياضة في التعلق بها وكثرة جماهيرها تتفوق على العديد من المؤسسات
الجماهيرية كالأحزاب والنقابات ونحوها.
ومما يؤدي أيضاً إلى معالجة التعصب ما يلي:
- الحث على ممارسة الرياضة في المدارس أو الجامعات أو النوادي أو الساحات؛ مما يؤدي إلى النهوض بالمستوى الرياضي والتربوي.
- بث الثقافة الرياضية بشكل جيد عبر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة؛ وذلك لتعميق الأهداف الوطنية والتربوية.
- التزام الأندية واللاعبين والإعلاميين والرياضيين، بمن فيهم المعلمون، بروح الانتماء الوطني واستشعار الوعي الحضاري والمقيد بالسلوك الرياضي الأمثل، سواء في أنديتهم أو الملاعب أو عبر وسائل الإعلام؛ وذلك حتى يكونوا أسوة حسنة لجماهيرهم؛ لذلك فإن للعلاقات العامة دوراً كبيراً وإيجابياً في الوعي والتثقيف الرياضي لعلاقتها بعلم الاجتماع الحديث، وكونها إحدى وسائله التطبيقية؛ فهي تقوم بدور مهم في تحسين العلاقات الاجتماعية، بما في ذلك العلاقة بين جمهور الرياضة ومؤسساتها.
وتؤدي العلاقات العامة في هذا المجال بالذات إلى ما يلي:
- إيضاح معنى الرياضة وأهدافها والخدمات التي تقدم للفرد والمجتمع.
- بيان الاهتمامات المشتركة بين المؤسسة الرياضية وجماهيرها.
- بث الوعي والروح الرياضية الحضارية في المجتمع بما يهدف إلى إيجاد رأي عام رياضي يعبر عن مشاعر الجماهير وتطلعات المؤسسات الرياضية.
- تدعيم العلاقات الإنسانية بين الجماهير وبينهم وبين النادي الرياضي والمجتمع وذلك عن طريق الاتصال الشخصي أو الاجتماعات أو المحاضرات والندوات.
- إظهار وإبراز مختلف الفئات الرياضية في المؤسسة التي ينتمون إليها، وذلك حتى تستمر قراراتها وسياساتها منسجمة مع تطلعات هذه المواقف.
- تقديم النصح للإدارة الرياضية حول الوسائل والخطط المتعلقة بوضع سياساتها واتخاذ قراراتها.

- إعداد وتنفيذ البرامج التي تهدف إلى نشر وتفسير توجهات وقرارات الإدارة الرياضية. إذاً فإن مفهوم العلاقات العامة في مجال الرياضة باعتبارها علماً اجتماعياً وميدانياً هو قياس وتقويم اتجاهات الجماهير الرياضية المختلفة التي لها صلة بالمؤسسة الرياضية ومساعدة الإدارة الرياضية في تحديد الأهداف الرامية إلى زيادة الوعي الرياضي بين المؤسسة الرياضية وجماهيرها وتحقيق التوازن بين أهداف المؤسسة الرياضية ومصالح واحتياجات الجماهير الرياضية التي لها صلة بهذه المؤسسة وتخطيط وتنفيذ وتقويم البرامج الرياضية الخاصة بهدف كسب رضا الجماهير.
وفي بلادنا تم الاهتمام بقطاع الرياضة؛ وذلك لأهميتها من الناحية الاجتماعية، ولكونها أصبحت واقعاً دولياً؛ فهذا القطاع يسهم إيجابياً في رفع اسم المملكة في المجال العلمي في حالة التفوق والتقدم فيه هذا وبسبب تمسك بلادنا ومواطنيها بالعقيدة الإسلامية التي تحث على الأخوة والاحترام المتبادل والوطنية كما تحث على المودة والتآلف والعمل الجماعي، إضافة إلى اهتمام الرئاسة والأندية بجانب العلاقات العامة؛ فإن جمهورنا الرياضي - - يتحلى بنسبة كبيرة من الوعي والروح الرياضية الحضارية؛ فذاك التعصب والتشنج وعدم السلوك الحضاري في مجال الرياضة
الذي نراه حتى في بعض المجتمعات المتقدمة غير موجود لدينا، وهو ما يدفع إلى ضرورة الاستمرار في تفعيل ذلك؛ حتى تكون الوطنية هي رائد جمهورنا بأكمله، والمستوى الرياضي الرفيع مهما كان مصدره والنادي الذي يتبعه هو محل تقديره وإعجابه.

[email protected]