المطران حنا يتفقد الأثار البيزنطية المسيحية التي أكتشفت مؤخرا بالطيبة
نشر بتاريخ: 30/08/2009 ( آخر تحديث: 30/08/2009 الساعة: 13:29 )
رام الله- معا- تفقد المطران عطاالله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس أمس الأثار البيزنطية المسيحية التي أكتشفت مؤخرا بجوار كنيسة القديس جوارجيوس (الخضر) في بلدة الطيبة في الضفة الغربية. ورافقه في هذه الزيارة عدد من الكهنة.
وكانت دائرة الأثار والتراث الثقافي في وزارة السياحة والأثار الفلسطينية قد أعلنت قبل أيام أن طواقمها العلمية قد قامت بتنفيذ حفرية علمية في قبر أثري يقع عند المدخل الجنوبي لكنيسة الخضر في مدينة الطيبة (رام الله) إذ كانت قد ظهرت فتحة القبر في نهاية أعمال التنظيف والتأهيل التي قام بها طاقم فلسطيني فرنسي مشترك في الشهر الماضي.
وقد نفذ عمليات التنقيب طاقم مكوّن من جهاد ياسين وعوني شوامرة وصالح طوافشة ومحمد دياب ونضال الخطيب وجهاد خضر وخبير العظام محمد زواهرة تحت الإشراف العلمي للدكتور حمدان طه.
وأشار د. طه بأن القبر يتكون من غرفة مقببة مقطوعة في الصخر بعقد جملوني على الطريقة الرومانية، وأرضية القبرر مرصوفة بالفسيفساء، ومدخله على شكل فتحة البئر، وقد ظهرت أربعة مدافن رئيسية في القبر. وبعض المدافن مغطى ببلاطات حجرية، وتشير الدلائل الأثرية والعظمية إلى مدفن عائلي مستخدم على مدار فترتين رئيستين وهما الفترة البيزنطية المتأخرة والأموية والعباسية، مع بعض دلائل استخدام قد تعود إلى الفترة الفاطمية المتأخرة. ويدل العدد الكبير للأسرجة المرفقة ربما إلى طقوس إضاءة قبر المتوفى أو هدايا نذرية.
وتتشكل المرفقات الجنائزية من عدد كبير من الأسرجة الفخارية، وحلي شخصية تتكون من خواتم وحلق وأساور وخلاخل، وكميات من الخرز تدل على عقود كانت توضع مع الأموات، وتعتبر الأسرجة المكتشفة أكبر مجموعة من الأسرجة تكتشف في قبر واحد إذ تزيد عن أربع مئة سراج، وتحمل الأسرجة البيزنطية زخارف هندسية ونباتية في محيط فتحة الزيت، ويحمل بعضها رسم الصليب أو رسم سعفة النخيل عند أعلى منطقة الفتيل. وقد ظهرت كتابة يونانية على بعض الأسرجة البيزنطية.
ويضم القبر مجموعة كبيرة من الأسرجة الاموية المبكرة والتي تتعاصر مع فترة قصر هشام في خربة المفجر من النوع المعروف باسم سراج خربة المفجر على شكل حبة الكمثرى. وتتميز هذه الأسرجة بزخارفها الغنية والتي تشمل عناقيد العنب والورود وبعض مشاهد الصيد.
وتقع الطيبة على بعد 18 كم إلى الشرق من مدينة رام الله على الحافة الشرقية للمنطقة الجبلية الوسطى، التي تطل على وادي الأردن. تعرف الطيبة بالاسم القديم "افرايم".
وقد وصفت في القرن الرابع الميلادي من قبل الأب يوسيبوس كبلدة تقع على بعد عشرين ميلا من القدس وخمسة أميال من بتين. وتظهر الطيبة في خارطة مادبا من القرن السادس الميلادي. وتم الكشف عن أرضيات فسيفساء تحمل نصاً يونانياً وتيجان أعمدة من الفترة البيزنطية من قبل شنايدر سنة 1941 في كنيسة الروم الأرثوذكس. وعلى المنحدرات تظهر العديد من المقابر من الفترة الرومانية والبيزنطية.
وتعتبر كنيسة الخضر الواقعة على تلة مرتفعة إلى الشرق من قرية الطيبة أحد أهم المعالم الأثرية الماثلة للعيان. وتعود الكنيسة الأولى إلى الفترة البيزنطية. وتتكون من مجمع بناء ضخم (28-26 متراً مربعاً) من ثلاثة أروقة، ما زالت أجزاء منها محفوظة خاصةً في الناحية الشرقية للرواق الأوسط والجنوبي. أما مرحلة البناء الرئيسة الثانية في الكنيسة فتعود إلى العصور الوسطى.
وترتبط الكنيسة بشخصية القديس الخضر وهو قديس شعبي في فلسطين يكرمه المسيحيون والمسلمون على حد سواء. وتجري منذ سنة 2000 أعمال تنظيف وترميم في الموقع من قبل بعثة فلسطينية- فرنسية مشتركة. شملت أعمال تنظيف شاملة في الموقع والكشف عن بعض أجزاء الكنيسة وأرضيات الفسيفساء، كما شمل العمل ترميم بعض أجزاء الكنيسة، وتنقيبات إنقاذية عند المدخل الجنوبي للكنيسة.
ويرمي المشروع الحالي إلى تأهيل كنيسة الخضر في الطيبة كحديقة أثرية وسياحية مجهزة بالمرافق والخدمات، إلى جانب خطة إدارة الموقع وتفسيره. كما يهدف المشروع أيضاً إلى تطوير إمكانيات الموقع السياحية من خلال ربطه بمشروع تأهيل البلدة القديمة وإنشاء متحف في الطيبة يروي تاريخ البلدة الحضاري.
المطران حنا شكر كل من عمل في حقل التنقيب والبحث وصولا الى هذه الأثار التي أن دلت على شيء فهي تدل على قدسية وأهمية هذه البلاد التي أنطلقت منها الديانات وهي مليئة بالمقدسات والمعالم التاريخية والحضارية.