أنقذوا فلسطين من تداعيات أنفلونزا الطيور - م. جعفر إحسان الخياط
نشر بتاريخ: 29/03/2006 ( آخر تحديث: 29/03/2006 الساعة: 21:30 )
معا - لقد راعني ما آلت إليه تداعيات أنفلونزا الطيور في فلسطين ورغم أنه والحمد لله لم يصاب أي شخص بها حتى الآن, ولكن تأثيراتها تجاوزت حدود المعقول وأصبحت تطال البيئة الفلسطينية.
إن الإعلام الفلسطيني تعامل مع هذه الحالة بنوع من المبالغة والتهويل فمن مطالبة المواطن الفلسطيني من الابتعاد عن تناول لحوم الدواجن والابتعاد عن الطيور والتخلص منها إلى تحذير المستهلك من تناول اللوز والخضروات إلى غير ذلك من التعليمات الصادرة من جهات أحياناً قد لا تكون متخصصة وتجتهد في الموضوع ويؤدي اجتهادها إلى ما لا تحمد عقباه, مما دفع المواطن الفلسطيني إلى التصرف بطريقه غير طبيعية ومدمرة وسيؤدي هذا التصرف للتأثير على البيئة الفلسطينية لفترات طويلة.
لماذا هذا التخبط ولماذا لا يوضع حد لهذه التصرفات غير المسؤولة من المواطنين
, فقد حزنت كثيرا عندما رأيت تداعيات هذا المرض تطال البيئة الفلسطينية فقد ازدادت عمليات قطع الأشجار بشكل جنوني بدعوى أن هذه الأشجار تأوي الطيور البرية التي قد تحمل المرض, وانتشر موت الطيور بصورة كبيرة بسبب وضع السموم للطيور من قبل المواطنين.......وماذا ننتظر بعد ذلك ؟؟؟؟ ننتظر أن نستيقظ فلا نسمع صوت زقزقة العصافير!! ام ننتظر أن لا نرى غصناً أخضر يزين فلسطين.
لقد تجاوزت هذه الأزمة البيئة الفلسطينية لتطال الاقتصاد الوطني الفلسطيني, وامتنع الكثير من المزارعين من تربية الدواجن وهذا أضاف جيش من العاطلين عن العمل وافقد الاقتصاد الفلسطيني جزء مهم من مقوماته ودعائمه أضافه لخسائر المربين من عدم إقبال المستهلكين على شراء لحوم الدواجن, هذا عدا عن التأثير النفسي على الأطفال فقد حدثني أحدهم أن أطفاله يخافون من النظر إلى الشبابيك خوفا من أن يصابوا بأنفلونزا الطيور, وتجاوز التأثير النفسي إلى التأثير الاجتماعي فهناك الكثير من المشاكل الاجتماعية وقعت بين الجيران على خلفية تربية الطيور.
إن الجهات المسؤولة مطالبة بالوقوف بجدية وضبط الإعلام المحلي, لكي نتجنب التأثيرات الجانبية لأنفلونزا الطيور والتي فاقت حسب ما أرى تأثير المرض نفسه, لننقذ فلسطين من خطر التصحر والفقر الذي قد يحصل لا سمح الله نتيجة التصرفات اللا مسؤولة من المواطنين.
الكاتب عضو لجنة نابلس نظيفة وخضراء