قراءة في تضاريس الخارطة الحزبية بعد الانتخابات: كاديما خمس خيارات للائتلاف الحكومي
نشر بتاريخ: 29/03/2006 ( آخر تحديث: 29/03/2006 الساعة: 16:53 )
بيت لحم - معا- تمخضت الانتخابات الاسرائيلية التي حقق فيها حزب كاديما فوزا كبيرا نسبيا عن خارطة سياسية جديدة حفلت بالتغيرات في موازين القوى الحزبية الاسرائيلية .
حزب اليكود برئاسة نتنياهو كان اكبر الخاسرين في المعركة الانتخابية الاسرائيلية سواء من ناحية عدد المقاعد التي فقدها لصالح كاديما واسرائيل بيتنا او من ناحية التركيبة الداخلية للحزب حيث بدأت تظهر علائم الانشقاق والتفكك عليه الامر الذي يهدد مستقبل زعيمه السياسي في ظل ارتفاع الاصوات المنادية بضرورة مراجعة استراتيجات وسياسات الحزب محملة نتنياهو المسؤولية عن الهزيمة النكراء التي مني بها .
لقد فتحت الانتخابات الاخيرة ابواب الابتزاز السياسي على مصراعيها ،مهمة اولمرت لن تكون سهلة في ظل وجود معارضة يمينية قوية لسياسة الحدود الاحادية الجانب التي اعلن عنها وتقاطع مصالح الاحزاب الاخرى السياسية منها مع القطاعية نسبة للقطاع الذي تمثله القوى السياسية الاسرائيلية المختلفة مما سيعقد مهمة اولمرت وينغص عليه فوزه الكبير .
فمن ناحية يجد اولمرت نفسه بين تجاذبات الاحزاب والقوى السياسية والايديولوجية وضرورة التوافق معها والتنازل عن بعض خططه السياسية والذهاب باتجاه الوسط او اليمين حتى يضمن تشكيل حكومة مستقرة وقادرة على التعامل مع المرحلة السياسية المقبلة بتعقيداتها الداخلية والخارجية ،وبين مصالح الاحزاب القطاعية التي اعتادت الابتزاز السياسي كوسيلة لتحقيق مصالح القطاع الذي تمثله اقتصاديا واجتماعيا مثل حزب شاس وباقي العازفين على وتر التوراة .
وفي قراءة سريعة لمعطيات الخارطة السياسية التي افرزتها الانتخابات الاخيرة وان كانت نتائجها غير رسمية حتى الان نجد اولمرت يقف امام خمسة احتمالات ائتلافية ممكنة التحقيق مع تفاوت فرص كل احتمال تبعا لتطورات المفاوضات الائتلافية المزمعه وفقا للقانون الاسرائيلي .
الاحتمال الاول: ائتلاف موسع يضم الى جانب كاديما الذي حصل وفقا للنتائج شبه الرسمية على 31 مقعدا وحزب العمل 21 مقعدا وشاس 11 مقعدا والمتقاعدون 7 مقاعد واهدوت هتوراة 6 مقاعد ومرتس 5 مقاعد ليصبح مجموع قوى الائتلاف 81 مقعدا .
وافضلية مثل هذا الائتلاف تكمن في استقراره وعدم استطاعة اي قوة مشاركة اسقاط الحكومة منفردة في حالة انسحابها من مقاعد الحكومة فيما تكمن المشكلة في صعوبة تحقيقه وادارته في ظل التباين الشديد في مواقف مركبات الائتلاف المفترض .
الاحتمال الثاني: الاتجاه يسارا وتشكيل ائتلاف حكومي يساري مع حزب العمل والمتقاعدون وميرتس بمجموع 65 مقعدا .
وافضلية هذا الاحتمال تتجلى في الامن الائتلافي الذي يمنحة لحكومة اولمرت المقبلة حيث سيجد الغطاء والدعم الكاملين لاي خطوة سياسية يتخذها في اطار تعامله مع الصراع الفلسطيني فيما يكمن ضعف الائتلاف في هذه الحالة بصيغته اليسارية بعيدا عن الاحزاب الدينية وما تشكله من شرعيه صهيونية مما يجعله عرضة لجميع انواع الانتقادات التي ستحد من حرية حركته السياسية تحت وقع التهديد بالتخوين وفقدان الشرعية الصهيونية التي تدعي احزاب اليمين المتطرف والاحزاب الدينية احتكارها.
الاحتمال الثالث: ائتلاف كاديما مع حزب العمل واسرائيل بيتنا برئاسة ليبرمان وحركة شاس المتدينة واهدوت هتوراة مما سيمنح الحكومة ائتلافا برلمانيا واسعا يضم في صفوفه 82 عضو كنيست .
ويتميز هذا الائتلاف بافضلية القاعدة الواسعة مع عدد قليل من الاحزاب المشاركة مما سيعفي حكومة اولمرت من الاستجابة الكاملة لمطالب المتقاعدين عدا عن صيغة التدين واليمين والوسط التي سيضفيها مثل هذا الائتلاف على حكومة اولمرت التي هي بامس الحاجة لمثل هذا الوصف فيما اذا ارادت ان تنفذ سياسات الانفصال عن الفلسطينين احادية الجانب فيما تكمن اشد مساؤه في احتمالية تحالف شاس واسرائيل بيتنا في مواجهة خطط الانفصال .
الاحتمال الرابع: يتمثل في ائتلاف كاديما واسرائيل بيتنا وحركة شاس والمتقاعدون واهدوت هتوراة دون حزب العمل مما سيمنح الحكومة قاعدة برلمانية مكونة من 68 عضو كنيست .
ومثل هذا الائتلاف سيحرر حزب كاديما من الاستجابة لمطالب العمل الاجتماعية الكبيرة والمرهقة عدا عن احتفاظها بكافة الحقائب الوزارية المهمة بعيدا عن منافسة العمل واباطرته وفي المقابل سيفرز ائتلافا اشكاليا يصعب التعامل معه سياسيا خاصة فيما يتعلق باستحقاقات الانفصال السياسية والاقليمية .
اما الاحتمال الخامس والاخير: فيتمثل في ائتلاف كاديما مع حزب اسرائيل بيتنا والليكود وحركة شاس واهدوت هتوراة بواقع 75 عضو كنيست مما سيحرر كاديما من الاستحقاقات الاقتصادية والاجتماعية التي ستدفعها لحزب العمل والمتقاعدين لكنها ستربك خطوات اولمرت السياسية وستقضي على خططه في الانفصال احادي الجانب عدا عن استحالة قيامها في ظل زعامة نتنياهو .