تحالف السلام ينظم لقاء شبابيا تحت عنوان "القدس.. مفتاح السلام"
نشر بتاريخ: 28/08/2009 ( آخر تحديث: 28/08/2009 الساعة: 14:04 )
القدس- معا- اختتم تحالف السلام الفلسطيني في القدس لقاءا شبابيا بمشاركة العشرات من القيادات الشابة من ممثلي مؤسسات المجتمع المدني وطلبة الجامعات.
وناقش المشاركون في اللقاء الذي عقد بالشراكة مع مكتب التعاون الإسباني "The Spanish Cooperation Office"، مجموعة من المحاور المتعلقة بملف القدس في عملية السلام.
في مداخلتها أكدت الناشطة النسوية والمحاضرة في العلوم السياسية فاطمة عودة أن واقع الحال مأساوي، حيث إن قضية القدس لم تأخذ حقها الطبيعي في المفاوضات، منذ التسعينات وحتى الآن، مما يزيد الأمور سوءاً فيها، حيث الاحتلال يمتد أكثر فأكثر، والمضايقات تتزايد، ولم يجري حتى الآن اشتراطات فلسطينية من أجل الحفاظ على قضية القدس، ولكننا نسمع أن الحكومة الإسرائيلية أعلنت خلال الأيام الماضية أنها مستمرة في تكثيف مشاريع الاستيطان في القدس، حتى تحقق ما تسميه بالقدس الكبرى، وهو مشروع تدميري لن يبقي على أي متر مربع واحد إذا تم تنفيذه بحذافيره.
وأضافت تتعرّض اليوم المجتمعات الفلسطينية المسيحية والمسلمة في القدس إلى خطر داهم، فهناك إعاقة للتجارة، ويمنع الجدار والمستوطنات الطلاب من الوصول إلى مدارسهم، ورجال الدين من أداء مهامهم الدينية، والمرضى من الوصول إلى المستشفيات، والعمال من الذهاب إلى أعمالهم. على سبيل المثال لم يعد باستطاعة المسيحيين الأداء الحر للموكب القديم من قبر لازارس في بيت هاني إلى جبل الزيتون، كما أن جيلاً كاملاً من الفلسطينيين لم يُصلّ أبداً في الأماكن المقدّسة التي صلّى فيها أهليهم لعقود من الزمن.
وقالت عودة ان الأهمية الاقتصادية، والثقافية، والسياسية للقدس جعلتها بمثابة المفتاح للحل المبني على قيام دولتين، مشيرة إلى أن هنالك الكثير من الحلول الخلاّقة مثل أن تكون القدس مدينة مفتوحة وعاصمة لدولتين وأن يستطيع كل شخص دخول المدينة بحرية، لكن سيكون على الجميع إبراز بطاقة الهوية عند العودة إلى بلده فلسطين أو إسرائيل، عوضاً عن ذلك، يعمل الجدار والتوسّع الاستيطاني داخل وحول القدس على منع سكانها الأصليين من المسيحيين والمسلمين الفلسطينيين من دخولها، بينما يحرم العالم من تراثها النابض متعدد الثقافات.
وحذرت من خطورة النهج الإسرائيلي في مواصلة البناء الاستيطاني في الضفة الغربية والقدس وقالت: إن الاستيطان قضية مركزية بالنسبة لكل فلسطيني وقد تؤدي إلى فشل كافة المفاوضات والحلول المطروحة بما فيها حل الدولتين لان الاستيطان يحول دون قيام دولة فلسطينية متصلة جغرافيا وقد شرحنا ذلك للعالم، لافتا إلى خطورة الوضع في مدينة القدس المحتلة ومن الهجمة الاستيطانية عليها ومن عواقب تحويل الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي إلى صراع عقائدي وديني.
وشددت عودة على أن وضع القدس صعب تحت الحصار وخلف الجدار ، حيث تعيش حالة من عملية التهويد غير المسبوقة ونفي الأخر من قبل الحكومة والبلدية والمؤسسات الإسرائيلية المختلفة لحسم مصير المدينة بصورة أحادية ظالمة.
وأشارت إلى أن إسرائيل تعتزم تغيير بطاقات الهوية مع بداية العام القادم لشطب هويات المقيمين خارج حدود القدس وخارج الوطن وخلف الجدار وهناك حديث عن قيام طواقم إسرائيلية بجولات تفقدية في بعض الأحياء المجاورة للقدس كالرام والزعيم والعيزرية للتأكد من وجود اسر مقدسية تقيم في تلك الضواحي وسحب الهويات المقدسية منهم إضافة إلى التعقيدات الإسرائيلية التي تحول دون إقامة أبنية للمقدسيين.
وأضافت عودة إن الإنسان المقدسي يحافظ على هويته بكل الأشكال وبالتالي نعرف أن هناك محاولات إسرائيلية لإخراج المواطن المقدسي من مدينته وسحب هويته ولكنه مصر على المحافظة على هويته حتى لو اضطر إلى العيش في شقة ضيقة أو حتى في البلدة القديمة ونحن واثقون من فشل هذه المحاولات وعدد الهويات القادرون على سحبها ضئيل جدا ولكن الخطر الكبير هو إخراج مجموعات سكانية خارج الجدار وخارج حدود ما يسمى بلدية القدس لتصبح هويتهم بلا فائدة كإخراج مخيم شعفاط وبعض القرى وبعض البلدات وبالتالي حصر السكان الفلسطينيين في القدس من 250 ألفا إلى 100 ألف أي التخلص من 150 ألفا هذا هو الخوف الحقيقي على القدس ونحن علينا إيجاد السكن للمواطن الفلسطيني بغض النظر عن الصعوبات البالغة خاصة في موضوع الترخيص وعلينا إيجاد أموال حتى يتمكن المواطن المقدسي أن يبقى في مدينته وهذا هو التحدي الكبير لنا.
واختتمت عودة مداخلتها بالقول: " أن القدس للفلسطينيين خط احمر ويمكن أن تفشل قضية القدس المفاوضات الفلسطينية- الإسرائيلية ، نحن نقوم بتعزيز صمود المقدسيين في مدينتهم حتى لا نمكن إسرائيل من طردهم وإحلال مستوطنين محلهم وهناك حوالي 250 الف مقدسي يجب أن نحافظ عليهم جميعا وان يزداد عددهم وألا خسرنا القدس عاصمة الشعب الفلسطيني".