هل اهمل الاعلام الفلسطيني معاناة فلسطيني العراق؟ قصص لا تصدق!!
نشر بتاريخ: 02/09/2009 ( آخر تحديث: 02/09/2009 الساعة: 13:48 )
غزة- معا- لحظات من الصمت عاشها محمد علي برهوم الفلسطيني الفار من العراق إلى قطاع غزة، متأملاً صور زوجته وابنائه الذين تركهم خلفه في العراق وابنته المتزوجة في الاردن وهو الآن بعيد عنهم، يساوره قلق شديد على حياتهم.
برهوم كان يشغل منصب مقدم في جيش التحرير الفلسطيني إضطر الى الفرار من العراق بعد أن تم تهديده بالقتل من قبل الميليشيات المسلحة هناك، حيث كانت تلك الميليشيات تحاول استهداف حياته وبشكل مباشر إن لم ينصع لأوامرها وأحكامها غير القانونية، فكانت تطلق الطلقات النارية من جميع أنواع الأسلحة خلال فترات الليل على منزله وفي فناء الحديقة، حتى تجبره على اختيار أحد الأمرين "ترك العراق، أو القتل".
وأضاف "أبو علي" أن تهمته لدى تلك الميليشيات أنه ينتمي الى جبهة التحرير العربية وأنه رجل سني معاد للشيعة، وكان يسكن في حي "الدورة" وهو حي مختلط تسكنه جميع الأطياف من سنة وشيعة وأكراد وتركمان وفلسطينيين وسوريين، وبعد الاحتلال الأمريكي للعراق تعددت المضايقات من بعض الناس الى أن وصل الحد بهم أن يهددوه بترك العراق أو الموت، مع العلم بأن من كان يهدده فتية من جيرانه كان يربيهم على يديه وهم صغار وكانوا ينادونه "عمي أبو علي"، ولكن تغيرت الأوضاع وانكشف الحقد الدفين فيهم على "أبو علي" الذي كان معتقلا لدى إسرائيل لما يزيد عن ثلاثة عشر عاما.
في تلك اللحظات الرمضانية والتي تحتاج وبشدة الأجواء العائلية، تذكر أبو علي ابنه علي وزوجته حيث كانا كل ما يملك، وقال: "أنا ذهبت للعراق بسيارتي وببعض النقود، وأصبح لدي بيت وأموال وأنا على استعداد الآن لترك السيارة والأموال والبيت وأن أرجع بابني وبزوجتي الى غزة، ولكني لا استطيع لعدم امتلاكهم الهوية الفلسطينية، فأنا عندما أرغمت على الخروج من العراق كنت مطلوبا للسوريين وممنوعا من دخول الأراضي المصرية، ومع ذلك تمكنت من الهروب والمكوث في سيناء لمدة تزيد عن العام حتى تمكنت بعد ذلك من دخول القطاع زحفا عبر نفق ضيق ومتعب جعلني أتعالج لمدة شهر نتيجة الآلام التي حصلت لي جراء دخولي عن طريق هذا النفق الشاق، حتى وصلت الى مدينة رفح مسقط رأسي ووجدت الغرفة التي منحتنا إياها "الأونروا" عام 1967 كما هي مع بعض التعديلات التي قام بها أخي فترة غيابي عنها".
وأضاف برهوم أنه وعلى الرغم من المرار الذي يحس به لحرمانه من عائلته في العراق إلا أنه يشعر بسعادة لوجوده على أرض مدينة رفح بين أهله وجيرانه القدامى، وتمنى أن يتمكن من الالتقاء بعائلته على أرض غزة ويمضوا ما تبقى من عمرهم في أحضانها.
كانت قصة محمد علي برهوم إحدى القصص التي يمتلكها عشرات العراقيين فلسطينيي الهوية الذين هجروا من العراق عنوة، والذين التقوا لأول مرة خلال مأدبة إفطار جماعية نظمتها "جمعية الأخوة العراقية الفلسطينية" على شاطئ بحر غزة، وذلك بحضور العديد من العائلات الفلسطينية التي كانت تعاني من الخطر والمعاملات غير الإنسانية في العراق من قبل بعض الجماعات التي تكره الفلسطينيين لاعتقادها بأنهم موالون للرئيس الراحل صدام حسين الذي يعتبر عدوهم الأكبر.
وأكد المنسق الإعلامي ونائب مدير الجمعية سعد خليل على أن الهدف من وراء تلك الفعالية التواصل مع العوائل الفلسطينية العائدة من بغداد الى قطاع غزة، وجراء الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع.
وأضاف أن معظم هذه العائلات طردت من الميليشيات العراقية، ومنهم من ترك العراق بسبب العمليات غير الأخلاقية التي تقوم بها تلك الميليشيات، والتي خلفت العديد من الشهداء الفلسطينيين إضافة الى الشهداء الذين سقطوا على يد الاحتلال الأمريكي في العراق.
وأشار خليل الى أن جمعيته تهتم بأمور فلسطينيي العراق وتتابع أمورهم، وتتحرك بخصوص الحصول على الهويات الفلسطينية لهم، إضافة الى تقديمها بعض المساعدات المالية والتموينية، ومتابعة أمورهم اليومية ومساعدتهم حتى يتمكنوا من الصمود.