كارلوس لاتوف: نضال وتاريخ سعدات لا يمكن أن تخرسه قضبان السجن
نشر بتاريخ: 08/09/2009 ( آخر تحديث: 08/09/2009 الساعة: 10:50 )
غزة- معا- قال رسام الكاريكاتير الشهير الفنان البرازيلي التقدمي كارلوس لاتوف "إن نضال وتاريخ الأمين العام للجبهة الشعبية أحمد سعدات لا يمكن أن تخرسه قضبان السجن، وأن ماضيه كما حاضره سيشجع الناس في فلسطين وفي كل مكان على النضال ويذكرنا بوجود آلاف من الأسرى الفلسطينيين خلف قضبان الاحتلال الإسرائيلي".
وقال لاتوف في مقابلة معه نشرتها الجبهة الشعبية عن كيفية انخراطه في النضال من أجل فلسطين: "منذ كنت طفلا لازمني حلم أن أكون فناناً. وكنت أقضي ساعات طويلة أمام التلفاز لمشاهدة كاريكاتور وأعمال الفنان حنا باربيرا. وبعد 1990 بدأت أنتج وأرسم لمجلات يسارية ونقابية في البرازيل وغيرها، لا لأسباب سياسية ولكن من أجل المهنة والوظيفة. واستمر ذلك حتى بدأت علاقتي مع حركة زاباتا في المكسيك وفي العام 1997 وذلك من خلال شبكة الانترنيت. لم أكن قد ارتبطت بعد بأي قضية سياسية. وبعد ذلك، ذهبت لزيارة إلى الضفة الفلسطينية وعندما رأيت جنود الاحتلال والحواجز العسكرية، وبعد لقائي مع ادريس (صديق فلسطيني في مدينة الخليل) قررت أن انخرط جدياً في النضال الفلسطيني من أجل أن ينال هذا الشعب المناضل الصابر حقه في تقرير المصير".
وأعرب لاتوف عن أمله أن يخدم الكاريكاتور الذي يرسمه النضال السياسي والاجتماعي في العالم، تماماً كما يمكن لبندقية كلاشينكوف ( إي كي 47) أن تخدم فدائي مقاتل، مشيراً أن فنه وأعماله محاولة منه لتقديم قضايا سياسية معقدة ولكن بطريقة تكون مفهومة للجميع وللناس العاديين.
وعن سر إعجاب الشعب الفلسطيني وحركات التضامن بأعماله واحتضانها له أضاف لاتوف "قد يكون الأمر عائداً لأنني لست فلسطينياً، وربما للطريقة العاطفية التي احتضن بها قضية الفلسطينيين ونضالهم، والسبب الآخر هو ملاحقة الصهاينة لكل من يجرؤ على رفع صوته ضد المجازر الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني. هناك من يعتقد أنني شجاع مثلاً ( يضحك)، لكن الأمر لا يعود لشجاعة ما أو غيرها. إن مجرد وجود عدو قوي ومؤثر ووحشي جداً يجعل من الأهمية توفير كل دعم ممكن للفلسطينيين ونضالهم. وأنا أملك موهبة الرسم، وأنني أضعها في خدمة قضية الفلسطينيين العادلة، لأن قضيتهم الوطنية هي قضية إنسانية أيضاً".
أما بخصوص الشخصيات الكاريكاتورية التي يقدمها مثل شخصية الأم الفلسطينية الحازمة والقوية ( ماذر فلسطين وفلسطين الأم) وشخصيات أخرى أكد لاتوف أن الإنسان دائما يعمل بالرموز، كما قال كارل غوستاف جانغ في كتابه " الإنسان ورموزه ". إن (فلسطين الأم) و ( حنظلة ) وغيرهما، إنهما رموز، صور تمثل الشعب الفلسطيني، ولأنني دائما أحاول تحويل ما هو مركب إلى أفكار بسيطة ، لذلك استخدم الصور والرموز وللتواصل بسهولة اكبر مع جمهور كبير وواسع".
وفي معرض إجابته لسؤال حول نظرته لتحرير فلسطين من وجهة نظر النضال الاممي ضد الامبريالية والتي ترسخت من أعماله وزياراته المتعددة للدول العربية، ورسوماته عن المكسيك، والباسك وهندوراس وأفغانستان.. إلخ، أكد لاتوف أنه يعتبر "أن الامبريالية والرأسمالية هما عدونا المشترك، لافتاً أنه في زيارته الأخيرة للأردن ولبنان زار المخيمات الفلسطينية ورأى التشابه بينها وبين أحزمة البؤس في الرايو دي جينيرو، ( البرازيل ) رغم التباعد الجغرافي بين امريكا الجنوبية والمنطقة العربية ورغم اختلاف اللغة والعادات والاديان".
وأضاف في ختام مقابلته "أن الفقر والبؤس لغة عالمية والصراع الطبقي أيضاً كذلك، إنني أؤمن بتحرير فلسطين وفي التحرر في كل مكان، لأن المعاناة هي نفسها، إن كانت في سيرالانكا أو كانت في فلسطين، فنحن جميعا في نهاية المطاف بشر وأخوات وأخوة".