زعيم ديني يفتي بحرمة هجرة المسيحيين من فلسطين ويطالبهم بالصمود
نشر بتاريخ: 06/09/2009 ( آخر تحديث: 06/09/2009 الساعة: 19:19 )
القدس- معا- ترأس المطران عطاالله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الارثوذكس صباح اليوم قداسا ألهيا داخل القبر المقدس في كنيسة القيامة في القدس القديمة وذلك بحضور أكثر من 1000 حاج وصلوا من روسيا ومن رومانيا يتقدمهم عدد من الكهنة والشمامسة والرهبان والراهبات. كما حضر وفد من حركة الشبيبة الأرثوذكسية في الأراضي المقدسة.
المطران عطالله في عظته رحب بالزوار الأتين للتبرك والصلاة في الأماكن المقدسة، معتبرا بأن زيارة المسيحيين الى القدس هي عودة الى جذور الأيمان وتأكيد على أرتباط القدس بالمسيحية كونها المدينة التي أحتضنت أهم الأهداف الخلاصية. وتمنى للزوار أقامة طيبة وأن يتقبل الرب الأله أدعيتهم وصلواتهم ومسيرتهم الروحية في هذه الأرض المباركة.
كما ألتفت في حديثه الى حركة الشبيبة الأرثوذكسية العربية في الأراضي المقدسة فقال: "ندعو شبابنا الى الصمود والبقاء في هذه الأرض فالهجرة المسيحية حرام وهي مرفوضة من قبلنا ذلك لأن المسيحي الفلسطيني مدعو الى أن يبقى ويصمد في وطنه رغما عن كل الظروف وأن يساهم في تحرير الوطن والأنسان وبناء الدولة".
وقال: "نحن لسنا طائفة ونرفض من يتحدثون بلغة طائفية وأن كانت لنا خصوصيتنا الدينية والتراثية إلا أننا جزء أساسي من مكونات نسيج هذا الوطن وهذا الشعب العربي الفلسطيني. أن رسالتنا الى الشباب المسيحي في بلادنا: حذار من التقوقع والأنعزالية لأن الأنسان المتقوقع والمنعزل لربما يأتي يوم يشعر فيه بالغربة ويبدأ بالتفكير بالهجرة من وطنه".
وأضاف "يقلقني جدا أن من بقي في القدس من المسيحيين لا يتجاوز 8 الاف شخص وهذا تحد كبير أمامنا ككنائس ومؤسسات وافراد".
وأردف "واجبكم البقاء في هذا الوطن وخدمة الحضور المسيحي فيه والوقوف الى جانب قضية شعبكم العادلة. أن كنيستنا تبشر بالمحبة ومن أحب عليه أن يضحي في سبيل من يحب، ومن أحب كنيسته وأرضه ومقدساته عليه أن يضحي في سبيلها فالمحبة ليست شعارا وأنما سلوكا يطبق على الأرض بالتضحية والتفاني".
وقال: "لسنا غرباء عن هذه الديار ولسنا دخلاء كما أننا لسنا بضاعة مستوردة، فنحن أصيلون الى أقصى درجات الأصالة ومن يتحدثون عن المسيحية في العالم ، عليهم أن يلتفتوا الى القدس وفلسطين لأنها أرض الوحي والخلاص والتجسد (..) علينا أن نفتخر بمسيحيتنا الأصيلة مسيحية الجذور، وعلينا أن نفتخر بأنتمائنا لفلسطين شعبا وأرضا وهوية وتاريخا".
وأضاف "أن تكون مسيحيا فلسطينيا هذا يعني أنك تنتمي الى الكنيسة الأولى التي أسسها السيد المسيح الى الكنيسة الأم كنيسة الجذور والأصالة (..) كونوا ملحا للأرض ولا تخافوا من قول كلمة الحق وقولوا أننا ننتمي الى الشعب الفلسطيني ونقف الى جانب قضيته العادلة. من دون تردد أو خوف. فقضية فلسطين قضية عدالة وكرامة أنسانية والواجب المسيحي يدعونا للدفاع عن القضية الفلسطينية".
وأكد "أن مواجهة العنصرية والوقوف في وجهها مسؤولية وواجب مسيحي بالدرجة الأولى. كما أنه من واجب المسيحيين أيضا أن يتوحدوا في دفاعهم عن فلسطين وشعبها المظلوم. فالله موجود في وجوه المستضعفين والمقهورين في هذا العالم. وأكثر الناس أضطهادا ومعاناة وظلما هم الفلسطينيون الذين يعانون من الظلم وأنتهاكات حقوق الأنسان. فلا يجوز أن تغيب قضية الشعب الفلسطيني عن سلم أهتمامات الكنيسة".
وأوضح المطران عطالله أن المسيحيين والمسلمين في بلاد العرب وفي فلسطين بنوع خاص هم أنتماء قومي واحد وينتمون الى أمة واحدة وشعب واحد.