القنصلية البريطانية واتحاد السباحة يوقعان أتفاقية تعاون مشترك
نشر بتاريخ: 29/08/2009 ( آخر تحديث: 29/08/2009 الساعة: 17:58 )
القدس – معا - أستعدادا لأنطلاق فعاليات أولمبياد لندن 2012 والتي من المقرر أن تنطلق فعالياتها في العاصمة البريطانية " لندن " في الفترة الواقعة ما بين 27/7/2012 ولغاية 12/8/2012 , حيث يشير العداد الألي على الموقع الرسمي الخاص بفعاليات أولمبياد " لندن 2012 " ببقاء 1060 يوم لأنطلاق هذا الحدث التاريخي الهام والذي بدأت معظم دول العالم بالأستعداد له منذ سنوات , كون العمر الرياضي الأفتراضي لأي مشارك في الأولمبياد يفترض أن يتجاوز الثمان سنوات تدريبية للظهور بشكل مشرف للدول المشاركة .
وكون الفلسفة الأولمبية العالمية تطالب الدول المستضيفة للأولمبياد بضرورة دعم مشاركة أكبر عدد ممكن من دول العالم في هذا الحدث الأسطوري , فقد خصصت حكومة المملكة البريطانية المتحدة موازنات خاصة لدعم الدول النامية والفقيرة أستعدادا للمشاركة في الأولمبياد .
وبالفعل فقد جاء التحرك البريطاني بهذا الخصوص سريعا , وقامت حكومة بريطانيا بالطلب من سفاراتها المنتشرة حول العالم بالتحرك السريع لنشر الفلسفة الأولمبية ومبادئها المختلفة وتعميمها على كافة الأجسام الرياضية حول العالم .
وضمن هذه الأستعدادات في فلسطين جاء التحرك مبكرا من قبل القنصل البريطاني "كارن مكلوسكي" والتي التقت قبل عام تقريبا وفور أنتهاء فعاليات أولمبياد "بكين 2008 " برئيس اتحاد السباحة والرياضات المائية إبراهيم الطويل في مقر القنصلية البريطانية بمدينة القدس بحضور مدير مكتبها عوض دعيبس ومدير المشاريع في القنصلية ميشيل صنصور , حيث قدم الطويل شرحا مفصلا عن مشاركته في فعاليات أولمبياد "بكين 2008 " وفعاليات أولمبياد " أثينا 2004 " والتي شارك بهما الطويل كإداري للبعثة وساهم بشكل كبير في تأمين المعسكرات التدريبية التي سبقت مشاركة فلسطين بهما .
وكان الطويل حينها قد قدم للقنصل شرح مفصل عن التجربة الفلسطينية في فعاليات أولمبياد "بكين" بكافة جوانبها الإيجابية والسلبية وما
رافق الاستعداد المتأخر للسباحين والعدائين الفلسطينيين الذين كان لهم شرف تمثيل فلسطين في أولمبياد " أثينا 2004 " وأولمبياد "بكين 2008 " . وكان قد طلب الطويل في حينها من أشراف مدربيين بريطانيين من اليوم ولغاية أنطلاق فعاليات الأولمبياد القادم كما وطلب الطويل حينها من القنصل محاولة دعم النشاط المائي داخل فلسطين وخصوصا فيما يتعلق بتعليم صغار السن من الطبقات الفقيرة رياضة السباحه بسبب عدم أمكانية أولياء أمورهم توفير هذا التدريب المكلف عادة لهم , مما جعل رياضة السباحه مقتصرة على العائلات ذوي الدخل العالي , والذي من شأنه أيضا تقليل
حالات الغرق الكثيرة سنويا في فلسطين بسبب جهل الأطفال بممارسة رياضة السباحه .
وقد وعدت القنصل في حينها برفع كافة هذه التوصيات للجهات الداعمة ولحكومتها ومحاولة أخراج هذه التوصيات لحيز النور . وبالفعل جاءت أولى بشائر هذا الدعم من خلال موافقة القنصلية البريطانية على دعم عدة مشاريع تتعلق بدعم السباحين من ذوي الدخل المحدود , على أن تطبق المرحلة
الأولية من هذا المشروع بقيمة سبعة ألاف جنيه بريطاني بمدينة القدس حتى نهاية العام الجاري ولتمتد بعدها لقطاع غزه ولبقية محافظات الوطن على التوالي ووفقا لتوصيات الاتحاد وحسب الحاجة الملحة لكل مدينة بعينها في المجال المائي .
هذا وأثمرت الأجتماعات التي توالت بين الطويل والقنصلية البريطانية في القدس عن تولد فكرة لدى القنصلية بضرورة دعم عدد أخر من الرياضات في فلسطين , حيث عقد الأسبوع الماضي اجتماع موسع في مقر اللجنة " البار أولمبية " بمدينة رام الله دعت إليه القنصلية البريطانية ممثلين من وزارة الشباب والرياضة واللجنة الأولمبية الفلسطينية والعديد من ممثلي الاتحادات الرياضية , حيث قامت القنصل السياسي البريطاني "كارن مكلوسكي" بشرح فلسفة بريطانيا في دعم الاتحادات الرياضية في مجالات ذات أستدامة مستقبلية , بحيث تكون هذه المشاريع تتعلق بالشمول الأجتماعي , بغض النظر عن الدين والقومية والتعليم والجنس .
وفي مجالات البيئة من خلال المحافظة على البيئة من خلال الرياضة , ليكون للشباب الرياضي دور هام في المحافظة على البيئة ليكونوا قدوة لغيرهم في هذا المضمار . ويأتي تخصيص شكل الدعم الثالث في مجال التعليم بحيث تصبح الرياضة جزء كبير من اليوم الدراسي للأولاد , كون الرياضة تساعد في تحسين مستوى الأداء لدى الطلبة وتزيد من ثقتهم بأنفسهم , والذي من شأنه أن يزيد مستقبلا من حجم التبادل الشبابي بين الجامعات الفلسطينية والبريطانية .
وقام الطويل خلال هذا الأجتماع بتقديم ورقة عمل للقنصلية البريطانية تتضمن الطلب القديم بضرورة منح عدد من الرياضين منح رياضية للدراسة والتدريب في المملكة المتحدة , وضرورة أنتداب مدربين بريطانيين للتواجد في فلسطين لفترات طويلة الآمد لعقد دورات وورشات عمل وأعداد مدربين في كافة المجالات الرياضية , وختم الطويل ورقة العمل التي قدمها بضرورة قيام المملكة المتحدة ببناء منشئات رياضية في فلسطين تحمل أسم أولمبياد " لندن 2012 " لتبقى ذكرى هذا الأولمبياد خالدة لدى الشعب الفلسطيني .
وقد لاقى هذا الطلب قبول وأستحسان كافة الحضور ووعدت " كارن " بدراسة كافة هذه التوصيات ورفعها للجنة المنظمة للأولمبياد ولحكومتها في محاولة منها لتحويل هذه الأمنيات لواقع يمكن تطبيقه في فلسطين . ومن الجدير ذكره بأن رئيس اتحاد السباحه إبراهيم الطويل يمتلك خبرة طويلة في
مجال العمل الأولمبي , أمتدت منذ العام 2000 بأنتهاء فعاليات أولمبياد " سدني "لينطلق بعدها بالأعداد والتحضير والمشاركة في أولمبياد " أثينا 2004 " وبعدها أولمبياد " بكين 2008 " , حيث شملت هذه التحضيرات سلسلة من المشاركات العالمية للسباحين الفلسطينيين لتثبيت أرقام قياسية لهم ضمن سجلات الاتحاد الدولي للسباحه " الفينا " . وكان الطويل قد أختتم قبل حوالي الشهر دورة متقدمة في مجال الإدارة والتسويق الرياضي قدم خلالها رسالة حول فلسفة وأستراتيجية التنافس الرياضي والتي أستندت على دراسات ومراجع لعدد كبير من خبراء الرياضة العرب والأجانب , وقدم خلالها أمكانيات فلسطين من عدمها لأستقبال حدث رياضي عالمي أسوة ببقية دول العالم .