لماذا أصبح حل السلطة الفلسطينية ضرورة وطنية - بقلم عبد المجيد السويطي
نشر بتاريخ: 29/03/2006 ( آخر تحديث: 29/03/2006 الساعة: 19:44 )
معا - لقد قبلت منظمة التحرير الفلسطينية بإقامة السلطة الوطنية الفلسطينية كمقدمة لإقامة الدولة الفلسطينية على الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967م وعاصمتها القدس الشرقية، على أن يتم ذلك على مراحل إلا إن إسرائيل لا تعترف بالاتفاقات التي وقعتها مع منظمة التحرير الفلسطينية التي أقيمت السلطة على أساسها، ولا تعترف بالسلطة الفلسطينية كشريك سياسي .
وان الرؤية الوحيدة للحل عندها هو فرض واقع سياسي وجغرافي من طرف واحد , يحول دون إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة , وان السلطة الفلسطينية في هذه الحالة ورغم أنها خارج حدود التأثير في الاملاءات الإسرائيلية , إلا أنها تعطيها الشرعية بصورة من الصور , إن الاحتجاج اللفظي بالاستنكار والشجب من قبل السلطة الفلسطينية على فرض الحقائق على الأرض من قبل إسرائيل فقط , لا يعطيها المبرر للوجود .
لقد انتهى الاحتلال العسكري في العالم كله كونه احتلالا مكلفا ويستنزف المليارات من الدولارات , أما الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية فقد أصبح احتلالا مربحا لإسرائيل بعد إقامة السلطة الفلسطينية , بحيث تكفلت السلطة بتامين الحد الأقصى من الاحتياجات الاقتصادية والاجتماعية والصحية والتعليمية , والبنية التحتية , وتوفير فرص العمل للشعب الفلسطيني، وتبذل السلطة كل طاقاتها في تامين تلك المستلزمات , في الحالة التي تقوم فيها إسرائيل باحتلال الأرض ومصادرتها , والقتل والتدمير وانتهاك كل الأعراف والقوانين الدولية التي تحمي الشعوب التي تقع تحت الاحتلال .
إن مبرر وجود السلطة الفلسطينية التي أنشأت من اجله قد انتهى , لقد أثبت اقتحام سجن أريحا واعتقال الإخوة المحتجزين فيه بما لا يدع مجالا للشك أن وجود السلطة تحول من الدور القائد المسئول أمام شعبه إلى دور العاجز المهان والذليل والشماعة التي تعلق عليها الاتهامات الباطلة وجرائم الاحتلال وخيانة وخذلان بريطانيا والولايات المتحدة لاتفاقياتها أولا وللسلطة الفلسطينية وللشعب الفلسطيني ثانيا .
إن الحالة المزرية التي وصلت إليها قوات الأمن الفلسطينية من الإهانة والإذلال وتجريدها من ملابسها إمام العالم عبر وإمام كل وسائل الإعلام , جعلها تشعر بالعجز التام عن القيام بمهامها , وجعلها تشعر بعدم الجرأة على الإقدام على اعتقال أو حبس أي مخالف للقانون , فهي غير قادرة على حماية نفسها أو حماية معتقليها .
إن السلطة الفلسطينية التي حولتها إسرائيل إلى سلطة عاجزة تماما , وتطالبها بالقيام بمهامها الأمنية , وتطالبها بوقف إطلاق النار , وتطالبها بالهدنة وتمديدها وما إلى ذلك من المصطلحات التي يخيل للسامع أن هناك حرب بين جيشين متكافئين أو غير متكافئين , وحقيقة الأمر , أن هناك إطلاق نار وتدمير وتخريب من جانب واحد هو الجانب الإسرائيلي , و بحل السلطة الفلسطينية فقط نرد على الأكذوبة الإسرائيلية .
يجب أن يتحول الاحتلال الإسرائيلي إلى احتلال مكلف وباهظ الثمن , يجب أن يدفع الإسرائيلي من عرقه وقوته وقوت أبناءه ثمنا للاحتلال , ويجب أن يوفر الاحتلال الإسرائيلي كل مستلزمات الحياة اليومية للشعب الفلسطيني الرازح تحت الاحتلال , البنية التحتية والصحة والتعليم وفرص العمل وكل شيء , يجب إعادة الأمور إلى أصولها , ورفع الشرعية عن كل الممارسات الإسرائيلية ضد الأرض والإنسان الفلسطيني .
إننا كشعب فلسطيني تحت الاحتلال نطالب العالم والأمم المتحدة أن تتحمل مسؤولياتها بتوفير الحقوق المدنية للشعب الفلسطيني , والعمل على تطبيق القرارات الدولية التي تكفل الحقوق المشروعة والشرعية الثابتة للشعب الفلسطيني , وان تتولى الأمم المتحدة زمام الأمور في الإشراف على حماية ورعاية الشعب الفلسطيني .