الهيئة الفلسطينية تنظم ورشة حول "إدارة الصراع وبناء السلام المجتمعي"
نشر بتاريخ: 29/08/2009 ( آخر تحديث: 29/08/2009 الساعة: 14:25 )
غزة - معا - نظمت الهيئة الفلسطينية للاجئين، اليوم السبت، ورشة عمل حول "إدارة الصراع وبناء السلام المجتمعي" بالتعاون مع منتدى "شارك" الشبابي، في مقر جمعية البيت الصامد بمدينة غزة، بحضور أعضاء ومنتسبي المخيم الشبابي الخاص بالفتيات الذي ينظمه منتدى شارك بالإضافة إلي عدد من المهتمين.
وتحدث أ.احمد طافش الناشط في مجال الديمقراطية وحقوق الإنسان في بداية الورشة عن عملية تنمية الشباب على أساس تخصصي، وبين أنها من أهم الاتجاهات الرئيسية التي بدأت تشق طريقها في غالبية البلدان والمجتمعات البشرية الحديثة، وأن هذا الاتجاه التنموي الحديث يستهدف بالأساس صقل شخصية الشباب وإكسابهم المهارات والخبرات العلمية والعملية اللازمة، بالإضافة لتأهيلهم وتدريبهم في مختلف الميادين المجتمعية لضمان تكيفهم السليم مع المستجدات.
وفيما يتعلق بجزئية المرأة في العملية التنموية الحديثة، اوضح طافش أن واقع المرأة وعلاقات النوع الاجتماعي ليست علاقات جامدة على الإطلاق، فهي تتأثر بمجمل العوامل الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية، كما يعاد تشكيلها وتعريفها بناء على ظروف المجتمع في مرحلة تاريخية ما، كما قد تؤدي الحروب والثورات والكوارث الطبيعية إلى تغيرات جوهرية حول المفاهيم السائدة في المجتمع.
كما وصف طافش محاولات السعي من قبل بعض الأطراف إلى إلغاء مظاهر العدوانية وإنهاء النزاع في الواقع الإنساني بالسذاجة، منوها أن الصراع كما هو شكل رئيسي من أشكال الوجود.
وقال:"وإذا كانت العدوانية كامنة في صميم الإنسان فإنها تبقى فردية وفي محيط اللحظة وحيز المكان الضيق الذي يشبع الحاجة، إلا أن فرص التعبير عنها تتضاعف داخل الحياة الاجتماعية، بحيث تكون عدوانية جماعة ما حيال جماعة أخرى تفوق بكثير عدوانية فرد ما حيال فرد آخر، ويكون العنف فيها هو الرابح دوماً، لأنه كاللهيب الذي يلتهم كل شيء".
وشرح طافش مفهوم الصراع وأنواعه وأسبابه ومستوياته وتحليله وأدوات القياس والتقييم الخاصة به، كما تطرق إلي مفهوم السلام المجتمعي وإدارة الصراع وكيفية إتمام عملية تحويل الصراع ، مشيرا إلى أن المتخصصين في حل الصراعات وبناء السلام وتحقيق الأمن النفسي يميلون إلى عددٍ من المؤشرات تتناسب مع المواقف المختلفة وتفتح الباب للحلول الناجحة، ومن هذه المؤشرات الوسائط الحكيمة وتحويل الشعارات إلى أعمال وإيجابية النظرة والتفاوض والحوار الهادئ.
وأكد طافش أن المدخل الحقيقي إلى خلق جو من السلم والأمن المجتمعي يأتي من خلال الديمقراطية والحوار البناء والمشاركة السياسية الواسعة التي تضمن التعبير عن الآراء واتخاذ القرارات المصيرية واختيار طريق المستقبل بكل حرية، بالإضافة إلي ضرورة المواجهة الحاسمة والعقوبة المشددة لجرائم الاعتداء على السلم المجتمعي، وهو الأمر الذي يتطلب ايجابية الإنسان إزاء مجتمعه والتمسك بالقيم الاجتماعية.