يهودي متدين يروي تفاصيل مرعبة لعملية تنكيل بسائق اجرة عربي
نشر بتاريخ: 04/09/2009 ( آخر تحديث: 06/09/2009 الساعة: 10:54 )
بيت لحم- معا- اخجل من "كوني يهودي"، بهذه العبارة افتتح اليهودي المتدين موشه غرينتر الذي كان شاهد عيان على عملية تنكيل مرعبة تعرض لها سائق سيارة اجرة فلسطيني قبل يومين اثناء دخوله احد احياء القدس التي يقطنها اليهود المتزمتون.
وروى شاهد العيان تفاصيل مرعبة عن العملية التي اطلق عليها وصف " لينتش " والتي نفذتها مجموعة مكونة من عشرات اليهود الذين انهالوا على السائق الفلسطيني ضربا، دون ان تشفع لها صرخات الاستعطاف وصرخات الالم التي اطلقها.
وقال الشاهد ان عمليات الاحتجاج التي يقوم بها المتدينون في القدس تحولت قبل ليلتين الى عملية تنكيل مرعبة كان ضحيتها سائق فلسطيني دخل حي " غيؤلا " في القدس دون ذنب سوى انه عربي.
واضاف الشاهد بان اكثر من 150 شخصا كانوا شهودا على عملية التكيل ولم يهب لنجدة الفلسطيني سوى نفر قليل منهم، فيما فضل الاخرون البقاء على مقاعد المتفرجين، فيما رفضت الشرطة دخول الحي لوقف الاعتداء وانقاذ الفلسطيني واعتقال الجناة.
وكان الشاهد ضيفا على احد اصدقائه الذي يطل منزله على ميدان " السبت " وسط حي غؤلا حيث وقعت عملية التنكيل التي شاهدها وصور بعض ما جرى فيها وقال: "حوالي الساعة الواحدة بعد منتصف الليل سمعت صرخا " عربي، عربي" تبعها فورا اصوات انفجارات فخرجت الى شرفة المنزل وشاهدت سيارة اجرة تسير بسرعة كبيرة في محاولة للهرب من الحشود التي وجد السائق نفسه وسطها ولسوء الحظ توقف السائق بعد عدة امتار وخرج من السيارة حتى يتفحص ماذا حدث لها ما اعطى الحشود التي تطارده الفرصة كي يقلصوا المسافة ويلحقوا بها ومواصلة عملية التنكيل دون رحمة، فتلقى الفلسطيني سيلا عارما من الحجارة واقترب منه احد المتدينون يحمل في يده مجرفة ومعول واخرجه من السيارة فيما انشغل الاخرون بتحطيم زجاجها وقام اخر بفتح بابها وسرق نقود السائق المسكين، وهنا بدأت الجموع بتوجيه ضرباتها القاتلة والمميتة للسائق الفلسطيني الذي سقط على الارض واستمر بتلقي الضربات والركلات في انحاء جسمه ومن حين الى اخر تنضم اعداد اضافية للحشد الذي طرب لسماع صرخات الضحية المرعبة قبل ان يصمت فجأة".
ووصف الشاهد (البالغ من العمر 27 عاما ويعمل متطوعا في احدى الجمعيات التي تقدم خدمات للسائقين الذين يضلون طريقهم او يعلقون في الحي) مشاعره مما شاهدت عيناه وقال:" احسست بعجز مخيف لعدم قدرتي على مساعدة السائق، لم يحدث لي ان شعرت بالشلل مثل هذه المرة ".
واضاف اتصلت بالشرطة وقلت لهم:" تعالوا وشاهدوا ماذا يحدث هنا، هناك شخص سيموت " وكان اتصالي هذا على وقع عملية التنكيل المرعبة التي اشاهدها في الميدان، وهنا عادت الجموع مرة اخرى لضرب السائق ودخل اثنان الى سيارته واشعلوا فيها النيران ومع وصول سيارة الاسعاف وقف السائق على قدميه واخذ يخمد النيران المشتعلة بيديه ونجح اخيرا في الهرب بطريقة ما".
بعد انتهاء عملية التنيكل توجه الشاهد الى شرطيين كانا في اعلى شارع " ملخي يسرائيل " وقال لهم: " لا زالوا يكمنون للسواق وهذا الامر من شأنها ان ينتهي بمقتل احد الناس فقالوا لي قدمنا تقرير للقائد الاعلى وقال لنا لا تدخلوا الحي".
وادت المقابلة التي منحها الشاهد يوم امس الخميس لاذاعة الجيش الاسرائيلي الى ردود فعل غاضبة من المتدينون الذين اتهموه بالتفوه ضدهم بالسوء، فيما قال الشاهد ردا على الحملة ضده بان هدفه من كل ما قاله ان يحمّل الشرطة مسؤولية ما حدث اذ لا يمكن رؤية شخصا لا حول ولا قوة له ولاتهب لمساعدته ".