التدخين... عادة سيئة تسربت من الكبار الى الصغار
نشر بتاريخ: 30/08/2009 ( آخر تحديث: 30/08/2009 الساعة: 10:55 )
غزة- معا- تحقيق محمد عثمان- التدخين.. ظاهرة دخلت كالنار في الهشيم الى كافة المجتمعات في العالم كله, وكان اكتشاف التبغ واستخدامه في التدخين محض صدفة, فأصبح لهذه الظاهرة السيئة ملايين العشاق من ذكور واناث, كبار بالغين و اطفال, عاقلين وغير عاقلين, رغم انها ظاهرة سلبية وخطيرة تؤثر على من يمارسها ومن لا يمارسها, فان عشاقها والمنتمين الى فئة المدخنين مازالوا في ازدياد يوما بعد يوم..
البدايات الاولى لاكتشاف التبغ.
في أوائل القرن السادس عشر ادخل مكتشفوا أمريكا عادة التدخين إلى الحضارة الأوروبية، ومصطلح نيكوتين الذي يتداوله الناس عند التحدث عن التدخين أخذ من اسم جون نيكوت سفير فرنسا في لشبونة والذي دافع عن التبغ وكان يؤكد أن للتدخين فوائد مثل إعادة الوعي وعلاج الكثير من الأمراض.
وحتى منذ هذه البداية لم يترك الموضوع دون مقاومة فقد قام كثيرون بمعارضته وخصوصا (جيمس الأول) في كتابه "مقاومة التبغ", حيث اعتبر التدخين وسيلة هدامة للصحة, أما السيجارة التي يعرفها الناس بشكلها الحالي فقد ظهرت في البرازيل عام 1870م.
من الغريب أن أول إحصائية عن التدخين في الولايات المتحدة الأمريكية ظهرت في عام 1880 وكان تعداد السكان خمسين مليون فقط ثبت أنهم يدخنون 1,3 بليون سيجارة سنويا وحينما ارتفع عدد سكان الولايات المتحدة الأمريكية إلى 204 مليون ارتفع عدد السجائر المدخنة إلى 536 بليون سيجارة سنويا.
النيكوتين والإدمان..
النيكوتين هو المادة الأساسية في تركيب التبغ، وله تأثير منشط و مهيج، وهو الذي يؤدي إلى الإدمان, وهو مادة شديدة السمية تدخل في تركيب عدد كبير من المضادات الحشرية, ويختلف مفعول النيكوتين في الجسم حسب الكميات المأخوذة، فالكميات الصغيرة لها تأثير منشط ومحرض لإفراز الأدرينالين الذي يزيد من عدد ضربات القلب ويمكن أن يجعلها غير منتظمة، ويزيد من ضغط الدم و يقلل الشهية للطعام, أما الكميات الكبيرة فيمكن أن تكون قاتلة (بعض أنواع التسمم بالمواد المضادة للحشرات), والمدخنون يتناولون عادة كميات صغيرة إلى متوسطة، لكن تأثيرها تراكمي في الجسم.
يؤدي النيكوتين إلى الإدمان، وتظهر أعراض السحب (التوقف عن تناول المادة المسببة للإدمان) خلال ساعات قصيرة، مما يجعل الشخص المدمن يشعر بالارتياح لتناوله الجرعة التالية.
أما بخصوص الادمان لدى الاطفال فمن خلال حديثي لاكثر من طفل كدت اقتنع ان ما يفعلونه انما هو تقليد اعمى لكبار شاهدوهم او اصدقاء جلسوا معهم وهم يدخنون, حيث يقول الطفل سامر من مدينة خانيونس التقيته صدفة وهو يشرب السجائر" انا اشرب السجائر فقط لاني اريد اشربها, وانا مستعد ان اترك التدخين الان, لكني لا اريد".
العرب والغرب..ومحاربة التدخين..
والغريب في الامر ايضا ان الكثير من الدول الاوروبية وامريكا التي هي نفسها منبع التبغ التي يصنع منها السجائر اخذت تقوم بحملات كثيرة اهمها عدم التدخين في الاماكن العامة كالمطاعم والقطارات والباصات وغيرها, على الرغم من انها تحتضن كل المصانع والشركات التي تصنع وتسوق السجائر الى كافة انحاء العالم, على صعيد الوطن العربي فان ظاهرة التدخين وخاصة تدخين الاطفال والمراهقين في ازدياد كبير, ففي قطاع غزة يكاد من يسير في شوارعه يشعر بالصدمة لما يراه, فالاطفال في سن الثالثة والرابعة عشرة واقل بذلك يشربون السجائر علنا في الشوارع, بالطبع لكن هذا بعيدا عن اعين الوالدين.
وبالتالي يجدر هنا القول بأن من صنع التبغ قطع الان شوطا كبيرا في الحد من ظاهرة التدخين او حتى على الاقل تقنينها من خلال قوانين تحد وتمنع التدخين في الاماكن العامة المليئة بالناس, اما في الدول العربية او دول العالم الثالث كما يسميها الغرب ما زالت في طور انتشار وازدياد هذه الظاهرة..
طباخ السم والرجل الحكيم.
"احترس التدخين يدمر الصحة ويسبب الوفاة – التدخين يصيب بامراض القلب والشرايين – الآثار المدمرة للتدخين تصيب المدخن وغير المدخن – التدخين يؤثر على الاطفال – حافظ على اطفالك من التدخين – للبالغين فقط"..
ارشادات ونصائح وكأنها تخرج من فم رجل حكيم بلغ من الحكمة ما لم يبلغه احد في هذا الزمان, كفيلة تلك الارشادات والنصائح بأن تؤدي في نهاية المطاف بالمدخن الى الاقلاع عن التدخين, او اضعف الايمان الى التخفيف منه, لا تكمن الغرابة في تلك النصائح والارشادات بحد ذاتها, وانما الغريب في الامر هو الجهة التي تنصح والمكان التي تدون عليه تلك العبارات والنصائح, فمن ينصح هي الشركات التي تصنع تلك السموم"السجائر", والمكان التي يتم كتابتها فيه هو على صناديق السجائر مصحوبة بصور تمثل رجل يرقد بالمستشفى جراء اصابته بمرض بسبب التدخين وأخرى لطفل يضع كمامة حتى لا يتأثر بمن يدخن حوله, فالشركات المصنعة كمن تقوم بدور الرجل الحكيم الناصح وفي نفس الوقت هي التي تطبخ ذلك السم وتقوم بتوزيعه على عشاق سمها المنتشرين في كافة انحاء العالم!!
للبالغين فقط...اسلوب لاصطياد وجذب الاطفال!!
أردت هنا التعريج على احدى اهم العبارات التي تكتبها جميع شركات تصنيع السجائر على صناديقها التي تصنعها, ومحاولة تفسير تلك العبارة, وهي تقول "للبالغين فقط", في ظاهرها قد تكون هذه العبارة عادية واقل اهمية من تلك العبارات الاخرى التي تكتبها تلك الشركات الى جانبها كما ذكرت بعض منها سابقا, ولكن اعتقد بانها اهم تلك العبارات واخطرها على الاطلاق, فمن المعروف ان الانسان بأي خلفية ثقافية ينتمي اليها يحب ويرغب كل ما هو ممنوع وهو فضولي بطبعه و فطرته التي خلقه الله عليها, فان العبارات القائلة بأن السجائر هي مضرة بالصحة وتؤدي للامراض والوفاة اقل بريقا و تشويقا بالنسبة للمراهقين والاطفال من تلك العبارة القائلة "للبالغين فقط", فهي طريقة سهلة لاصطياد الاطفال والغير بالغين كي يقبلوا على تدخين السجائر من باب التجربة, ودخول عالم المدخنين من باب الفضول ليس الا ومن ثم الغوص في وحله المليئ بالامراض الخطيرة.
الاطفال المدخنين ونظرتهم الى السجائر...
"انت تتحدث معي هكذا لانك لا تستطيع ان تحمل سيجارة وتدخنها", في تلك العبارة اختصرت نظرة احد الاطفال المدخنين الى السجائر, وهو رد احد الاطفال ويدعى محمد, والذي لم يتجاوز الستة عشر ربيعا من عمره, حينما رأيته يدخن علنا في احد الشوارع كالاف مؤلفة من الاطفال في قطاع غزة وحاولت ان أشرح له مضار التدخين, فاجابني بتلك الطريقة التي تنم عن قلة الاحترام, واعطاني ذلك الجواب ان دل فانما يدل على ان الطفل محمد, ان لم يكن معظم الاطفال قد اصبحوا مدمنين على تدخين السجائر ليس من باب الادمان فقط وانما لفكرة واعتقاد خاطئين قد زرعتا في عقولهم بطريقة معينة تقولان بان من يملك سيجارة ويدخنها فهو يملك قراره ويصبح ذو مكانة كبيرة في نظر غيره من الناس, حتى وان كان قراره هذا حمل السيجارة وممارسة هواية سيئة وهو شربها, وباختصار الحديث فهو يكون رجلا كاملا مكملا حتى وان لم يصل او يتجاوز سن البلوغ او الرشد والانتقال الى سن الرجولة.
محلات البقالة.. وبيع السجائر.. والمسؤولية في مدن قطاع غزة تقريبا معظم محلات البقالة التي توجهت اليها تبيع السجائر, ولا شك في ان هذه المحلات لها عامل كبير في نشر التدخين بين الاطفال والمراهقين, ليس من باب الجذب والاغواء, وانما لئن هذه المحلات قد تبيع طفلا لم يتجاوز الخمسة اعوام علبة سجائر حتى وان كانت لوالده او اشخاص اكبر منه وبالتالي فانها تبيع الاف الاطفال الذين يدخنون السجائر وبالتالي لا تقنن عملية بيع السجائر كما هو مكتوب على صناديق السجائر للبالغين فقط, وهذا ما رأيته حينما جلست اكثر من مرة لعدة ايام في احد محلات البقالة الكبيرة في رفح يعود للحاج ابوسمير, فوجدت ان السجائر تباع كما يقال بلهجتنا الغزية لكل" من هب ودب".
وفي هذا الاطار سألت احد الاطفال الذين يدخنون ممن جاءوا على محل البقالة هذا عن عمره وكم مضى له وهو يدخن, وكم سيجارة يدخن في اليوم الواحد فقال " عمري 17عاما, وادخن من حوالي ثلاث سنوات, وادخن في اليوم علبة كاملة "عشرون سيجارة" ", وان دل هذا الشئ فانما يدل على حجم الكارثة, فمحلات البقالة تبيع السجائر لسن الاطفال 14 سنة واقل دون اية مسئولية ولا اخلاقية ولا حتى دينية.
وسائل اعلام وشخصيات عامة...مروجي سجائر!!
نظرة الاطفال هذه ليست يتيمة, او بالمعنى الاصح لم تولد هكذا من الهواء, وانما كان لها مقدمات بنيت عليها و جعلتها مع مرور الايام تنضج بدعم من مؤسسات مجتمعية بقصد او بدون قصد, و من المفترض ان تكون تلك المؤسسات ذات مسئولية عالية تجاه كل فئات المجتمع وعلى رأسها الاطفال, هذه المؤسسات كان لها الاثر العميق في تقوية تلك النظرة, فوسائل الاعلام تحمل السر الاكبر في هذا المجال, فلها عشاقها من الاطفال والشباب وتوقع فيهم اكبر الاثر, ومن هنا رضيت على نفسها بأن تكون بمثابة المروج بل والموزع لشركات تصنيع السجائر وتشجع جميع الفئات على شربها بحجة انها مفيدة وتؤدي بالانسان الى تهدئة اعصابه, وبهذا خرجت وسائل عن مهمتها الاساسية القائمة على اخبار الناس بالمعلومات والحقائق والاخبار الصادقة وبسبب حبها للمال والكسب بأي طريقة اخذت على عاتقها مهمة ترويج هذه السجائر والحث على كثرة شربها, وبالتالي فان وسائل الاعلام كانت اهم تلك المؤسسات التي حثت الشباب والاطفال وشجعتهم على ممارسة تلك الهواية السيئة..
اما المؤسسة الثانية, والتي لا تقل اهمية عن دور وسائل الاعلام والتي ترتبط فيها بشكل لصيق ووثيق, فهي الشخصيات العامة والقيادية التي من المفترض ان تكون قدوة للجميع, فكانت بعضا منها أسوأ قدوة ومثال للشباب والاطفال, وهنا اذكر قصة حدثت سنة 1953 ظهر رونالد ريغان في إعلان نشرته إحدى المجلات و هو يمسك السجائر و يقول أنها لا تترك مذاقا كريها و تبعه باقي الممثلين و المطربين بإعلانات السجائر, فاصبح رونالد ريغان قدوة ليس فقط للشباب والاطفال وانما لغيره من الشخصيات العامة في سلوكها نفس طريقه وما كان لها اسوأ الاثر في زيادة عدد المدخنين, وهنا لا اذكر هذه القصة من باب التقليل من شأن هذا الرئيس, وانما اذكر سلوكا سيئا قامت به شخصية عامة بحجم الرئيس الامريكي كان لها عظيم الاثر في سلوك المتأثرين به من الشباب والاطفال وحتى الرجال والنساء حتى اليوم..
اثره على الاطفال..ونتائج علمية..
استنتج مجموعة من الاطباء المتخصصين في مصر في بحث قاموا بتنفيذه على أطفال لأباء مدخنين أنهم يكونون أكثر عرضة من غيرهم لحالات تدمير الخلايا الحية لديهم وهو ما يعرف باسم ضغوط الأكسدة، وقال البحث إن ذلك يحدث لهؤلاء الأطفال من مجرد انبعاث دخان السجائر المشتعلة حتى ولو لم يقم أحد بتدخينها...هذا ان لم يشرب هؤلاء الاطفال السجائر وقاموا باستنشاقه فقط ممن يدخن حولهم, فما بالكم فيما يحصل للاطفال انفسهم ممن يشربوا السجائر بالفعل؟!!.
فقد وُجد في بعض الدراسات أن الأطفال الذين يشربون السجائر يصبحون في وضع حرج بالنسبة لصحتهم وحياتهم, فالتدخين حول أطفالك يمكنهم إستنشاق ما يعادل 102علبة سجائر حتي سن الخامسة لأن الرضع والأطفال المعرضين للتدخين مازالوا في طور النمو الجسماني ولاسيما وأنهم يتنفسون بمعدل أسر ع, فالأطفال الذين يتعرضون دائما للتدخين يصابون بصفة مستمرة بمشاكل طبية قد تدخلهم غرف العناية المركزة, ومعظم الحالات المرضية هي أمراض تنفسية وربو, والأطفال الرضع الذين يتعرضون لرائحة بقايا التبغ المحترق قد يتعرضون للموت نتيجة لمتلازمة الموت الفجائي ويمثلون نسبة أكبر من الذين يعيشون في بيوت خالية من آثار التدخين, و المراهقون نجدهم أكثر عرضة للإدمان بسبب النيكوتين, لأن أدمغتهم لا تزال في طور النمو, ونجدهم يكتسبون عادة التدخين من المدرسين والزملاء الذين يدخنون.
اقلاع الاطفال عن التدخين...وفوائد الاقلاع..
هناك حقيقة مؤكدة أن أكثر من ثلاثة ملايين شاب أعمارهم دون الثامنة عشر سنة يدخنون نصف بليون سيجارة سنويا نصفهم مدمنين على السجائر, وتشير التقارير أن الإقلاع عن التدخين في هذه الفترة العمرية له فوائده علي المدي السريع والطويل, لأن بعد دقائق أو ساعات من الإقلاع بعد آخر سيجارة تصبح أجسامهم سليمة بسبب التغيرات الفسيولوجية, وتستمر لسنوات حيث تتحسن صحتهم وينخفض معدل إصابات القلب، مع الإقلال من مخاطر الإصابة بالذبحة الصدرية وسرطان الرئة والسكتة القلبية, وبسبب التدخين نجد الصغار معرضين للإصابة المبكرة بتصلب الشرايين , فالكف عن التدخين اليوم يفيد الصحة غدا, فلا يعد متأخرا لو أقلع الشخص عنه حتي ولو في سن 65, لأنه سيقلل 50 % من مخاطر الموت بسبب أمراض التدخين.
حلول اسرية عقيمة..
كثيرا ما تواجه مشكلة تدخين الاطفال بعد اكتشافها من قبل الوالدين او اولياء امورهم تواجه بحلول تعقد تلك المشكلة بل وتزيدها, وعلى سبيل المثال حين توجهت بالسؤال لاحد اولياء الامور ويدعى ناهض شلايل من مدينة رفح بان ما هي ردة فعله فيما لو اكتشف احد اطفاله او ابنائه بانه يدخن السجائر, فاجاب " سوف اطرده بكل تأكيد من البيت حتى لو كان اصغر ابنائي"...وبكل تأكيد فان هذا الحل, او الذي يعتقد بأنه حل سحري من وجهة نظره, سوف لن يزيد الامور الا سوءا وتعقيدا, فالطرد سيؤدي بالطفل الى التشرد حتى وجلب المشاكل الى الاهل.
حلول.. وقوانين..
الرجل الاوروبي هو من اخترع التدخين ودعمه وهو من يحاربه اليوم, وفي ظل الدراسات العديدة التي تثبت مدى الاضرار التي يسببها التدخين, وفي ظل وجود مؤسسات اجتماعية غير مسئولة كالشخصيات العامة ووسائل الاعلام ومحال البقالة وكذلك دور الاسرة فانه يجدر بنا هنا وضع بعض الحلول المقترحة..
على الصعيد المحلي, حينما نتحدث عن دور وزارات الصحة فاننا نتحدث عن دور مؤسسات يعنيها صحة مواطنيها ويعنيها محارية كل ما هو مضر بصحة الفرد, هذا من المفترض, ولكن هذا ما لا يحصل, وكي يكون ذلك الدور مطبقا بخصوص السجائر, فيجب ان يكون هناك على الاقل قوانين من قبل وزارة الصحة الفلسطينية على بيع السجائر في محلات البقالة ويتم مراقبة هذا القانون من قبل الاجهزة الشرطية, اما على الصعيد الدولي, فان هناك الامم المتحدة والتي تنبثق عنها العديد من المؤسسات الصحية وحقوق الطفل والانسان التي من شأنها ان تسن القوانين بموافقة جميع الدول, مهما كانت هذه القوانين, فالتدخين هو ضار على المدخن وغير المدخن والطفل والكبير, وبالتالي فان هذه المؤسسات التابعة للامم المتحدة لديها الامكانية من استصدار قانون خاص بشركات ومصانع التبغ والسجائر تقلل من انتاج السجائر حتى وان كانت تلك المصانع تشغل حوالي اربعة ملايين عامل وموظف, خاصة وان الكثير من تلك المصانع موجودة في الدول الغربية وامريكا, فمثل هذه القوانين من شأنها ان تقلل اعداد المدخنين او تقليل اعداد السجائر المستهلكة حول العالم..