ائتلاف البديل يعلن عن امتناعه عن التصويت عند طرح الثقة بالحكومة

رام الله- معا- اعلن ائتلاف البديل امتناعه عن التصويت عند طرح الثقة بالحكومة على المجلس التشريعي اليوم، مؤكدين حرص الائتلاف على صون وتعزيز الوحدة الوطنية ودعوة الجميع إلى مواصلة الحوار من أجل التوصل إلى صيغة برنامجية مشتركة تسمح بقيام حكومة ائتلاف وطني.

واعتبر ائتلاف البديل في بيان صحافي وصل "معا" نسخة منه برنامج الحكومة وتشكيلتها لا يفيان بما هو مطلوب لتوفير مقومات النجاح في أداء المهمة الصعبة التي تقع على عاتقها في الظروف الراهنة.

وقال الائتلاف في بيانه "من المؤسف أن الأخوة في حماس لم يبدوا استعداداً للأخذ بهذه التعديلات أو التوصل إلى حلول مشتركة بشأنها، الأمر الذي أحبط إمكانية تشكيل حكومة ائتلاف وطني وقاد إلى اعتذار جميع الكتل الأخرى عن المشاركة في الحكومة, مضيفاً" ان الحكومة التي يتقدم بها الأخ رئيس الوزراء المكلف إلى المجلس اليوم لا تفي بمتطلبات الحاجة إلى حكومة وحدة وطنية لا من حيث برنامجها ولا من حيث تشكيلها الذي يطغي عليه اللون الواحد".

واضاف البيان" لا يمكن لبرنامج ائتلاف وطني أن يتجاهل الاعتراف الواضح بمكانة منظمة التحرير الفلسطينية بصفتها الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني في الداخل والخارج والمرجعية الوطنية العليا للسلطة الوطنية الفلسطينية.

وأبدى الائتلاف ملاحظات على مظاهر الخلل في البنية القيادية لمؤسسات م.ت.ف. والتي ينبغي العمل على معالجتها بإعادة بناء تلك المؤسسات على أسس ديمقراطية تتسع لجميع ألوان الطيف السياسي الفلسطيني وفقاً لما تم الاتفاق عليه في القاهرة في آذار من العام الماضي.

وراى ائتلاف البديل أن مجابهة الحلول الإسرائيلية التوسعية أحادية الجانب تتطلب بلورة مبادرة فلسطينية بديلة تقوم على الدعوة إلى مؤتمر دولي على أساس قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة للتوصل إلى حل تفاوضي شامل يضمن تنفيذ هذه القرارات التي تقضي بانسحاب إسرائيل الكامل إلى حدود الرابع من حزيران 67، وتفكيك المستوطنات، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة بعاصمتها القدس، وحل مسألة اللاجئين الفلسطينيين على أساس القرار 194 الذي يكفل لهم حق العودة إلى ديارهم وممتلكاتهم.

وعبر الائتلاف عن استغرابه في هذا السياق، لخلو برنامج الحكومة من أية إشارة إلى التصدي لمحاولات إسرائيل فرض حل توسعي أحادي الجانب، ومن أي موقف صريح برفض خيار " الدولة ذات الحدود المؤقتة " الذي يتناغم مع تلك المحاولات.

مشيرا الى ان إشارة غامضة إلى " رفض الحلول الجزئية " لا تكفي في الوقت الذي يكتسب فيه المخطط الإسرائيلي ملموسية صارخة ببرنامج اولمرت لترسيم الجدار حدوداً لدولة إسرائيل مفروضة من جانب واحد وضم الكتل الاستيطانية والأغوار إلى جانب القدس الكبرى وتجزئة الأراضي الفلسطينية إلى معازل مطوقة ومنفصلة وخاضعة للهيمنة الإسرائيلية على مقدراتها.

واعتبر ائتلاف البديل ان برنامج الحكومة في الشأن الداخلي يتسم بالارتباك ويوحي بأن صياغته تمت على عجل ودون تدقيق في مضامين بنوده. ويدل على ذلك تكرار إيراد بعض الشعارات في أكثر من بند والتداخل المربك بين البنود المختلفة.

واكد الائتلاف انه سيقف صفاً واحداً إلى جانب الحكومة في التصدي للضغوط والتهديدات والابتزازات الخارجية الهادفة إلى زرع العقبات والعراقيل في طريقها، وفي رفض ومجابهة أية إجراءات أو ممارسات من جانب إسرائيل أو أية جهة إقليمية أو دولية تهدف لمعاقبة شعبنا على خياره الديمقراطي. إننا سوف نقدم كل الدعم الضروري للحكومة في مواجهة هذه الضغوط، وسوف نساند أي خطوة من خطواتها نرى فيها تحقيقاً لمصلحة شعبنا وقضيته الوطنية.

واضاف ان كتلة البديل اعلنت - منذ تشكيلها- تبنيها لضرورة قيام حكومة ائتلاف وطني على أساس برنامج قواسم مشتركة كصيغة للشراكة السياسية تتطلبها المصلحة الوطنية في مواجهة تحديات الاحتلال ومخططات فرض الحلول التوسعية أحادية الجانب.

ومن هذا المنطلق شارك ممثلو كتلتنا بحيوية في المشاورات والحوارات التي دارت مع الأخوة في حماس وسائر الكتل الممثلة في المجلس التشريعي بهدف التوصل إلى صيغة برنامجية تشكل بالفعل قاسماً مشتركاً وأساساً لقيام حكومة وحدة وطنية.