السبت: 30/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

اعتصام حاشد في نهر البارد إحتجاجا على وقف الإعمار والدعوة لتصعيد سلمي

نشر بتاريخ: 01/09/2009 ( آخر تحديث: 01/09/2009 الساعة: 01:34 )
بيروت-معا-شهد مخيم نهر البارد أضخم إعتصام منذ عامين، ظُهر أمس، دعت إليه بشكل مشترك الفعاليات السياسية والإجتماعية والمختصة بالإعمار عبر كلمة مشتركة إحتجت فيها على قرار وقف الإعمار بحجة الآثار، وبمشاركة ممثل منظمة التحرير الفلسطينية. طالبت كلمة الإعتصام المشتركة بالتراجع عن قرار وقف إعمار المخيم "من دون قبول أي عوائق وذرائع وحجج أمنية أو تقنية أو سياسية أو متعلقة بالآثار". وأعلنت عن تصعيد عبر سلسلة تحركات إحتجاجية سلمية، كما اللجوء إلى القضاء اللبناني في موضوع الآثار إضافة إلى التوجه "أمام القضاء اللبناني حول ما تعرض له مخيم نهر البارد من سرقة وحرق للمنازل بعد أنتهاء المعارك وتمييز بحق الناس وإهانتهم - وإن جرى تعثر العملية فسوف نتوجه إلى القضاء الدولي".

ولوّحت كلمة الإعتصام المشتركة بالإضراب في المخيمات الفلسطينية وبـ"إحتمال الدعوة إلى مقاطعة سلمية شعبية للتصريح الأمني ولمؤسسات الدولة التمييزية بحق فلسطيني نهر البارد". وأظهرت كلمة التحرك نيتها "نشر تقرير مفصّل ودقيق للرأي العام والإعلام عن كافة الممارسات الأمنية والتمييزية التي تعرّض لها مخيم نهر البارد على مدار أكثر من عامين".

ضمّ الإعتصام بين ثلاثة وأربعة آلاف مشارك من أهالي المخيم بحسب تقديرات مختلفة لمنظمّيه، ، وذلك على حدود المخيم القديم المسيّجة. ودعا إلى الإعتصام كل من "هيئة مناصرة أهالي مخيم نهر البارد" التي تضم كافة مؤسسات مخيم نهر البارد بما فيها "هيئة العمل الأهلي والدراسات لإعادة إعمار مخيم نهر البارد" الشريكة مع "الأونروا" في إعادة إعمار المخيم ، واللجنة الشعبية والفصائل الفلسطينية في مخيم نهر البارد، وألقوا كلمة مشتركة. كما ألقى مسؤول ملف نهر البارد في منظمة التحرير الفلسطينية كلمة في الإعتصام تحدث فيها عن وعود الدولة المختلفة، وناشد مجلس شورى الدولة التراجع عن قراره، كما تحدث عن تقصير "الأونروا" ودعاها إلى أخذ دورها بالترافع قضائيا والتحرك عمليا.

ناقشت كلمة الإعتصام المشتركة "حجة الآثار" ولكنها اعتبرت بأن "الموضوع أكبر من الآثار، ولن تكون الآثار مسمارا جديدا نلتهي به". وأضافت الكلمة:

نأتي هنا اليوم لنعبر عن ردٍ شاملٍ على كل ما حدث بعد أن صبرنا وإنتظرنا عامين ... الأثار حجة لا أكثر، والموضوع سياسي. بعد التجاهل الطويل لموضوع الآثار في نهر البارد على مدى تسعين عاماً أعلن فجأة عن موضوع الآثار مع توقيت بدء عملية الإعمار المتأخرة كثيراً بالأصل. وجرت إثارة هذا الموضوع تحديدا في مخيم نهر البارد الفلسطيني ونحن نرى الآثار في لبنان تتهاوى ... ففي نهر البارد يتم على الأقل عملية تنقيب وتوثيق عن الأثار. فأن عملية حماية الأثار بطمرها بمتر ونصف من الأرض يتم فقط بعد توثيقها من قبل مديرية الأثار. وآلية الردم ونوعيته تم تحدديها من قبل مديرية الأثار و حسب مواصفات عالمية. لو كانوا يهتمون فعلا بالآثار، لاكتفوا بكل هذه الإجراءات. لكنهم يستخدمون موضوع الآثار ليس فقط لحسابات سياسية محلية، بل أيضا لوقف الإعمار وتهجير سكان نهر البارد، وهو التهجير الخامس منذ أول تهجير في العام 1948.

ظهر في الإعتصام توافق القوى السياسية والإجتماعية المختلفة في المخيم سواء من ناحية المطالب أو الكلمة المشتركة أو برفع الأعلام الفلسطينية فقط. ورفعت شعارات مكتوبة من دون تبني جهة محددة لها ومنها "نهر البارد ليس صندوق بريد" و"الآثار باقية ونحن عائدون" و"أين الشراكة الفلسطينية اللبنانية في المسؤولية؟" مع صورة كبيرة لتصريح أمني لدخول المخيم. وكانت أكثر الهتافات تردادا "يا للعار يا للعار، نهر البارد بلا إعمار" و"ما بدنا كرتونة إعاشة، بدنا إعادة إعمار".

ومع إلقاء الكلمات على بعد مئة متر من المخيم القديم المسيّج، أندفع المتظاهرون إلى جانب حدود المخيم القديم حيث يظهر من بعيد رجال ينقبّون عن الآثار بينما يقف رجال الجيش اللبناني وآلياته على حدود المخيم القديم. واندفعت نسوة نحو حدود المخيم القديم حيث بيوتهم التي تركوها مرغمين منذ عامين. وظلّ الإعتصام سلميا ومرّ من دون أي حادث.

يذكر أن الإعتصام جاء بعد تلقي "الأونروا" الأسبوع الماضي قرارا شفهيا من قبل الحكومة اللبنانية بوقف الإعمار "مؤقتا" إثر قرار مجلس شورى الدولة بتاريخ 14 آب 2009 بوقف عملية الإعمار بسبب موضوع الآثار، وذلك بعد مذكرة قضائية قدمها النائب ميشال عون.