وكالة الانباء الفلسطينية وفا تتهم اسرائيل بمحاولة قتل البحر الميت
نشر بتاريخ: 24/06/2005 ( آخر تحديث: 24/06/2005 الساعة: 12:20 )
معا - نشرت وكالة الانباء التابعة رسميا للسلطة الفلسطينية لقاء مع الجغرافي د. شكري عراف وهو من كفر كنا داخل الخط الاخضر ( أن إسرائيل توشك على قتل البحر الميت بحرمانه من روافده ) .
وحذر الجغرافي عراف ابن قرية معليا داخل أراضي الـ48، في حديث للوكالة من مخاطر انقراض البحر الميت، معرباً عن استغرابه من قيام إسرائيل بالتباكي على هذا البحر المميز، ومحاولة إنقاذه، مؤكداً أنها توشك على قتله بحرمانه من روافده.
وقال: إن البحر الميت يكابد حالة خطيرة جراء استمرار استخراج السلطات الإسرائيلية للأملاح في مصانع البحر الميت في منطقة "سدوم"، واستيلائها على المياه الرافدة له، إلى جانب ارتفاع درجة الحرارة في الكرة الأرضية.
وأضاف أن كمية المياه القليلة التي أصبحت تصب في البحر الميت، لا تعوض تلك المتبخرة، ما يؤدي إلى انخفاض سطحه بثلاثة أرباع المتر سنوياً، محذراً من تفاقم هذه المخاطر مستقبلاً.
وبين أن البحر الميت في طريقه إلى الجفاف المتسارع، لأن انخفاض سطحه سيزيد بوتيرة أكبر كلما تقلصت مساحته، مشيراً إلى أن الحلول المقترحة مجرد أفكار تطرح منذ سنوات طويلة، حيث كانت إسرائيل قد اقترحت قناة توصل البحر الأبيض بالميت من شاطئ عسقلان، مروراً بصحراء الخليل.
وقال الجغرافي عراف: "لا أتوقع أن تخرج هذه الأفكار والحلول إلى حيز التنفيذ طالما لم تحل القضية الفلسطينية، ويشارك الفلسطينيون فعلياً فيها، كون ثلاثة أرباع الشاطئ الغربي قد أحتل عام 1967".
وكانت إسرائيل والأردن والسلطة الوطنية، وقعت مؤخراً اتفاقية لإجراء دراسات تمهيدية لفحص إمكانية حفر قناة بين البحرين الأحمر والميت بطول 180 كيلومتر، لإنقاذ الأخير من الموت.
وتقوم الدراسات، التي يستغرق تنفيذها أربع سنوات بتكلفة خمسة ملايين دولار، بفحص التأثير البيئي للقناة على خليج العقبة وعلى وادي عربة ونوعية مياه البحر الميت، إلى جانب جدوى مشاريع الطاقة والسياحة المقترحة ضمن المشروع.
وقال الجغرافي عراف: إن فكرة وصل البحرين، ليست جديدة، إذ اقترحتها جهات إسرائيلية وأردنية خلال العقود الثلاثة الماضية، من أجل إنقاذ البحر الميت، الذي يرى بعض الخبراء أن موته أصبح حتميًّاً لاستمرار انخفاض منسوب المياه فيه، وهناك من يتنبأ باختفائه عام 2050، فيما يقول البعض الآخر أن ذلك سيستغرق نحو 200 عام.
وأضاف أن من يزور هذا البحر المميز ذي الخواص الطبية والعلاجية، يلاحظ انحسار شطآنه سنة بعد سنة، إلى درجة أن لافتات تحذير المستحمين فيه من الغرق التي ثبتت في الجانب المحتل إسرائيلياً، باتت تمثل وسط مساحات واسعة من الصحراء القاحلة.
وبين أنه من الغريب أن إسرائيل التي تؤكد مساعيها لإنقاذ البحر الميت، هي في الواقع صاحبة النصيب الأكبر في عملية اعتلاله ونزوعه المتواصل للتلاشي، ولأن يصبح اسماً على مسمى، وذلك بسبب حرمانه من روافده المائية.
وقال الجغرافي عراف، إنه منذ عشرات السنين، تدأب إسرائيل على ضخ مياه نهر الأردن إلى مناطق مختلفة لاستخدامات الري إلى جانب استيلائها على مياه الينابيع في منطقتي صحراء الخليل ووادي عربة، التي طالما كانت تغذي هي الأخرى البحر الميت، وباتت تسرق وتباع في زجاجات كمياه معدنية.
وحسب عراف، فقد وصل تناقص البحر الميت إلى 80 سم سنويًّاً، ما أدى إلى انخفاضه اليوم بـ 10 أمتار عن مستواه في السبعينيات من القرن الماضي، مبيناً أن الاحتلال يمضي باستمرار في تجفيف منابع الأودية والأنهار التي تغذيه.
وتابع: حتى الآن قام الاحتلال بما يزيد عن 18 مشروعاً لتحويل مياه نهر الأردن المغذي الأساسي والرئيس له، وتحويل الأودية الجارية التي تتجمع فيها مياه الأمطار وتجري باتجاه الميت إلى المناطق المحتلة، وخاصة للمستعمرات.
وبين أن نسبة المياه المحجوزة والمحولة عن البحر الميت، بلغت حوالي 90% من مصادره، كما قامت إسرائيل وفقاً لمصادر فلسطينية، بحفر ما يزيد عن 100 بئر غائرة لسحب المياه الجوفية من المناطق القريبة التي تغذيه.
وقال الجغرافي عراف، إنه إضافة إلى زيادة نسبة التبخر، فإن إقامة المصانع ومراكز استخراج الأملاح بصورة كبيرة من البحر الميت، تؤثر بحسب الخبراء على طبقة الأوزون، كما أثبت علماء ألمان من خلال أقمار اصطناعية.
ويواجه المشروع الذي من المتوقع أن يستمر إنجازه 10-15 سنة، بتكلفة 900 مليون دولار، انتقادات عديدة سواء سياسية أو علمية، خاصة وأن العلماء متخوفون من فشل التجربة، ما يعني المس بطبيعة البحر الميت الحالية وقتله كبحر نادر.
يذكر، أن البحر الميت هو جزء من بحيرة اللسان، التي غطت الغور وتقلصت قبل 14 ألف عام إلى ما هو اليوم، وهو جزء من الانهدام الكبير، ويبلغ طوله 78 كيلو متر، ومتوسط عرضه 14 كيلو متر، فيما تبلغ النقطة الأكثر عمقاً فيه 400 متر.
وتفصل منطقة اللسان، البحر الميت إلى حوضين جنوبي ويسمى بحيرة اللسان، وآخر شمالي يشكل مساحته ثلاثة أرباع مساحة البحر( 940 كيلو متر مربع)، وبسبب انحسار مياهه انقطع الحوضان عن بعضهما البعض وتربط بينهما اليوم قناة اصطناعية.
ويختلف المؤرخون، حول سبب تسميته بالميت، فمنهم من ينسب ذلك لانعدام أمواجه، فيما يرى آخرون أن التسمية وليدة موت الكائنات البحرية.
وفي المصادر التاريخية العربية والأجنبية وردت أسماء كثيرة للبحر الميت، منها البحر المالح، وبحر الصحراء، والبحر الشرقي، وبحر سدوم، وبحر الحمر، والبحر الكافر، والبحيرة المقلوبة، وبحيرة لوط، والبحيرة المنتنة، وبحيرة سدوم وعمورة.
ويُعتبر البحر الميت أكثر المسطحات المائية ملوحة على مستوى العالم، حيث يصل تركيز الأملاح فيه إلى 32%، في حين تصل إلى 3% في البحار الأخرى، وينفرد بتركيبه الأيوني، كما أن الوزن النوعي لمياهه يبلغ متوسطاً عاماً 206.1 جم- سم مكعب، وهذا سر طفو الأجسام فوقه بشكل واضح.