بعد انجازات داخلية- هل جولة الرئيس تنجح في تحريك ملفي الحوار والسلام؟
نشر بتاريخ: 30/08/2009 ( آخر تحديث: 30/08/2009 الساعة: 13:57 )
رام الله- تقرير معا- من المقرر أن يبدأ الرئيس محمود عباس، اليوم جولته العربية والأوروبية، في إطار مساعيه للتأكيد على المواقف السياسية الداعية الى وقف الاستيطان كمتطلب رئيسي لبدء المفاوضات السياسية، حيث تاتي هذه الجولة وسط عقبات تضعها اسرائيل امام انطلاق عملية السلام، ما يفتح المجال لطرح السؤال هل ينجح الرئيس عباس في جولتة الأوروبية في تحقيق نتائج لتحريك عملية السلام المتوقفة امام عقبة الاستيطان؟، وهل تنجح زيارته لعدد من الدول العربية وخاصة قطر في تحريك ملف الحوار الوطني باتجاه الوصول الى اتفاق حول اجراء الانتخابات التشريعية والرئيسية في موعدها المقرر الـ(25) من يناير المقبل؟.
مسؤولون رسميون في السلطة الفلسطينية يعولون كثيرا على هذه الجولة العربية والأوروبية في تحقيق تقدم ملموس على أكثر من صعيد، خاصة وانها تاتي في اعقاب نجاح الرئيس عباس في انجاز عقد المؤتمر العام السادس لحركة فتح، واستكمال عضوية اللجنة التنفيذية لـ(م،ت،ف)، بستة اعضاء جدد، ومواصلة قيادته وإشرافه على الجهود التي تبذلها حكومته في فرض الامن والنظام العام والانتقال الى مرحلة بناء مؤسسات الدولة الفلسطينية.
وحسب مسؤول فلسطيني رفيع المستوى لوكالة "معا"، فان الرئيس عباس نجح بامتياز في تحقيق المتطلبات الرئيسية لترتيب الوضع الفلسطيني الداخلي، تحضيرا للمرحلة المقبلة التي سوف تشهد اعلان الرئيس الاميركي باراك اوباما لتفاصيل خطته لتحقيق السلام في الشرق الأوسط.
ووفقا لذلك المسؤول فان الرئيس الاميركي اوباما، كان ناقش مع الرئيس عباس خلال اجتماعهما الأخير في واشنطن، ضرورة تحقيق ثلاث قضايا اساسية قبيل اعلان خطته لتحقيق السلام في المنطقة المفترض اعلانها رسميا في اكتوبر المقبل، ومن بين القضايا التي ركز عليها اوباما، عقد المؤتمر العام السادس لحركة فتح، وضرورة استمرار السلطة الفلسطينية في تحقيق الامن والنظام في الضفة الغربية وترتيب الوضع الداخلي تمهيدا للمرحلة المقبلة.
ومما لاشك فيه فان الانجازات التي حققها الرئيس عباس على الصعيد الداخلي تبقى ناقصة في ظل استمرار الانقسام وتعثر الحوار الوطني، الامر الذي يجعل انجاز هذه القضية تستحوذ على الاجندة الرئيسية للقيادة الفلسطينية.
واكثر ما يدلل على ذلك هو ان موضوع الحوار الوطني سيكون على طاولة المباحثات التي سوف يجري الرئيس عباس مع أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، في اطار هذه الجولة في محاولة الرئيس عباس الحصول على دعم قطري لفكرة اجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية في موعدها المحدد باعتبار ان اجراء الانتخابات هي البديل المتاح لفشل الحوار الوطني الوطني في التوصل الى اتفاق ينهي الانقسام السياسي القائم.
وكان الرئيس عباس اكد مؤخرا على ان اجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية هي البديل لعدم الاتفاق الوطني، وعرض فكرة الاشراف العربي والدولي على اجراء هذه الانتخابات واستعداده للقبول والتسليم باية نتائج تفضي اليها هذه الانتخابات، سيما ان حركة حماس كانت شككت في إمكانية اجراء الانتخابات دون ضمانات دولية وعربية باحترام نتائجها.
ومع الواضح ان حصول الرئيس عباس على دعم قطري لفكرة اجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية يوفر عليه نصف الطريق كون قطر تربطها علاقة وثيقة بقيادة حركة حماس على اكثر من صعيد.
وزير الخارجية في الحكومة الفلسطينية د. رياض المالكي، اكد لـ "معا"، ان موضوع الحوار الوطني سيكون من ضمن القضايا التي سيبحثها الرئيس عباس مع امير قطر، موضحا ان هذا اللقاء سيكون الرابع الذي يجمع الطرفين واتفاقهما المسبق على اهمية مواصلة اللقاءات والاجتماعات باستمرار.
ومن المقرر ان تشمل جولة الرئيس عباس زيارة كل من عمان، وقطر وليبيا واسبانيا وفرنسا، اضافة الى زيارته لمصر في ختام الجولة التي قد تستغرق اسبوعا كاملا.
وحسب ما اكده المالكي فان الجولة على المستوى العربي والأوروبي قد تفضي الى نتائج مهمة ابرزها، امكانية دعوة فرنسا لعقد مؤتمر دولي جديد للسلام وبحث هذه القضية مع الرئيس عباس المقرر ان يزور فرنسا واسبانيا ضمن هذه الجولة، إضافة الى امكانية طرح هذه الفكرة من قبل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي خلال المؤتمر الثاني للاتحاد من اجل المتوسط الذي يضم 43 دولة متوسطية.
وشدد على دعم السلطة الفلسطينية لاية مبادرات تساهم في دعم عملية السلام وانهاء الاحتلال وبناء الدولة الفلسطينية، انطلاقا من قاعدة وجوب وقف الاستيطان الذي بات يحظى باجماع دولي.
وتشمل جولة الرئيس عباس زيارة دولة اسبانيا وفرنسا حيث من المقرر ان يبحث مع قادة الدولتين اخر تطورات الاوضاع السياسية في ظل المحاولات التي يبذلها جورج ميتشيل من اجل الضغط باتجاه وقف الاستيطان، والسعي للحصول على تاكيد الموقف الأوربي بهذا الاتجاه، في حين من المقرر ان يشارك الرئيس عباس في حضور الاحتفالات الخاصة بذكرى الأربعين لثورة "الفاتح من سبتمبر" في الجمهوري الليبية بعد تلقيه دعوة بهذا الخصوص.
وفي ختام جولة الرئيس عباس فان القاهرة ستكون المحطة الاخيرة لجولته، خاصة وانها تشهد حراك سياسي محموم في قضية الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليت، الامر الذي يتيح المجال لاستثمار انهاء هذا الملف في دعم امكانية انجاز الحوار الوطني وفكفكة القضايا العالقة امام اتمامه باتجاه انهاء الانقسام والتوافق على اجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية.