الخميس: 28/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

طلبة جامعة بيت لحم يفترشون الأرض بحثا عمّن يحل الأزمة

نشر بتاريخ: 01/09/2009 ( آخر تحديث: 01/09/2009 الساعة: 19:59 )
بيت لحم- معا- تواصل اعتصام الطلبة داخل حرم جامعة بيت لحم للاسبوع الثاني على التوالي احتجاجاً على عدم استجابة ادارة الجامعة لمطالبهم، وإصرارها على زيادة الاقساط بنسبة 50% للطلبة الجدد، وعدم التجاوب لمطالب مجلس الطلبة بخصوص قوائم قبول الطلبة التي أدت إلى حرمان طلبة معدلاتهم أكثر من 90% من الالتحاق بالدراسة في الجامعة.

وعبر الطلبة الذين افترشوا أرض الجامعة تحت الانوار الكاشفة لمندوب "معا" الذي زارهم في خيمة الاعتصام، عن خشيتهم أن يصبح التعليم فقط حكرا على الاغنياء بعد رفع الرسوم لتصبح فوق طاقة المواطن ذوي الدخل المتوسط.

ويشتكي الطلبة من الاعباء المالية التي ستلقى على كاهلهم خلال دراستهم في الجامعة، فإلى جانب الاقساط التي تريد الإدارة رفعها بنسبة 50% هناك أجور السكن للطلبة القادمين من خارج محافظة بيت لحم، والمواصلات ومصاريف الحياة، كل هذا في ظل أوضاع اقتصادية صعبة في الأساس عند غالبية المواطنين.

أحد الطلاب قال: "لقد اضطررت بسبب الظروف المادية الصعبة لاسرتي، أن أسحب فصلا دراسيا لعدم قدرتي على دفع تكاليف الساعات الدراسية، وأن اتوجه إلى العمل بتنظيف الصحون في أحد فنادق بيت لحم كي استطيع ان اوفر رسم التسجيل وهو الحد الادنى كي استطيع ان التحق بهذا الفصل، مع العلم انه لم يتبق لي سوى 10 ساعات دراسية للتخرج".

وتطالب ادارة الجامعة- كما ورد في أحد بياناتها- الطلبة بتسديد الرسوم بشكل كامل وإلا لن يستطيعوا أن يلتحقوا بهذا الفصل.

الطالب "خالد" قال: "إن إدارة الجامعة تدافع عن سياستها بحجة أن الجامعات الفلسطينية الأخرى تفرض على الطلبة مبالغ تتجاوز ما تطالب به جامعة بيت لحم".

أما الطالبة "ايمان" فتقول: "جامعة بيت لحم هي من أعرق الجامعات الفلسطينية على الإطلاق، ولكن مؤخراً بدأت بالتراجع نتيجة اهتمام الادارة فقط بالأمور المالية ونسيان الجانب الاجتماعي والانساني في الجامعة".

ويرى أغلب طلبة جامعة بيت لحم، أن نسبة الارتفاع في رسوم الساعات التي تحاول الادارة فرضها غير معقولة، ولا تحمل أي طابع منطقي، ويقول بعضهم: "إن مختلف التسعيرات وقيمة غلاء المعيشة في الضفة الغربية لم ترتفع خلال نفس الفترة بهذا الحد".

الطالب سمير حلمي قال: "إن اضرابنا واعتصامنا داخل الجامعة الذي قد يستمر الى فترة طولية جدا، لا يعني بأي حال من الاحوال اننا لا نريد ان ندفع ما علينا من ديون، ولكن الظروف المعيشية والوضع الاقتصادي الصعب الذي نمر به هو ما يدفعنا للمطالبة بتأجيل هذه الديون او جدولتها بما يتناسب مع وضعنا كطلاب، والسماح لنا بأكمال الدراسة دون اي معوقات، فنحن ليس من هوايتنا اغلاق الجامعة او اللجوء الى الاضراب، لكن ادارة الجامعة هي من دفعنا الى مثل هذا العمل بسبب تعنتها".

من جانبه قال أحد أولياء الأمور: "لدي ولدان يدرسان في جامعة بيت لحم، إن بقيت هذه الأقساط كما هي فلن استطيع أن أكمل تعليمهما لأنني بكل بساطة موظف وحياتي على قدي".

وقال آخر: "إن سياسة الجامعة جعلت الخوف يطرق حياتنا، خاصة أنه لا يمكننا أن ندفع الرسوم الجامعية بهذه الصورة فهي فاقت كل التوقعات". وتساءل وعلامات الغضب تسيطر عليه، "من أين لي أن أوفر الإقساط الجامعية لأبنائي؟".

مجلس الطلبة والذي اصطدم في بداية اعتصامه مع حراس الجامعة ووقعت بينهم مشادات تطورت الى مشاجرة أدت إلى اصابة أحد الطلبة على الاقل، رأى أن يتواصل الإضراب حتى تتعاطى إدارة الجامعة مع الطلبة بخصوص الأقساط والديون.

رئيس مجلس اتحاد الطلبة عنان جوابرة يقول "ان ما دفعنا لمثل هذا الاجراء هو إدارة الجامعة التي ترفض النقاش بموضوع الأقساط وتصر على موقفها".

وأضاف "يوجد الكثير من الطلبة الذين لا يستطيعون دفع الأموال المتراكمة عليهم من الرسوم القديمة، فكيف عليهم ان يدفعوا الرسوم الجديد بعد زيادة بنسبة 50%".

وقال: "توجهنا الى محافظ بيت لحم والى مجلس الوزراء واعضاء المجلس التشريعي في محاولة للتدخل ومساعدتنا في حل هذه المشكلة، وفي حال لم يستطع احد حلها واذا بقيت الجامعة مصرة على هذه القرارات فاننا سنلجأ الى مزيد من التصعيد(..) ولكننا نتمنى ان لا نلجأ اليها حرصا منا على ان تبقى العلاقة بيننا وبين ادارة الجامعة علاقة مميزة".

وكان نائب الرئيس الأعلى لجامعة بيت لحم بيتر براي قد وجه رسالة إلى الطلبة قال فيها: "أنتم تعرفون أن مجلس اتحاد الطلبة يسبب تشويشاً للحصص بينما نبدأ السنة الدراسية الجديدة. فجامعة بيت لحم تنظر بجدية قصوى إلى مسؤوليتها في توفير أفضل مستوى من التعليم لكم أيها الطلبة. ومن أجل ذلك فالجامعة توظف أفضل الكوادر من المدرسين والموظفين كما توفر المصادر والوسائل في المكتبة ومركز الحاسوب ومختبرات العلوم وغيرها، من أجلكم أيها الطلبة".

وأضاف "لكي نوفر كل ذلك فإننا نحتاج إلى مبالغ مالية ضخمة وتسعى الجامعة جاهدة لتأمين تلك المبالغ من أجل تمويل تكلفة تعليم الطالب والتي تساوي ثلاثة أضعاف القسط. وتعتقد الجامعة بقوة أن على الطلبة دفع جزء من تكلفة تعليمهم. وإن احتجاج مجلس الطلبة يتمحور حول مسؤولية الطالب الجزئية في تكلفة التعليم وحول مسألة قبول الطلبة الجدد، ولهذا فمن المهم أن تعرفوا بعض الشيء حول هذه المسائل".

وبيّن نائب الرئيس الأعلى لجامعة بيت لحم النقاط التالية:

1. الديون السابقة. هناك بعض الطلبة الذين لم يدفعوا القسط عن فصول سابقة وكانوا قد وقعوا تعهداً بدفع الديون التي أعيدت جدولتها ولكنهم لم يفوا بتعهدهم. وقد عملت مع مجلس الطلبة في حزيران لجدولة الديون للمرة الثانية وتوصلنا إلى اتفاقية مع مجلس الطلبة الذي وقع عليها بحيث يشجع الطلبة على دفع جميع الديون السابقة قبل بداية فصل الخريف ويلتزم كذلك بعدم إعاقة الدراسة والحصص، وفي الوقت الحاضر فإن المجلس لم يلتزم بالتعهد الذي قطعه على نفسه.

2. زيادة الرسوم. لقد تم زيادة الرسوم زيادة بسيطة بسبب ارتفاع تكلفة البعض منها وتعتبر هذه الزيادة صغيرة حيث أن الرسوم في جامعة بيت لحم هي أقل من تلك التي في بعض الجامعات الفلسطينية الأخرى. أن مجلس الطلبة قلق من هذه الزيادة البسيطة في الوقت الذي أوصى بشدة بأن تفرض الزيادة في الأقساط على الطلبة الجدد فقط. لقد دفع كل الطلبة الجدد القسط وكذلك معظم الطلبة القدامى وهؤلاء يرغبون في البدء بدراستهم ولكن تصرفات أعضاء مجلس الطلبة تمنعهم من ذلك.

3. القبول. إن قرار من يقبل في جامعة بيت لحم هو قرار أكاديمي وهو من صلاحية إدارة جامعة بيت لحم فقط وليس لمجلس الطلبة أي دور في إقرار من يأتي إلى جامعة بيت لحم.

وبدورها اعلنت منظمة الشبيبة الفتحاوية عن تعاطفها وتضامنها مع طلبة جامعة بيت لحم، مطالبة الرئيس محمود عباس، ومجلس الوزراء ومؤسسات المجتمع المدني، التدخل الفوري والعاجل لإنهاء هذه الازمة التي انتشرت في العديد من جامعات الوطن.