مدينة جنين تئن تحت وطأة الركود الاقتصادي في رمضان
نشر بتاريخ: 03/09/2009 ( آخر تحديث: 03/09/2009 الساعة: 19:32 )
جنين- معا- يخيم الوضع الاقتصادي السيئ والمتردي على غالبية المواطنين في مدينة جنين شمال الضفة الغربية، مع دخول شهر رمضان الفضيل المبارك ومع بدء العام الدراسي الجديد، ما يسهم في قتل بهجة هذا الشهر الفضيل، فالأهالي والتجار يشكون من تأثير البطالة والفقر على مجمل الحركة التجارية وهم يوجهون الاتهامات الأولى إلى سياسة حكومة نتنياهو.
من يتجول في الأسواق التجارية في مدينة جنين يشاهد وضع الأهالي الذي يزداد سوءا يوما بعد يوم، فالشوارع والمقاهي مزدحمة بالشبان العاطلين عن العمل، الذين لا يملك بعضهم حتى ثمن علبة السجائر، والأسواق التجارية تعاني من ركود اقتصادي لم يسبق له مثيل.
وعن الوضع الاقتصادي المتردي في جنين، قال نائب محافظ جنين عبد الله بركات أن الوضع الاقتصادي يزداد سوءا يوما بعد يوم، نظرا لعدم وجود متغيرات تسهم بتحسين الحالة الاقتصادية في المحافظة، خاصة أنه قد سقط الرهان على دخول الأهل من فلسطين عام 48 بسبب المضايقات وإجراءات التفتيش التي يتعرض لها أهلنا عند عودتهم عبر معبر الجلمة العسكري، ما يحرمهم فرصة التسوق في جنين.
وأضاف بركات أنه في الآونة الأخيرة لا يصعب على المتعقب لهموم المواطنين في المحافظة من إدراك مدى حالة الإرباك والحيرة التي يعيشها المواطنين في المحافظة مع بدء شهر رمضان، انتظار مرحلة جديدة لأبنائنا ستبدأ خطواتها الأولى بافتتاح العام الدراسي الجديد بكل ما يترتب عليه من التزامات تستنزف ما يتبقى من طاقة لدى الأسرة الفلسطينية.
رئيس الغرفة التجارية الحاج كمال السمودي عزا إلى تردي الوضع الاقتصادي في المحافظة بسبب الممارسات الاحتلالية المستمرة خاصة بحق أهلنا من داخل 48 الذين يحاولون المجيء إلى مدينة جنين بهدف التسوق والزيارة، وقال أنه حتى اليوم لا نلمس أي شيء من السماح لأهلنا الدخول بمركباتهم عب معبر سالم العسكري غرب جنين ما أثر ويؤثر على الوضع الاقتصادي المدمر حيث تعاني الأسواق التجارية من ركود اقتصادي لم يسبق له مثيل.
ودعا السمودي السلطة الوطنية لإقامة مشاريع من شأنها إن تنعش الوضع الاقتصادي وتشغل الأيدي العاملة في المحافظة وتخفف من سوق البطالة إضافة إلى عدم هطول الأمطار أثر ذلك سلبا على الوضع الاقتصادي والزراعي والتجاري في محافظة جنين.
صاحب محل حلويات وسكاكر يقول: أنه وبسبب ارتفاع أسعار المواد التي تدخل في صناعة الحلويات الرمضانية وحرمان آلاف العمال من التوجه إلى العمل في داخل عرب 48 وانتشار البطالة أثر ذالك سلبا على الوضع الاقتصادي.
ويضيف، في الماضي كان الزبائن يصطفون على الدور من اجل شراء الحلويات الرمضانية أما، اليوم ، فالمحلات والبسطات خالية من المتسوقين بسبب الضيق والخنق الاقتصادي الذي يعيشه أهالي المحافظة.
ساري عصفور صاحب مكتبة القرطاسية يقول: لم نشهد منذ ( 20 عاما) مثل هذا الوضع التجاري المتردي، ففي السنوات السابقة كنت لا ألحق على بيع القرطاسية وخاصة الحقائب المدرسية وأضاف أن العام الدراسي الجديد بدأ وهناك عبء ثقيل على المواطن من كافة الجوانب الحياتية والمعيشية والاقتصادية لكي يتمكن من شراء الحاجيات لأبنائه.
وفي جولة بداخل سوق الخضار المركزي في جنين والفواكه على حالها، بالرغم من ذلك يقول الهصيص وهو صاحب بسطة للخضار: "والله أنني أبيع بخسارة وعندي أسرة ولا أعرف كيف أوفر لهم قوتهم ولا أدري كيف أشتري لهم القرطاسية مع بدء العام الدراسي الجديد لهذا العام، ويضيف مثل ما أخرج من البيت طالبا الرزق أعود كما أنا، والخضرة عندي تبقى كما هي وسوق الخضار خالي من المتسوقين".
رب أسرة فقيرة قال: أنني أطرق أبواب المؤسسات من المحافظة ووزارة الشؤون الاجتماعية، ولا أدري كيف أعيل أفراد أسرتي في شهر رمضان الفضيل هكذا استقبلناه، "جيوبنا فارغة وبطوننا خاوية" وكيف أستطيع شراء القرطاسية لأبنائي؟.
عائلات كثيرة ذكرت أنهم يوميا أصبحوا يطرقون أبواب المؤسسات بحثا عن لقمة العيش منهم من قال أنه أولى أن يوفر الطحين والطعام لأطفالي وأنا جالس وعاجز وعاطل عن العمل، هذه الكلمات والآلام والحسرة والبؤس استمعنا إليها من عشرات العائلات في جنين الذين حملوا سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة جراء تردي الوضع الاقتصادي، وطالبوا السلطة الوطنية من أجل إقامة المشاريع لتشغيل الأيدي العاملة وتخفيف حالة البطالة المنتشرة بين الشبان.