الجمعة: 20/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

عريقات: اسرائيل تسعى للحصول على نتائج المفاوضات قبل انطلاقها

نشر بتاريخ: 06/09/2009 ( آخر تحديث: 07/09/2009 الساعة: 08:16 )
رام الله – معا - "حكومة الوحدة الوطنية او التوجه لاجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية"، هذا هو ملخص المقترحات التي باتت مطروحة على جلسة الحوار الوطني المقبلة كما اكدها عضو اللجة التنفيذية ورئيس دائرة شؤون المفاوضات د.صائب عريقات، الذي يرافق الرئيس محمود عباس في جولته العربية – الاوروبية المفترض ان يختتم بزيارة المملكة العربية السعودية.

واشار عريقات الى ان الجولة التي اجراها الرئيس عباس حققت اهدافها بالكامل.

القيادة الفلسطينية تستند الى مقترح تشكيل حكومة الوحدة الوطنية من اجل المباشرة في اعادة اعمار قطاع غزة المدمر خاصة وان الاموال التي قدمتها الدول المانحة باتت مرصودة لهذا الغرض لكنها لن تبقى طويلا في انتطار انهاء الانقسام، الامر الذي يجعل القيادة الفلسطينية امام ضغط الوقت للاستفادة من هذه الاموال من اجل اعادة بناء منازل المواطنين المدمرة حيث مازال اصحابها يفترشون الارض ويلتحفون السماء، وسط توقعات بازدياد معاناتهم مع اقتراب حلول فصل الشتاء.

وتصر القيادة الفلسطينية على تشكيل حكومة الوحدة باعتبارها مدخلا للمباشرة باعادة الاعمار في قطاع غزة من جانب، اضافة الى ما تشكيل من اداة يمكن ان تفضي الى انهاء الانقسام الذي يحمل في استمراره نتائج كارثية على مستوى القضية الوطنية من الجانب الاخر.

عريقات اكد في حديث اذاعي" لصوت فلسطين"، ان الرئيس عباس حصل على الدعم العربي للمواقف السياسية التي طرحها سواء على الصعيد السياسي المتعلقة بعدم اجراء المفاوضات السياسية مع اسرائيل ما لم توقف الاستيطان بشكل كامل، وعلى صعيد الوضع الفلسطيني الداخلي من خلال تشكيل حكومة الوحدة الوطنية او التوجه للانتخابات التشريعية والرئاسية.

ورغم ان خيار حكومة الوحدة الوطنية قد يبدو غير متلازم مع اجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية، الا ان القيادة الفلسطينية ترى العكس من حيث احد ابرز مهام هذه الحكومة هو العمل من اجل التحضير والاشراف على عملية اجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية اضافة الى المباشرة الفوري باعادة الاعمار في قطاع غزة ، وانهاء المعاناة التي يعيشها المواطنون في قطاع غزة سيما ان تشكيل حكومة الوحدة سوف يساهم بشكل مباشر في اعادة فتح الشريان الرئيسي المغذي لقطاع غزة "معبر رفح".

وبينما تجهد القيادة الفلسطينية في تحقيق نتائج ملموسة بهذا الاتجاه، فان حركة حماس وعبر كبار مسؤوليها تؤكد انه لا يمكن القبول باجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية دون التوصل الى اتفاق، وتعتبر اجراء الانتخابات في الضفة دون غزة بانه يصل الى مستوى الجريمة السياسية، الامر الذي يجعلها تتوجه للحوار الوطني وعينها على تأجيل الانتخابات عبر محاولة الاستفادة من الوقت واستنفاذه لاقصى درجة، خاصة وانها كانت طرحت في وقت سابق تمديد ولاية الرئيس عباس مقابل تمديد ولاية المجلس التشريعي الحالي وهذا ما رفضته القيادة الفلسطينية.

وفي اوج الانشغال الفلسطيني في انهاء ملف الانقسام وترتيب الوضع الداخلي بطريقة لا تخلو من العشوائية والتخبط، فان الانشغال الاسرائيلي في هذه المرحلة ينصب على محاولة الاستفادة باقصى درجة ممكنة لتوسيع وبناء المستوطنات واستكمال مخططاتها الاستيطانية وضمان احكام الطوق الاستيطاني للقدس وتهويدها من الداخل.

واكثر ما يشجع اسرائيل على المضي في هذه السياسية، استمرار الانقسام والفصل الحاصل بين الضفة والقطاع من جانب، وجمود المواقف الدولية في مربعات الادانة للاستيطان ودعوة الاطراف الى الالتزام بما يترتب عليها من التزامات في خطة خارطة الطريق دون التقدم باتجاه اتخاذ قرارات حاسمة بهذا الاتجاه وتحميل الاطراف المسؤولية عن تقويض الجهود السياسية الدولية بشكل عام والاميركية بشكل خاص لتحريك المفاوضات السياسية.

وقال عريقات في هذا الاطار" امام التحدي الاسرائيلي للإرادة الدولية واتخاذها قرار السير في خط الاستيطان، فانه من الواضح ان مصداقية الرئيس الاميركي باراك اوباما باتت على المحك "، مؤكدا ان المطلوب من الادارة الاميركية مغادرة مربعات دعوة الاطراف الى الالتزام بتنفيذ بنود خطة خارطة الطريق الى حسم الموقف وتحميل الجهة التي تقوض الجهود السياسية المسؤولية الكاملة عن هذه الاعمال.

واضاف " الولايات المتحدة قادرة على طرح اليات التنفيذ الواردة في بنود خارطة الطريق"، مؤكدا ان اسرائيل امام الوضع الحالي تسعى من اجل الحصول على نتائج المفاوضات قبل ان تبدأ ؟‍!".

ويترافق ذلك مع اصرار فلسطيني كامل يحذر من مخاطر العودة من الى المفاوضات دون وقف الاستيطان بالكامل، باعتبار ان العودة للمفاوضات دون تحقيق المطالب الفلسطينية توفر فرصة ثمينة لاسرائيل من اجل تكرار ما فعلته في اتفاقات اوسلو التي خاض فيها الفلسطينيون المفاوضات رغم مواصلة اسرائيل عمليات الاستيطان ومضاعفته في الاراضي الفلسطينية.