التواني جنوب الخليل.. المستوطنات تخنقها من جهاتها الأربع
نشر بتاريخ: 03/09/2009 ( آخر تحديث: 03/09/2009 الساعة: 08:55 )
الخليل-معا- استباح مستوطنو مستوطنة ماعون المقامة على أراضي بلدة يطا جنوب الخليل، خربة التواني جنوب يطا وجعلوها مرتعا لأغنامهم ما أدى إلى تدمير الأراضي الزراعية التي تعتبر مصدر رزق للمواطنين الفلسطينيين.
يقول جمال ربعي، احد المزارعين الذين دمر المستوطنين أرضه الزراعية، أن مستوطنا يملك ما يقدر " 200 " رأس من الماشية يتعمد إلى إطلاق أغنامه في أرضه، مما أدى إلى رعي ما يقدر بأربعة دونمات مزروعة بالشعير.
وأضاف أن المستوطن يقوم بفعلته هذه على مرأى من جنود الاحتلال الذين يوفرون الحماية له وللراعي الذي يرافقه في رعي أرضه، مشيرا أنه يملك قطيعاً من الأغنام يقدر ( 70 رأساً من الماشية )، وكأنه زرع أراضيه من اجل هذه المواشي، إلا أن المستوطنين دمروا محصوله هذا العام.
ويوضح جمال طلب العملة، مدير مركز أبحاث الأراضي، أن تصرفات هذا المستوطن وتدميره لأراضي المواطنين الزراعية لم يكن الاعتداء الأول من قبل مستوطني ماعون على أهالي خربة التواني المحاصرة من جهاتها الأربع، بل تتعدد الاعتداءات والأساليب التي يقوم بها المستوطنين تجاه المواطنين هناك، والتي منها مطاردة رعاة الأغنام أثناء رعيهم أغنامهم في أراضيهم القريبة من المستوطنة والمهددة بالمصادرة أيضاً، و الاعتداء على أغنام المواطنين وإطلاق الكلاب تجاهها وتهديد الرعاة بالقتل من قبل المستوطنين الملثمين، بالإضافة إلى اقتلاع عشرات أشجار الزيتون التابعة لأهالي خربة التواني.
وأضاف أن المستوطنين وبرفقة جنود الاحتلال قاموا بمطاردة المزارعين في موسم قطاف الزيتون ومنعهم من قطف ثمار زيتونهم، مشيرا انه في كثير من الأحيان يقوم جنود الاحتلال بمداهمة منازل المواطنين واعتقال بعضهم، و تفرض الغرامات المقدرة ( 2000 – 5000 ) شيكل على بعضهم مقابل إطلاق سراحهم.
وأشار العملة أن جنود الاحتلال قاموا باحتجاز الجرار الزراعي للمواطن ربعي، وإجباره على دفع غرامة ( 500 ) شيكل مقابل إرجاعه، فضلاً عن اعتقال خمسة من إخوانه أثناء تصديهم للمستوطنين الذين هاجموا منازلهم.
وأضاف انه في العام 2005، قام المستوطنون بحرث المحاصيل الشتوية لأهالي التواني، مما أدى إلى تدمير عشرات الدونمات وتسويتها بالأرض بواسطة جرارات المستوطنين، وكذلك قيام المستوطنين بحرق المحاصيل أثناء جمعها في بيادر الخربة، الأمر الذي يضطر المواطنين هذا العام إلى نقل محاصيلهم إلى أماكن بعيدة خوفاً من حرقها من قبل المستوطنين، كما قامت قوات الاحتلال في بداية عام 2009، بإخطار بئرين لجمع المياه في قرية التواني، وسلمت أوامر عسكرية تقضي بإيقاف العمل فيهما التي تقوم مؤسسة ' العمل ضد الجوع ' بإعادة تأهيلها والتي تتسع لمئات الأمتار المكعبة من المياه، لتأمين مياه الشرب لأهالي خربة التواني .
وبين العملة أن مستوطنة ماعون بدأت بالظهور على أراضي المواطنين جنوب بلدة يطا، عبر نقطة عسكرية لجنود الاحتلال، ثم أخذت البيوت الاستيطانية تقام بجوار البؤرة العسكرية، وتتوسع شيئاً فشيئاً لتقضم آلاف الدونمات من أراضي عائلات (الهريني، أبو صبحه، أبو قبيطة )، وبعد العام 2000 ظهرت بعض الخيام التي نصبها المستوطنون على اسفح الجبال المحيطة بماعون، فيما قام احد المستوطنين ببناء بيت صغير خارج حدود المستوطنة.
وأشار انه بعد محاولات جهيدة من قبل المواطنين، تمكنوا من إجبار هؤلاء المستوطنين إلى ترك سفوح الجبال، والعودة إلى داخل مستوطنة ماعون، مكونين بؤرة استعمارية جديدة أسموها ' حافات ماعون ، و أخذت تتوسع لتلتحم بالمستوطنة الأم، والآن يصعب إيجاد حد فاصل بين المستوطنتين.
ولفت العملة أنه كان من الملاحظ عند زيارة مركز أبحاث الأراضي لمحيط مستوطنة ماعون، تلك الأشجار الحرجية المحيطة بالمستوطنة، حيث أقام المستوطنون بعض الخيام والبيوت المتنقلة " كرافانات" المقامة بين أشجار الصنوبر الحرجية، في ظل التوسعات التي تقام داخل المستوطنة ، والتي لا يريدها المستوطنين أن تظهر للعيان .
وأضاف أن سكان المنطقة والذين تمكنوا من الدخول بين الأشجار الحرجية، أوضحوا أن هناك عشرات البيوت الاستيطانية التي تتناثر بين الأشجار الحرجية ، والتي لا يمكن مشاهدتها إلا بالدخول إلى عمق الأحراش، مشيرين انه قبل العام 2000، كان المستوطنين يقلمون الأشجار الحرجية في كل عام، إلا انه في هذا العام لم تقلم الأشجار، لتغطي التوسعات والكرافانات المنتشرة بين الأشجار، و لم تكن معظم البيوت المقامة بين الأشجار كلها للسكن، بل أن بعض التوسعات كانت على شاكلة بيوت زراعية ومزارع خضار، والتي لا تظهر للعيان إلا بالاقتراب من حدود المستوطنة.
وأوضح العملة أن خربة التواني جنوب شرق بلدة يطا، حيث تبعد عن البلدة حوالي 20 كيلومترا، ويبلغ عدد سكانها حوالي 250 نسمة، يديرها مجلس قروي، ويوجد فيها عيادة صحية ملحقة بمبنى المجلس القروي، كما تحتوي على مسجد صغير ومدرسة مختلطة حتى الصف الثامن الأساسي، مشيرا ان التواني تعتمد في مياه الشرب على مياه الأمطار وآبار الجمع، وفي الإضاءة تعتمد على مولد كبير كشراكة بين أبناء الخربة، ويربطها بالشارع الالتفافي، وهو المدخل الوحيد للخربة، شارع ترابي غير معبد، منوها ان الخربة تعتبر خربة من ابرز القرى والخرب المحاصرة والتي تعاني من مضايقات مستمرة من قبل المستوطنين، و محاصرة من جهاتها الأربع بالمستوطنات والشوارع الالتفافية.